وثائق دولية حديث صحافي لوزير الخارجية الإيراني بشأن الموقف من مؤتمر السلام، دكار، 8/12/1991
النص الكامل: 

[.......]

نعرف أن إيران تعارض عملية مدريد للسلام في الشرق الأوسط، وفي إحدى الجلسات المغلقة على مستوى الوزراء، قال السيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية لمندوبكم إن هذه قضية دفع الفلسطينيون غالياً من أجلها من دماء وشهداء، وأضاف أن إيران إذا شاءت المزايدة على الفلسطينيين فلتتفضل بأكثر من مجرد الكلام، ما هو ردكم على ذلك؟

سياستنا قائمة على دعم الانتفاضة ولقد مدينا دعمنا للانتفاضة ولهؤلاء الذين يناضلون ضد إسرائيل في الأراضي المحتلة. وفي رأينا، أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الفلسطينيين ولتحرير الأراضي المحتلة. أما مشاركة بعض الفلسطينيين في محادثات مدريد، فهي في رأينا، بلا فائدة. في الواقع، هذه المشاركة ليست فقط غير مفيدة، وإنما هي مؤذية لقضية الفلسطينيين.

إن الذين شاركوا في مؤتمر مدريد هم أهل الانتفاضة وجزء من الانتفاضة.

لا أوافق معك. إن الذين قاموا بالانتفاضة هم ضد مشاركة الدول العربية والفلسطينيين في مؤتمر مدريد ولقد أعلنوا عن موقفهم. ومثلاً، إن المجموعة الرئيسية التي تناضل داخل الأراضي المحتلة هي "حماس"، في تقديرنا، تليها مجموعة "الجهاد الإسلامي" والمجموعتان تقفان ضد مؤتمر مدريد.

هل تعني أنك تقترح أن تكون "حماس" ومجموعة "الجهاد الإسلامي" البديل من منظمة التحرير الفلسطينية؟

اتخاذ مثل هذا القرار نيابة عن الفلسطينيين ليس مهمتنا. إنما هذا هو الواقع. والواقع هو أن هناك مجموعتين مهمتين تناضلان داخل الأراضي المحتلة هما "حماس" و "الجهاد الإسلامي".

هل تقصد القول إن منظمة التحرير الفلسطينية تخون القضية الفلسطينية؟

لم أقل هذا. إن ما أقوله هو أن الفلسطينيين الذين يقاتلون ويناضلون ضد الصهاينة لا يوافقون على مؤتمر مدريد.

وما هو ردك على تحدي السيد قدومي في قوله إذا كان لدى إيران أكثر من مجرد الكلام والخطب فلتتفضل إيران به.

لم يكن ما جاء على لسانه بهذا القدر من العنف الذي تنقلين به ما قاله. ثانياً، إن ممثلنا عبر عن موقف إيران الرسمي في شأن مشكلة فلسطين. إننا ندعم الفلسطينيين الذين يقاتلون ضد الصهاينة وليس أولئك الذين يبيعون فلسطين في واشنطن أو في مدريد.

تبنى المؤتمر الإسلامي هنا قراراً أيّد فيه الجهود والمساعي التي أدت إلى بدء عملية مدريد.

لكننا سجلنا تحفظاتنا تجاه هذا القرار.

بما أن إيران هي، عملياً، الدولة الوحيدة التي تحفظت عن هذا القرار، هل تشهر أنكم خارج التيار العام؟

إذا كنا الدولة الوحيدة التي تدعم القضية الفلسطينية ورغبة الفلسطينيين الذين يناضلون ضد إسرائيل، فلا مانع، ولا نبالي إذا دعمت دول أخرى هذه القضية أو المقاتلين من أجلها أو لم تدعمها أية دولة أخرى، فلا فارق عندنا.

إن الدول الإسلامية في هذا المؤتمر تسير في اتجاه أكثر تماشياً مع ما يعرف بالنظام الدولي الجديد ومع البراغماتية. لكنكم هنا تظهرون متميزين عن الآخرين باتجاه معاكس. لماذا؟

أولاً، عليك أن تعرفي ما هو النظام الدولي الجديد، ثم نبحث إذا كان المؤتمر الإسلامي سيدعم النظام الدولي الجديد كما تريده بعض الدول الغربية.

لنقل على الأقل إن المؤتمر الإسلامي يرسم لنفسه توجهاً جديداً.

هذا طبيعي، فالعالم يتغير، إنما هذا لا يعني أن مواقف المؤتمر الإسلامي تتطابق وتتماشى كلياً مع ما تريده بعض الدول الغربية. فإذا كان العالم يمر بتغييرات، لا بد للمؤتمر الإسلامي أن يأخذها بعين الاعتبار.

[.......]

 

المصدر: "الحياة" (لندن)، 9/12/1991. أجرت الحديث راغدة درغام. وقد قدم ولايتي إلى العاصمة السنغالية للمشاركة في مؤتمر القمة السادس لدول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي سيعقد خلال الفترة 9 ـ 11/12/1991.