حديث صحافي للرئيس ياسر عرفات حول الربط بين قضية فلسطين وأزمة الخليج، 3/2/1991
النص الكامل: 

          [. . . . . . .]

          س: ألا تعتبرون ـ سيدي الرئيس ـ ان صدام حسين حاول ان يلعب لفائدته الورقة الفلسطينية في محاولة لتحويل الصراع من مواجهة عراقية أميركية – غربية إلى مواجهة عربية اسرائيلية، وهو بذلك وضع أكثر من مليون ونصف فلسطيني في الأراضي المحتلة رهائن في ايدي الاسرائيليين؟

          ج: لا، ليس صدام حسين الذي وضع هؤلاء رهائن. المقامرة الأميركية الاسرائيلية هي التي وضعت هؤلاء رهائن، وخاصة ان قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين بقيت 43 سنة معلقة ولم تنفذ ولكن يجب ان تعرف ان هذا الربط بين قضية فلسطين وأزمة الخليج، إنما هو بناء على طلب من الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي للرئيس صدام، واستجاب الرئيس صدام لهذا النداء الذي وجّهه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وأصدر بناء على هذا مبادرته في 12 آب (أغسطس) الماضي التي لم تستغل مبادرته هذا الربط. وأنا أريد ان أسأل: لماذا الولايات المتحدة وأوروبا لم ترسل القوات أثناء حصارنا في بيروت. أثناء الهجوم الاسرائيلي علينا وعلى الشعب اللبناني لمدة ثلاثة شهور، حيث خسرنا، كفلسطينيين ولبنانيين، 72 ألف شهيد وجريح، إذن، لماذا لم ترسل هذه القوة العسكرية لإِجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة طبقا للقرارين 242 و338، ولماذا لم تُرسل هذه إلى قبرص عندما حصل الانزال العسكري التركي إلى الجزيرة؟ إذن فهنالك معياران مزدوجان في التعامل مع الشرعية الدولية.

          هنالك خريطة جديدة في المنطقة، وكأي حرب تنشأ عنها خرائط جديدة. ولكن أنا اريد ان أسأل الرفاق السوفيات ألا يعتقدون ان الشرق الأوسط هو الجبهة الجنوبية للاتحاد السوفياتي؟ وهل سيظلون بعيدين عما يجري في الشرق الأوسط؟ أليس هذا ضد مصالح الاتحاد السوفياتي؟ منذ ان كان القياصرة وحتى الآن، المياه الدافئة، أي الشرق الأوسط، امر هام بالنسبة للاتحاد السوفياتي، ولذلك ما سيجري لن تتأثر به فقط شعوب الشرق الأوسط ولا الأمة العربية، إنما سيتأثر به كذلك الاتحاد السوفياتي وكذلك العالم، والإِحتفاء الآن بتدمير البنية التحتية للعراق هل هو في مصلحة الاتحاد السوفياتي؟

 

المصدر:

"فلسطين الثورة" (نيقوسيا)، العدد 831، 10/2/1991، ص 8 – 9. وقد أدلى الرئيس عرفات بهذا الحديث إلى وكالة أنباء "نوفوستي" السوفياتية.