حديث صحافي للرئيس تورغوت أوزال بشأن إقامة ترتيبات أمنية في المنطقة بعد الحرب، إستانبول، 16/2/1991
النص الكامل: 

          [. . . . . . .]

  • في هذا الاطار إذا وقعت المعركة البرية فالنتائج ربما ادت إلى انهيار النظام العراقي. فكيف ستتصرف تركيا خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار موقف الجارتين سوريا وإيران وما يذكر عن مطامع انقرة في الموصل وكركوك العراقيتين؟

- أقول أولا اننا لن نأخذ أي شيء. نحن لا نريد حتى بوصة واحدة من أراضي العراق. وهذه مسألة منتهية ومحسومة بالنسبة الينا.

        لكن رغبتنا، وأشدد على ان هذه رغبة وليست هدفا، هي ان يقوم نظام ديمقراطي في العراق يضمن حقوقا متساوية للعرب والأكراد والتركمان وغيرهم. وأعتقد ان رغبتنا هذه سليمة، لأن الديمقراطية إذا انتصرت لن تكون هناك ديكتاتورية توظف موارد العراق لبناء آلة حربية. كما اود ان اضيف اننا لن نفتح جبهة ثانية في الحرب إلا إذا هوجمنا.

        لكنني لا اعرف تحديدا ماذا سيحدث في المنطقة إذا نشأ فراغ سياسي في العراق. بهذا امر يصعب جدا تقديره. بيد انني اتوقع ان تواجه تركيا مشكلة لاجئين إذا حدث ذلك. في الوقت الحاضر وعلى رغم الصعوبات المتمثلة في الجبال الوعرة والظروف الجوية السيئة ووجود قوات عراقية تراقب الحدود، نستقبل يوميا أعدادا من اللاجئين العراقيين الذين وصل عددهم إلى نحو ألف. وأعتقد ان تدفق اللاجئين إلى تركيا سيكون احدى النتائج المباشرة لفراغ سياسي محتمل في العراق.

        في أي حال انني لا أفكر في الوقت الحاضر في هذه المسألة لكنني أقول ان تركيا ستتدخل، إذا جرت محاولة لإقامة دولة كردية مستقلة شمال العراق، او إذا حاولت سوريا وإيران استغلال الفراغ السياسي لاستقطاع أجزاء من العراق.

        نحن نرغب في ان يعيش العرب والأكراد والتركمان في سلام في العراق. وقد يريدون إقامة نظام كونفدرالي في إطار عراق غير مجزأ. وهذا ربما جعل العراق أكثر رسوخا.

 

  • كلام كثير يقال عن خطط لإِقامة نظام للأمن والتعاون في المنطقة بعد الحرب، فما هو الدور الذي تفكر تركيا في ان تلعبه في نظام كهذا، وهل يقتصر الأمر على دول المنطقة؟

- قبل كل شيء سيعتمد الأمر على كيفية انتهاء الحرب. وفي تقديري ان الولايات المتحدة الأميركية أيا كانت النهاية ستحتفظ بقواعد بحرية وجوية في المنطقة، لكنها ستسحب قواتها البرية. وهذا يعني بالتالي انه سيكون لها دور في أي نظام للأمن والتعاون في المنطقة.

        من جهة اخرى، ينبغي ان تعالج المشاكل الأمنية لدول المنطقة ولاسيما منها الخليجية عبر مفاوضات ثنائية: تركيا والسعودية مثلا، إيران ومصر وهكذا... وأرى ان هذا أفضل لهذه الدول فالأسهل ان تعالج المشاكل ثنائيا بدلا من الأسلوب الجماعي الذي يُؤدي دائما إلى ظهور الخلافات. وبالتأكيد يجب ان يكون الجانب الاقتصادي مسألة أساسية في إقامة نظام للأمن والتعاون. وأعتقد ان التعاون الاقتصادي يؤدي إلى احسن النتائج على صعيد استقرار الأمن في المنطقة. ولا بد من ان يُبنى هذا التعاون على أساس مبدأ الاعتماد المتبادل، فتركيا مثلا تمتلك موارد مائية يمكن دول الخليج ان تعتمد عليها (عبر مشروع أنابيب السلام)، بينما تحصل تركيا من هذه الدول على النفط والغاز... إلى جانب مسائل اخرى كثيرة تعزز التعاون وترسخه مثل حرية التنقل للأفراد والسلع.

          [. . . . . . .]

 

المصدر:

"الحياة" (لندن)، 17/2/1991