حديث صحافي لوزير الدولة التركي، عمران أنان، يدعو فيه إلى تكامل اقتصادي في المنطقة بعد حرب الخليج، باريس، 21/2/1991
النص الكامل: 

        [. . . . . . .]

  • يكثر الكلام مؤخرا عن النظام الأمني الجديد في المنطقة ماذا تفهمون من ذلك؟
  • عندما نتحدث عن نظام جديد فان ما نقصد هو نظام يقوم على المساواة والإِنصاف والعدل وتبادل المنافع والتكنولوجيا والاستثمارات الصناعية التي يستفيد منها جميع سكان المنطقة.

          وفي رأينا ان إنشاء صندوق مالي تشارك فيه الدول الغنية في المنطقة والدول الصناعية في الغرب وأعضاء اتحاد أوروبا الغربية واليابان وألمانيا وتركيا يمكن ان يكون مفيدا للجميع. ونحن جاهزون لتقديم مساهمة مادية في تكوين هذا الصندوق عبر مواردنا الطبيعية وعبر تجربتنا في المنطقة في مجال التكنولوجيا والصناعة.

          لقد كان الخارج دائما يعتبر الشرق الأوسط منطقة ممتازة لتجارة الأسلحة وحارسا سيئا للذهب الأسود أي النفط ولا بد من تغير هذه الرؤية والنظر إلى دول المنطقة على قدم المساواة والمشاركة في تنميتها ومن الواضح بالنسبة لنا ان النظام الجديد يجب ان يقوم على التكامل الاقتصادي بين الغاز الطبيعي والنفط والموارد الأخرى. نستطيع ان نبني المنطقة ونساهم في تنميتها من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا المستوردة من الخارج.

          لقد حصلت المنطقة في الأعوام بين 74 و79 على 250 مليار دولار ولو ان هذا المال أُنفق في صالح ازدهار المنطقة وازدهار الشعب العربي والمسلم وفي التعاون بدلا من شراء الأسلحة لكنا في وضع آخر اليوم ولكن لم يحصل شيء من ذلك.

[. . . . . . .]

  • انتقدت بعض الدول العربية دور تركيا واعتبرت انه كان يمكن لها ان تقوم بدور أكثر توازنا خاصة وأنها بلد مسلم.
  • أغلب الدول العربية بما فيها المغرب مصر وسوريا أرسلت جنودا إلى المنطقة. ونحن لم نرسل جنودا اليها وكل ما فعلناه أننا قبلنا تطبيق قرارت مجلس الأمن فقط.

          ونحن نقف بجانب الشرعية ضد احتلال الكويت لكننا لم نرسل اية قوة إلى الميدان وليس لدينا أي موقف مضاد للشعب العربي، ولا بالتالي ضد الشعب العراقي وحينما يطرح علينا السؤال حول فتح جبهة ثانية نقول لا لأن الأمر يتعلق بتحرير الكويت وليس باحتلال العراق. ونحن نؤيد وحدة التراب العراقي ونعارض احتلال العراق.

  • وبالنسبة لوضع قواعدكم العسكرية بتصرف الحلفاء؟
  • ذلك امر صحيح بلا شك لكنني أذكّر بالقرار 678 الصادر عن مجلس الأمن حول استعمال القوة من أجل تحرير الكويت والذي يطلب من الدول الأعضاء ان تشارك مباشرة في تحقيق هذه المهمة او تقدم تسهيلات لذلك. ونحن لم نشارك مباشرة ولكننا قدمنا التسهيلات للبلدان المتحالفة طبقا للقانون الدولي.

          ليست هناك طائرات تركية او جنود أتراك متورطون في المعارك. ونحن نلاحظ ان العراق قطع علاقاته مع ستة بلدان ولم يقطعها مع تركيا. وتركيا بلد مسلم ولكنها دولة علمانية وهي الدولة المسلمة الديمقراطية الوحيدة.

          [. . . . . . .]

  • يتوقع المراقبون ان تسفر هذه الحرب عن تعزيز ثلاث دول في المنطقة.
  • إسرائيل كانت دائما قوية من الناحية العسكرية ومن الناحية السياسية عززها صدام بارسال صواريخ لا قيمة لها ولا سبب لإِطلاقها ولأن إسرائيل قد امتنعت عن الرد فقد ضاعف ذلك من رصيدها السياسي في العالم وبصورة خاصة لدى الولايات المتحدة وسيزيد ذلك من تطرفها في المستقبل. وإيران تملك موارد من الطاقة النفطية مهمة وهي شعب قديم يملك حضارة عريقة ونحن نحبه ونحترمه وقد كان الايرانيون دائما قوة وسيبقون كذلك.
  • فيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي هناك حديث متزايد عن مؤتمر دولي، ما هو موقف بلادكم من ذلك؟
  • لا بد من إيجاد حل للنزاع ولذلك لا بد من الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في الاستقلال وبانشاء دولته من أجل وضع حد للاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ويتعين على الاسرائيليين ان يقبلوا العيش مع جيرانهم وفي بيئتهم وبالتالي بأن يستفيدوا من هذه الأزمة البشعة الفظيعة التي حاولنا ان نتجنبها ولا بد من إيجاد حل أيضا للمشكلة العربية ـ الاسرائيلية.

          وإذا أمكن ان يتم ذلك في إطار مؤتمر دولي فلا بأس ولكن أشك في هذا الأمر لأن المؤتمرات الموسعة لا تؤدي إلى اية نتيجة.

          لا بد ان يتحدث الاسرائيلييون والعرب وأن يجدوا حلولا خاصة تكون أساسا للتعاون وذلك لا يمكن ان يحصل في مؤتمر تشارك فيه 50 دولة.

  • كيف تقيّمون علاقاتكم مع سوريا بعد زيارة وزير خارجية تركيا إلى دمشق مؤخرا؟
  • انها علاقات جيدة وتتطور بشكل معقول وقد ارتاح وزير خارجيتنا للمباحثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين.

          وكانت سوريا قد طلبت منا في السنوات الماضية الحصول على كمية معينة من المياه واستجبنا لطلبها ونحن لا نستعمل الماء أبدا كسلاح ضغط سياسي وعلاقاتنا بجميع جيراننا جيدة.

 المصدر:

"السفير" (بيروت)، 22/2/1991