بيان مشترك لوزيري خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، جيمس بيكر وألكسندر بسميرتنيخ، يطالبان فيه بانسحاب العراق من الكويت، ويلتزمان التسوية الشاملة بعد الحرب، واشنطن، 29/1/1991
النص الكامل: 

          أعار ألكسندر بسميرتنيخ وزير خارجية الاتحاد السوفياتي وجيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة إبان المباحثات التي جرت بواشنطن في الفترة من 26 إلى 29 كانون الثاني [يناير] اهتماما كبيرا للوضع في الخليج العربي.

          وأكد الوزيران التزام بلديهما بقرارات مجلس الأمن الدولي المتخذة ارتباطا بعدوان العراق على الكويت. وأعربا عن الأسف بصدد رفض العراق الجهود العديد من جانب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وبعض البلدان والممثلين. ان العمليات العسكرية التي أقرتها الأمم المتحدة كان مردها إلى رفض القيادة العراقية المطالب الشرعية والواضحة من الأسرة الدولية حول ضرورة الانسحاب من الكويت.

          وأكد جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي ان الولايات المتحدة وشركاءها في الائتلاف يبتغون تحرير الكويت وليس تدمير العراق. وذكر ان الولايات المتحدة ليست في مخاصمة مع الشعب العراقي وهي لا تهدد وحدة العراق الاقليمية.

          وأكد ان الولايات المتحدة تفعل كل ما يتوقف عليها للحيلولة دون وقوع ضحايا بين السكان المدنيين وليس لها مصلحة في توسيع نطاق النزاع. وأخذ ألكسندر بسميرتنيخ بنظر الاعتبار الموقف الأميركي وأعرب عن الموافقة على ان انسحاب القوات العراقية من الكويت يجب ان يظل هدف الأسرة الدولية. ويرى الطرفان انه ينبغي عمل كل شيء ممكن للحيلولة دون تصاعد الحرب لاحقا وتوسع نطاقاتها.

          ولا يزال الوزيران يعتقدان بأن إيقاف العلميات القتالية ممكن إذا ما أعطى العراق تعهدا واضحا بالانسحاب من الكويت. وهما يريان كذلك ان تعهدا كهذا يجب ان يدعم حالا بخطوات ممهدة تؤدي إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي.

          ويراد من القيادة العراقية ان تبدي الاحترام لإِرادة الأسرة الدولية. ويمكنها بالتالي ان تضع حدا للعنف وإراقة الدماء.

          واتفق الوزيران على ان قضية إحلال الاستقرار الراسخ والسلام على أساس بنى امنية فعالة في المنطقة بعد انتهاء النزاع سوف تكون المهمة الأولية لحكومتيهما. وسوف يكون أمرا هاما المساعدة في التقليل من خطر الحرب، والحيلولة دون حدوث هفوات والأخذ بعين الاعتبار الحسابات، خاصة وأن واقع سباق التسلح المتزايد في هذه المنطقة غير المستقرة لا يمكن إلا ان يؤدي إلى تفاقم خطر العنف والارهاب. وبالاضافة إلى ذلك سوف تتسم بأهمية خاصة قضية إزالة أسباب عدم الاستقرار ومصادر النزاعات ومنها النزاع العربي الاسرائيلي. واتفق الوزيران لدى ذلك على ان مصادر النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة لا يمكن إزالتها بدون عملية سلام مصيرية تساعد في إحلال السلام العادل والأمن والمصالحة الحقيقية بين إسرائيل والدول العربية والفلسطينيين. ولذا يرى الوزيران ان تذليل الأزمة في الخليج العربي سوف يسهل كثيرا ويتيح تنشيط جهود الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة المبذولة بالاتصال مع الأطراف الأخرى في المنطقة بهدف المساعدة في إحلال السلام بين العرب واسرائيل والاستقرار في المنطقة.

          ويعرب الوزيران عن اليقين بأن الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة يستطيعان كما تبين في النزاعات الاقليمية الأخرى، ان يسديا قسطا جوهريا في التوصل إلى التسوية الشاملة في الشرق الأوسط.

 

المصدر:

نشرة إعلامية تصدر عن المكتب الصحافي لدى السفارة السوفياتية في لبنان وفقا لمواد وكالة أنباء "نوفوستي"، العدد 18، 31/1/1991، ص 1 - 2