مقال لوزير الخارجية البريطاني، دوغلاس هيرد، يتطرق فيه إلى حل النزاع العربي - الإسرائيلي، 2/5/1991
النص الكامل: 

[.......]

[....] والدرس الخاص الذي علمتنا إياه حرب الخليج ينطوي على تذكيرنا بمدى هشاشة السلام في الشرق الأوسط. لقد أظهر الاجتياح العراقي بأنه لا يمكن وضع كل اللوم لنزاعات المنطقة على النزاع العربي ـ الإسرائيلي، ولم تكن هناك أية علاقة بين استيلاء صدام حسين على الكويت والمسألة الفلسطينية. ومع ذلك فإن النزاع العربي ـ الإسرائيلي يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة وتعتبر تسويته عاملاً رئيسياً في توطيد الاستقرار الدائم فيها. إن بريطانيا ملتزمة التزاماً تاماً بأمن إسرائيل داخل حدود معترف بها دولياً، والتجارب الماضية للشعب اليهودي مع غموض موقف عدد كبير من العرب حول الاعتراف بحقها في الوجود داخل حدود آمنة وسلوك قيادة منظمة التحرير الفلسطينية خلال حرب الخليج، جعلت إسرائيل حذرة بشكل يمكن تفهمه. بيد أنه لن يكون لإسرائيل أمن دائم على أساس الاحتفاظ بالأراضي المحتلة في وجه ثورة مستمرة من قبل الفلسطينيين ومرارة جيرانها وامتعاض أصدقائها. وقد أظهر صدام حسين عبر المزاعم الزائفة التي تدعو إلى السخرية أن العمل بالنيابة عن الفلسطينيين يمكن أن يضرب وتراً مؤثراً في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وطالما لا يوجد حل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي فسوف يساء استعمال القضية الفلسطينية كنقطة يتعلق بها القادة العرب المتطرفون مما يسبب انفجارات دورية من العنف في جزء حيوي واستراتيجي من العالم. وينبغي توفير التسوية الدائمة للفلسطينيين وممارسة حقهم في تقرير المصير. لقد أحكمت حرب الخليج سيطرة العناصر الأكثر واقعية في العالم العربي واهتزت أركان نمط التحالفات السائدة في المنطقة. وتبين أن الولايات المتحدة هي القوة الخارجية الوحيدة التي تملك النفوذ على جميع الأطراف الرئيسية معاً. أما بريطانيا وشركاؤها في المجموعة الأوروبية فقد أعطت دعمها الكامل للعملية التي يسعى إليها جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي بالكثير من المثابرة والإخلاص. وقد أثبتت هذه المشكلة بأنها صعبة وطويلة ونحن نشاهد الآن أهم عملية انفتاح على السلام منذ سنوات عديدة. وإنني أعقد الأمل على أن يتمسك جميع الشركاء المحتملين في عملية السلام بالتزاماتهم وذلك بالامتناع عن ارتكاب أعمال استفزازية أو أفعال تحبط الاستقرار. وإني آسف للأفعال الأخيرة التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية في دفع برنامجها الاستيطاني إلى الأمام في الوقت الذي ينبغي على الطرفين التأكيد على اتخاذ الأساليب التي تعزز الثقة بدلاً من أن تدمرها. إن النزاع في الخليج قد أعاد منطقة الشرق الأوسط من جديد إلى مركز الاهتمام العالمي، كما أن جدول الأعمال لهذه القضايا المهمة على صعيد السلام والازدهار الدولي سيبقى كذلك محور اهتمام العالم كله.

 

المصدر: "صوت الكويت الدولي" (لندن)، 2/5/1991.