مؤتمر صحافي للرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني، يعرض فيه التوسط بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء حرب الخليج، طهران، 4/2/1991
النص الكامل: 

        وقال رفسنجاني في مؤتمر صحافي عقده امس "إذا كان احتمال السلام سيبرز في هذه الحرب وإذا كان ذلك ضروريا لهذا السلام فمن المنطقي ان نتحدث إلى الأميركيين".

          لكنه قال ان طهران لم تتخذ أي قرار بهذا المعنى وان الأمر يعود إلى مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي.

          وكشف رفسنجاني ان السفارة السويسرية في طهران لعبت دور الوسيط مع واشنطن حول مسائل اخرى مضيفا ان "نفس القناة يمكن استعمالها" لبدء محادثات حول حرب الخليج.

          وردا على سؤال حول احتمال حصول لقاء بينه وبين صدام قال رفسنجاني "إذا كانت نتيجة لقاء من هذا النوع ستؤدي إلى إنقاذ الشعب المسلم في العراق والمنطقة لماذا لا أكون مستعدا لإِتمامه".

          وأفاد رفسنجاني ان المباحثات التي عقدت في مطلع هذا الأسبوع مع نائب رئيس الوزراء العراقي سعدون حمادي تكشفت عن "عدم وجود علامات على المرونة" في ما يتعلق باصرار صدام على الاحتفاظ بالكويت.

          وقال انه أبلغ حمادي بأن الحل الوحيد للحرب هو انسحاب العراق من الكويت وانسحاب جميع القوات الأجنبية من المنطقة.

          وأفاد رفسنجاني انه أرسل إلى صدام "فكرة" قد تضع حدا للحرب مضيفا انه إذا وافق عليها الرئيس العراقي "قد تصبح مقبولة من الجميع". وأوضح ان المقصود ليس خطة سلام بل بالامكان انطلاقا من هذه وضع الخطة المطلوبة.

          وتابع قائلا "لا اعرف إذا كانت (الفكرة) ستلقى قبولا من جانب الأميركيين الذين يعملون لأهداف لا علاقة لها بالأمم المتحدة".

          وأضاف "إذا وافق صدام حسين على توصياتنا فسيكون هناك أمل كبير في وضع حد للحرب، وستتعرض الولايات المتحدة عندها لضغوط دولية كبيرة ستدفعها إلى الانصياع هي أيضا".

          وكرر رفسنجاني التأكيد على ان إيران لا تريد تغيير موقفها المتميز بالحياد التام في هذا النزاع.

          وقال "لن ندخل الحرب حتى ولو ان تركيا التي دخلتها عمليا شاركت فيها فعليا"، إلا انه قال ان إيران لم تحدد بعد موقفها في حال تدخل إسرائيل في النزاع. [...]

          [. . . . . . .]

          ورأى الرئيس الايراني ان إيران مدعوة إلى لعب "دور رئيسي للحفاظ على الأمن في المنطقة" بعد الحرب مضيفا انه "لا مجال للشك بأنه لن يكون هناك امن في حال لم تنسحب الولايات المتحدة وستكون لشعوب المنطقة الغاضبة ردة فعل ستبقي النار تحت الرماد الأمر الذي لن تقبل به إيران".

          ودعا رفسنجاني للحفاظ على حدود المنطقة كما كانت من قبل وأن توفر شعوب المنطقة ودولها نفسها الأمن والاستقرار بالتعاون المشترك في ما بينها.

          وحول خطة بوش الجديدة للتوازن العالمي أشار رفسنجاني إلى ان تغيير خارطة المنطقة امر صعب للغاية ويولد عدم الأمن والاستقرار بشكل جدي "واننا نعارض بشدة هذه الخطة".

          واستطرد قائلا ان خطة سلام لدول المنطقة لن يكتب لها النجاح دون مشاركة إيران وان المشاريع الأمنية يجب ان تنطلق من المنطقة "ولا نقبل مشاركة القوى الأجنبية فيها".

          [. . . . . . .]

 

المصدر:

"السفير" (بيروت)، 5/2/1991