مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الفرنسي في شأن تطبيق القرار 425، بيروت، 13/12/1991
النص الكامل: 

[.......]

الموضوعات التي تطرقنا إليها في هذين اليومين، كانت أولاً الوضع العالمي في مناسبات عدة وعلى حلقات. المؤتمر الدولي في واشنطن المتعلق مباشرة بالسلام، وعلى الأخص مصير جنوب لبنان وتطبيق القرار 425. قلت للسادة الذين تحادثت معهم إن فرنسا تدعم نشاط الدبلوماسية اللبنانية في هذا المجال. الموضوع الثاني، استعادة السيادة اللبنانية الكاملة. ذكرت للتو ما يتعلق بالجنوب، وينبغي أن أشير إلى ما يمس مناطق أخرى من لبنان. قلت للسادة الذين التقيتهم إن لبنان، في نظر فرنسا وفي اعتقادي، لن يسترد سلطته الكاملة إلا متى امتلكت الدولة اللبنانية سلطتها الشاملة على أرض الوطن. كما تناولنا القضايا الإقليمية المطروحة اليوم في واشنطن عبر المحادثات الثنائية في الوقت الحاضر. وتطرقنا إلى المؤتمرات العالمية الحالية مثل قمة دكار الأخيرة.

ثاني الموضوعات السياسية العالمية، الوضع في المنطقة، ليس فقط إزاء مؤتمر السلام المعقود، بل كذلك علاقات لبنان الحاضرة والمستقبلية التي يعقدها أو سيعقدها مع جيرانه، خصوصاً مع الجار الأكثر أهمية والأقرب سوريا، حيث سأكون في بضعة أيام، في زيارة رسمية أيضاً. العلاقات الثنائية ستتطور في المجالات الأخرى. عقدنا جولة أفق حولها، فرنسا مستعدة لإرسال عدد من الخبراء والوفود الموكول إليهم تحديد حاجات إعادة بناء البنية التحتية وإيقاف الدولة على قدميها، وذلك على شكل قروض أو هبات مالية. وقد شرفني اليوم أن ألتقي رئيس الحكومة الذي عاد لتوه من باريس حيث حضر اجتماعات البنك الدولي وناقش المشكلات اللبنانية وسمعت من فمه أن السلطات الفرنسية دعمت آراءه.

ولاختصار هذه المقدمة أقول إن فرنسا عازمة على مساعدة لبنان، إنْ على المستوى الوطني أو على مستوى العلاقات بين الدولتين، خصوصاً في ظل العلاقة القديمة والمميزة. سياستي، وهي سياسة رئيس الجمهورية الفرنسية، تصبو وستصبو دوماً إلى بقاء فرنسا بجانب لبنان أكثر من أي وقت مضى، وإلى اتجاه الشعب الفرنسي للقاء الشعب اللبناني بكل فئاته، والجميع يفهم ما أعني بكل فئاته (....).

[.......]

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 14/12/1991. وقد زار الوزير رولان دوما بيروت يومي 12 و13/12/1991.