خطبة الجمعة التي ألقاها الرئيس على أكبر هاشمي رفسنجاني وكرر فيها موقف إيران المحايد من الحرب في الخليج، طهران، 25/1/1991
النص الكامل: 

          كرر حجة الاسلام هاشمي رفسنجاني إمام جمعة طهران المؤقت موقف إيران المحايد من ازمة الخليج الفارسي وقال اننا لن ندخل دائرة الصراع أبدا من أجل ان تحقق أميركا أهدافها او ان يبقى العراق في الكويت.

          [. . . . . . .]

          ثم وجّه إمام جمعة طهران المؤقت كلمة باللغة العربية فيما يلي نصها:

          [. . . . . . .]

          واجهت الأمة الاسلامية الأسبوع الماضي بمرارة أحداث منطقة الخليج الفارسي والانعكاسات السلبية التي تركتها هذه الفتنة في منطقتنا، الفتنة التي لن تؤدي إلا إلى الفساد والهلاك والدمار وإراقة الدماء، ولا يؤمل فيها الخير والصلاح والبركة. القوى الاستكبارية حشدت جيوشها في هذه المنطقة وارتكبت ابشع الجرائم من أجل فرض هيمنتها على منطقة الخليج الفارسي الحساسة ودعم الكيان الصهيوني والرجعية، وضرب القوى التقدمية والاسلامية وتوفير الطاقة بسهولة وثمن ضئيل، وذلك بهدف استمرار هيمنتها الاستكبارية والحيلولة دون استغلال شعوب المنطقة لثرواتها استغلالا شرعيا وصحيحا، ومنعها من إدارة مجتمعاتها على أساس إرادتها الحرة وإقامة علاقات سلمية في المنطقة ومن أجل أهداف مشؤومة اخرى.

          ومن جهة اخرى قام حكام العراق بهذه المغامرة من أجل توسيع رقعة التسلط على الثروة النفطية العظيمة في الكويت والوصول إلى المواقع الاستراتيجية في سواحل الخليج الفارسي وإرعاب سائر الشعوب والحكومات في المنطقة ذلك بهدف فرض نياتهم التوسعية. وأدت مغامراتهم إلى معاناة الشعبين المظلومين في الكويت والعراق وفي جميع المنطقة وحلول الصعاب والكوارث بهم، ونحن لا نرى حقا أي هدف سام يبرر كل هذه المصاعب والمحن.

          ان الجمهورية الاسلامية في إيران انطلاقا من واجباتها الاسلامية والثورية أعلنت منذ بداية هذه الأزمة موقفها الصريح وحذّرت الجانبين من الاستمرار في الأساليب الاستفزازية، موضحة الأهداف السلبية والنتائج الخطيرة لهذه الأزمة وبذلت الجهود اللازمة للحيلولة دون نشوب الحرب. لكن مع الأسف لم تكن أُذن تسمع وضمير يلبي. اننا شرحنا بأن الجهاد ضد الكيان الصهيوني له أساليب والاعتداء على الآخرين يؤدي إلى تمزيق صفوف القوى الاسلامية، وإثارة الحروب الداخلية، واستدراج حماة إسرائيل لإِنزال قواتهم على اوسع نطاق في منطقتنا، وتوفير مبررات للقيام باعتداءات اخرى من جانب العدو، ومثل هذا لا يحقق لنا هدف الجهاد المقدس ضد الصهاينة، إنما الجهاد من أجل إنقاذ فلسطين يستلزم قبل كل شيء توحيد صفوف القوى الاسلامية والتنسيق والتعاون الوطيد بينها، ولأننا في حربنا ضد إسرائيل سنواجه لا محالة جميع الشياطين وقوى الشر والاستكبار مجتمعة.

          وبعد نشوب الحرب بذلنا كل الجهود لعدم توسيع رقعتها وتقليل آثارها السلبية ونتوقع من كل القوى الاسلامية والوطنية الصادقة ان تتعاون معنا في هذا المجال.

          [. . . . . . .]

 

المصدر:

"إيران اليوم"، نشرة إخبارية تصدرها وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء، مكتب بيروت، العدد 1336، 25/1/1991، ص 4 - 6