20 شباط (فبراير) 1992
أفكار للتعايش السلمي في الأراضي خلال الفترة الانتقالية
أ ـ المفهوم العام
1ـ الترتيبات الانتقالية:
أ ـ ينبع مفهوم الترتيبات الانتقالية للسكان العرب الفلسطينيين لخمس سنوات من المنطلقات الأساسية الآتية:
ـ تحتاج الجروح الناجمة عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي الطويل والمرير إلى وقت لتندمل، ويجب بناء الثقة تدريجاً.
ـ لا يمكن ردم الهوة بين وجهات نظر الأطراف المعنية المختلفة اختلافاً عميقاً بخطوة واحدة شاملة. وهذه الهوة لا يمكن ردمها إلا بعملية بناء للتعايش معاً من خلال ترتيبات انتقالية يتبعها اتفاق على الوضع النهائي.
ب ـ الفترة الانتقالية يجب أن توفر فرصة لـ:
ـ فحص واختبار الترتيبات المتفق عليها لهذه الفترة، بما في ذلك تنفيذ كل الالتزامات.
ـ الاعتياد على حقيقة العيش معاً على التراب ذاته.
ـ بناء الثقة المتبادلة.
ج ـ الترتيبات الانتقالية يجب أن تخلق تغييراً في حقيقة حياة العرب الفلسطينيين في المناطق. ويجب تحديد هذا التغيير بإرشادات معينة:
ـ يجب أن لا يستبق نتيجة المفاوضات على الوضع النهائي،
ـ يجب أن تتعامل مع الناس، لا مع وضع الأراضي،
ـ يجب أن تكون قائمة على المراعاة الصارمة للترتيبات وفقاً لما يتفق عليه قبل التنفيذ،
ـ لا يمكن لأي تغيير في شروط الترتيبات أن يتم من جانب واحد.
2ـ التعايش
أ ـ تقوم الترتيبات الانتقالية على شروط المرجعية التي تنص على اتفاق على:
ـ إقامة ترتيبات حكم ذاتي انتقالي للسكان العرب الفلسطينيين في الأراضي،
ـ إبقاء الصلات القائمة بين يهودا، والسامرة ومنطقة غزة وإسرائيل على حالها،
ـ ترتيبات للتعاون والتنسيق بين الأجهزة الإدارية لترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي وإسرائيل،
ـ المحافظة على الصلات التقليدية بين السكان العرب الفلسطينيين والأردن.
ب ـ خلال الفترة الانتقالية:
ـ سيعطى السكان العرب الفلسطينيون، في نطاق ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، فرصة لتسيير شؤونهم الخاصة بهم في معظم المجالات، وفقاً للترتيبات.
ـ تحتفظ إسرائيل بالسلطات المتبقية ومسؤوليات معينة.
ـ سيواصل الإسرائيليون، كحق لهم، العيش والاستيطان في المناطق.
ـ المسؤولية الوحيدة عن الأمن بكل أوجهه ـ الخارجية، والداخلية والأمن العام ـ ستكون مسؤولية إسرائيل.
ب ـ ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي
1ـ النمطية
أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، التي ستتفق عليها الأطراف المعنية، تشكل بطريقة متفق عليها.
2ـ البنية والإجراءات
أ ـ تكون أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي ذات طبيعة إدارية ـ وظيفية.
ب ـ تقرر التشكيلات البنيوية والوظيفية الأساسية لترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي خلال المفاوضات.
3ـ السلطة
تنطبق سلطة أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي على السكان العرب الفلسطينيين في يهودا، والسامرة ومنطقة غزة.
4ـ الصلاحيات والمسؤوليات
أ ـ في المفاوضات ستقترح إسرائيل التفاوض على تفويض صلاحيات ومسؤوليات لأجهزة ترتيبات الحكم الذاتي المناسبة في مجالات العمل الآتية (رهناً بالاتفاق على المفهوم العام والبنية، وترتيبات التعاون والتنسيق، وكذلك النواحي المتصلة بالأردن):
(1) إدارة العدل ـ الإشراف على النظام الإداري للمحاكم المحلية في المناطق، والتعامل مع المسائل المتصلة بنظام الادعاء وتسجيل الشركات والشراكات.
