منذ فترة وجيزة استمعتم إلى إعلان الرئيس بوش الذي جاء فيه ان القوات المتحالفة في عملية عاصفة الصحراء بدأت عملية برية واسعة النطاق ضد القوات العراقية داخل الكويت. لقد خُطط لهذه المرحلة المشتركة من الحملة الجوية والبرية والبحرية بعناية لإِجبار العراق على الخروج من الكويت بأقل قدر من الخسائر في الأرواح بين القوات المتحالفة.
حتى الآن كنا واضحين بقدر الامكان في ما يتعلق بالعمليات البرية، ولكن من الآن فصاعدا علينا ان نحد من تصريحاتنا. لقد بدأنا عملية عسكرية مهمة. ان وحدات القوات المتحالفة تتحرك ويجب حماية مواقعها وتحركاتها وخططها بعناية. علينا ان نفترض ان العدو مرتبك بشأن ما يحدث في ساحة المعركة ومن الضروري ألا نفعل شيئا بدون قصد يوضح له الصورة.
فكل ما نقول عن العمليات من الآن وصاعدا، كل تفاصيل نقدمها ستزيد من فرص معرفة القوات العسكرية في العراق المزيد من عملياتنا، ان مثل هذه المعلومات يعرض عملياتنا العسكرية للخطر.
... ولهذا السبب لن أقول شيئا الليلة عن العملية الجارية في الوقت الحاضر ولن يكون لدينا ما نقوله عنها لساعات طويلة قادمة.
لكن الآن ستتوقف إيجازاتنا الصحافية المعتادة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وفي الرياض وحتى إشعار آخر.
سأسعد بالرد على بعض الأسئلة عن خلفية القرار الذي اتخذ ولكن دعوني أؤكد من جديد انني لن ارد على أي أسئلة عن العمليات العسكرية الجارية.
س ـ متى اتخذ الرئيس قرار البدء وخول (الجنرال نورمان) شوارتزكوف السلطة بذلك؟
ج ـ ان المهلة النهائية حلت وانقضت. وان صدام حسين رفض الاذعان لقرارات الأمم المتحدة. ولكن من الواضح ان هذه هي عملية شاملة يشارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص. خطط ضخمة للإِمداد والنقل والإِيواء. قدر كبير من الاستعدادات مطلوب للقيام بمثل هذه العملية.
ولذلك لفترة من الوقت كان لدينا تاريخ محدد وساعة محددة اختارها الجنرال شوارتزكوف تحددت على أساس من رؤيته للتوقيت الذي ستكون فيه قواته على أهبة الاستعداد وتحددت أيضاً على اساس شعوره بأننا حققنا كل ما نستطيع تحقيقه في خلال المرحلة الجوية من الحملة.
كان هذا التوقيت قابلا للتغيير حتى اللحظة الأخيرة على أساس اعتبارات مثل حالة الطقس او أي تغييرات في الموقف الدبلوماسي او ما إذا كان صدام قد التزم بالمهلة وأعلن ظهرا (بتوقيت واشنطن) استعداده لسحب قواته من دون شروط من الكويت. في هذه الحالة كنا سنوقف استعداداتنا لتنفيذ العملية.
س ـ لقد ذكرت ان هذه عملية برية واسعة النطاق ضد القوات العراقية داخل الكويت فهل تعني ان تقول ان العملية البرية ستدور فقط داخل الكويت؟
ج ـ أنا ببساطة لن اتحدث عن العملية.
س ـ هل عرفت حجم القوات العراقية التي تقاوم؟
ج ـ ليس لدي أي تقرير مفصل في الوقت الحالي عن العملية.
س ـ لقد ذكرت مرارا ان العملية البرية لن تبدأ إلا بعد التأكد من ان الحملة الجوية قد بلغت مرحلة أُزيل فيها معظم الخطر الذي يواجه القوات البرية فما الذي دفعك للثقة بأن الخطر اصبح ضئيلا؟
ج ـ أنا لا أستطيع القول ان هناك خطرا ضئيلا، فهذه عملية عسكرية كبيرة ضد خصم ذي تجهيزات وتحصينات جيدة. ولا اريد ان أقلل من صعوبة هذه المهمة على الاطلاق.
س ـ هل يمكن ان تعطينا تقديرا تقريبيا عن عدد أعضاء التحالف الذين شاركوا بالفعل بقوات برية تتحرك حاليا؟
ج ـ هناك عدد لا بأس به من حلفائنا يشاركون في واقع الأمر في هذه المرحلة من الحملة.
س ـ هل تستطيع ان تضع نفسك في موقف المتنصل من أي مجهود لتغيير البناء السياسي في العراق؟
ج ـ لقد أوضحنا مرارا انه إذا حل محل صدام حسين حكومة جديدة فلن نحزن على زواله ولكن أوضحنا أيضا ان السياسة الأميركية لا تستهدف تغيير حكومة العراق ولكن إذا حدث هذا.. فليكن.
المصدر:
"السفير" (بيروت)، 25/2/1991