رسالة للرئيس حافظ الأسد ينتقد فيها المفهوم الإسرائيلي للسلام، دمشق، 15/11/1991
النص الكامل: 

[.......]

نحن في سوريا أيها الأخوة والأخوات والأبناء والبنات شأننا دائماً أن ندافع بشرف وشجاعة عن حقوق أمتنا العربية ونبذل كل جهد من أجل بلوغ أهداف الأمة.

ومسيرتنا ما كانت يوماً إلا مسيرة الخير بما يعنيه الخير في شموليته مسيرة الحق والعدل بما يعنيان في شموليتهما مسيرة السلام بما يعنيه السلام من خير وحق وعدل.

إننا نسلك طريق السلام بجدية لا تشوبها شائبة ونعمل صادقين ليحل السلام في ربوع منطقتنا ولكنه سلام يضع الأمور في نصابها ويعطي الحقوق لأصحابها سلام مبرأ من أي لون من ألوان الغش ومن أي شكل من أشكال الخداع سلام يضع حداً للاحتلال والعدوان.

نحن نسلك هذه الطريق مدركين في الوقت ذاته أننا نواجه عدواً يطرح مفهوماً للسلام مبتذلاً مفهوماً ينضح بمآرب العدوان والتوسع.

إن لفظة السلام هي في نظر حكام إسرائيل سلعة زائفة تاجروا بها ردحاً من الزمن فلما حان وضعها على المحك وجاء وقت الامتحان افتضح الخداع والغش وسقط حكام إسرائيل في الامتحان ليس في نظرنا فحسب بل في نظر العالم بأسره فإذا بالناس في أصقاع الدنيا يرون من كانوا يتباكون تظاهراً وخداعاً في طلب السلام ينكشفون على حقيقتهم أعداء ألدة للسلام وإذا بهم العقبة الكأداء على طريقه.

وإذا كنا نتوقع من الرأي العام العالمي ومن الشعوب والحكومات أن تراقب وتحكم فتصدر الحكم العادل وتقف إلى جانب الحق لا يخالجنا شك في أن معركة السلام التي نخوضها جزء من نضالنا ضد العدوان والاحتلال وأن في مقدمة متطلبات هذه المعركة أن نخوضها بعزم وأن نملك من أجلها أسباب القوة الروحية والمعنوية والمادية بما يمكننا من متابعة النضال بنجاح حتى نحقق غايتنا في السلام العادل والشامل.

[.......]

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 16/11/1991. وقد وجه الرئيس الأسد هذه الرسالة إلى الطبقة العاملة في سوريا.