(2) مسائل الموظفين الإداريين ـ تعيينات الموظفين وشروط عملهم (في الوقت الحاضر يتكون جهاز الخدمة المدنية لسكان يهودا ـ السامرة وغزة، ضمن نطاق الإدارة المدنية التابعة للحكم العسكري من نحو 20 ألف شخص).
(3) الزراعة ـ فروع متعددة من الزراعة ومصائد الأسماك، إلخ.
(4) التعليم والثقافة ـ تشغيل شبكة المدارس في المناطق، من الحضانة حتى التعليم العالي، والإشراف على النشاطات الثقافية والفنية والرياضية.
(5) الموازنة والضرائب ـ (إعداد) موازنة العمليات الإدارية ومخصصات الأموال، والضرائب المباشرة.
(6) الصحة ـ إدارة المستشفيات والعيادات، وتشغيل الخدمات الصحية وغيرها المتصلة بالصحة العامة.
(7) الصناعة والتجارة والسياحة ـ تطوير الصناعة، والمشاغل، والتجارة والخدمات السياحية.
(8) العمل والرعاية الاجتماعية ـ إدارة الخدمات الاجتماعية وخدمات العمل والتوظيف.
(9) الشرطة المحلية ـ تشغيل قوة شرطة محلية للشؤون الجنائية وصيانة السجون لمرتكبي الجرائم المحكوم عليهم في محاكم المناطق.
(10) النقل والاتصالات المحلية ـ المحافظة على النقل المحلي والخدمات البريدية الداخلية وتنسيقها.
(11) الشؤون البلدية ـ المسائل المتعلقة بالبلديات العربية وتسييرها في شكل فعّال، بما في ذلك إمدادات المياه البلدية، والإسكان، والمجاري وإمدادات الكهرباء.
(12) الشؤون الدينية ـ تقديم خدمات دينية لكل الطوائف الدينية بين السكان العرب في يهودا، والسامرة ومنطقة غزة.
يمكن تدريجاً تفويض صلاحيات ومسؤوليات ضمن إطار متفق عليه للأجهزة الإدارية المحددة، وفقاً لما يتقرر في المفاوضات.
ب ـ التعاون والتنسيق
(1) يجري التوصل إلى ترتيبات لضمان التعاون والتنسيق بين الأجهزة المحددة وإسرائيل في مجالات معينة، للفائدة المشتركة.
(2) بناء على ذلك، تعمل أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي في مجالات اختصاصها بطرق ثلاث:
ـ وفقاً لما هو مناسب في المجالات المحددة لأجهزتها المتفق عليها.
ـ بالتنسيق مع إسرائيل ـ في مجالات معينة، يعني التنسيق التخطيط المشترك.
ـ بالتعاون مع إسرائيل ـ في مجالات معينة، التعاون يعني العمل المشترك من أعلى مستويات التخطيط إلى أدنى مستويات التنفيذ.
5ـ الصلاحيات المتبقية والمسؤوليات
أ ـ الصلاحيات والمسؤوليات التي لا تفوض إلى أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي تحتفظ بها إسرائيل، كونها مصدر السلطة.
لا تنطبق صلاحيات ومسؤوليات أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي على قوات الدفاع الإسرائيلية أو على المدنيين الإسرائيليين في يهودا، والسامرة ومنطقة غزة، وكذلك على العرب الفلسطينيين الذين يسكنون في القدس، عاصمة إسرائيل، التي ليست جزءاً من المناطق.
ب ـ الأمن
ـ المسؤولية الوحيدة عن الأمن الخارجي والداخلي وكذلك النظام العام ستكون مسؤولية إسرائيل.
ـ في مجال النظام العام يكون هناك تعاون بين السلطات الإسرائيلية ذات الاختصاص وقوة الشرطة المحلية.
ج ـ القوانين
ـ تبقى القوانين والأوامر المطبقة في يهودا، والسامرة ومنطقة غزة، وكل الصلاحيات الناجمة عنها، سارية المفعول.
ـ تقرر صلاحيات سن أنظمة في مجالات عمل أجهزة ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي بالاتفاق، رهناً بالتنسيق والتعاون مع إسرائيل كما هو مذكور أعلاه.
المصدر: "الحياة" (لندن)، 29/2/1992.