مؤتمر صحافي لرئيس الوفد السوري يتهم فيه إسرائيل بإفشال المفاوضات، واشنطن، 16/1/1992
النص الكامل: 

أكد السيد موفق العلاف رئيس الوفد العربي السوري إلى محادثات السلام في واشنطن أن حصيلة الجولات الثلاث من المحادثات مع الطرف الإسرائيلي بدءاً من مدريد وانتهاء بالجولتين الأخيرتين في واشنطن تظهر أن إسرائيل تتعامل مع المحادثات بعقلية من لا يريد لعملية السلام الجارية أن تؤدي فعلاً إلى إحلال السلام.

وأوضح العلاف.. في مؤتمر صحفي في واشنطن أن متابعة دقيقة للمسلك الإسرائيلي منذ بدء عملية السلام تبين أن الإسرائيليين يسيرون على خطين متوازيين فهم خارج قاعات محادثات السلام يقترفون كل أنواع الأعمال الاستفزازية والعدوانية قبيل وأثناء جولات المحادثات وفي داخل قاعات المحادثات يلوذون بالسلبية المطلقة وعدم الفاعلية وتحريف الحقائق ومناورات التسويف وكل ما من شأنه منع المحادثات من تحقيق أي تقدم.

وأضاف أن الغاية من هذا السلوك الإسرائيلي كما يبدو هي دفع العرب إلى ترك المحادثات تعبيراً عن غضبهم من هذا السلوك لكي يلتفت الإسرائيليون بعد ذلك إلى العالم ويحملوا العرب مسؤولية تعطل المحادثات.

وأكد السيد العلاف أن العرب يعون تماماً مرامي اللعبة الإسرائيلية هذه وهم مصممون على تفويت الفرصة على الإسرائيليين من خلال الاستمرار بالمحادثات يحدوهم الأمل بأن الأسرة الدولية وراعيي مؤتمر السلام اللذين يتحملان مسؤولية في إنجاح عملية السلام سوف يتمكنان في النهاية من إقناع إسرائيل بالانصياع لإرادة السلام.

وأورد السيد العلاف دلائل وشواهد عديدة على أسلوب التعامل الإسرائيلي غير الجدي مع عملية السلام وأشار إلى الطريقة التي أصروا من خلالها على إنهاء الجولة الثالثة من المحادثات رغم أن مجموع ما عقد خلالها من اجتماعات لا يتجاوز الثلاثة وعدد ساعات المحادثات خلال هذه الاجتماعات لا يزيد على العشر.

وقال.. إن الإسرائيليين لم يظهروا مع الأسف أي اهتمام جدي بإحراز نجاح أو تحقيق نتيجة إيجابية للعملية السلمية وذلك سواء فيما خصصوه من وقت لمحادثات السلام أو في أسلوب تعاملهم مع هذه المحادثات الفائقة الأهمية.

وأضاف.. لقد سيطرت على مداخلاتهم معظم الوقت المواضيع الإجرائية بغض النظر عما إذا كانت هذه المواضيع واقعية أو مفتعلة الأمر الذي أدى إلى إضاعة وقت كبير على أمور مثل المكان والمدة الزمنية التي يجب أن تخصص لكل جولة وأمور هامشية أخرى من هذا القبيل.

وقال العلاف.. إنه حتى في الأوقات القليلة التي كانت خلالها المحادثات تتناول أموراً جوهرية مثل القرارات الدولية والمبادئ التي تقوم على أساسها عملية السلام كان الإسرائيليون يلجأون إلى التحريف المتعمد لمضامين هذه القرارات والمبادئ الأمر الذي كان يفضح حقيقة نواياهم وما يبيتونه لعملية السلام.

وأضاف السيد العلاف.. لقد شعرنا طيلة مدة المحادثات هذه المرة وفي المرات السابقة بأنهم ليسوا في الواقع جادين في عملية السلام وأن كل ما يريدونه منذ البداية كان أن يجلس العرب معهم ويتحادثوا إليهم مباشرة.

ومضى يقول.. إنه من غير المقبول إطلاقاً لا بالنسبة للعرب ولا بالنسبة لراعيي المؤتمر ولا للأسرة الدولية أن تقزم عملية السلام إلى مجرد الجلوس على طاولة المحادثات والإحجام في نفس الوقت عن الدخول في أي بحث جدي حول ما يتوجب فعله من أجل إقامة سلام حقيقي.

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 17/1/1992.