رسالة الرئيس جورج بوش إلى الأميركيين، واشنطن، 17/1/1991
النص الكامل: 

منذ خمسة أشهر بدأ صدام حسين هذه الحرب القاسية على الكويت. وهذا المساء بدأت المعركة. هذا العمل العسكري الذي بوشر، بالتوافق مع قرارات الأمم المتحدة وقبول الكونغرس في الولايات المتحدة، يأتي بعد أشهر من النشاط الدبلوماسي المتصل وغير المحدود عملياً، من جانب الأمم المتحدة والكثير الكثير من الأقطار الأخرى.

في الوقت الذي أتحدث إليكم تجري غارات جوية على أهداف عسكرية في العراق. نحن مصممون على تدمير مخزون صدام حسين من القنابل النووية. وسندمّر أيضاً منشآته المعدّة لصنع أسلحة كيماوية. وسيدمّر جانب كبير من دبابات صدام ومدفعيته.

إن أهدافنا واضحة. ستخلي قوات صدام حسين الكويت. وستعاد حكومة الكويت الشرعيّة إلى الموقع الذي هو حقها، وستعود الكويت حرة من جديد.

سيمتثل العراق لقرارات الأمم المتحدة كافة. وحين يعود السلام لاحقاً، فإن أملنا هو أن يستمر العراق في العيش عضواً متعاوناً ومسالماً في جماعة الأمم، موطداً ـ بالتالي ـ أمن الخليج واستقراره.

وقد يسأل البعض "لماذا التحرك الآن؟ لماذا لا ننتظر؟" والجواب واضح. إن العالم لم يعد يحتمل مزيداً من الانتظار.

فالعقوبات، مع انها أحدثت أثراً معيناً، لم يبد منها ما يشير إلى أنها بالغة هدفها. لقد جُرِّبت العقوبات مدة تزيد على خمسة أشهر، وخلصنا، نحن وحلفاؤنا، إلى ان العقوبات وحدها ليس من شأنها ان تطرد صداماً من الكويت. وبينما كان العالم ينتظر، انتهك صدام بلداً صغيراً لم يكن مصدر تهديد لبلده، ونهبه وسرقه. وهو أخضع شعب الكويت لفظائع لا توصف، وكان بين الذين شوّهوا وقتلوا أطفال أبرياء.

وبينما كان العالم ينتظر، سعى لتعزيز ترسانة الأسلحة الكيماوية، التي يملكها، بسلاح تدمير شامل أعظم خطراً بما لا يقاس، وهو السلاح النووي.

وبينما كان العالم ينتظر، وبينما كان العالم يتحدث عن السلام وعن الانسحاب، تحصّن صدام حسين وأرسل قوات كثيفة إلى الكويت. وبينما كان العالم ينتظر، وكان صدام حسين يسدّ السبل، كانت أضرار متزايدة الفداحة تصيب الأبنية الاقتصادية الهشّة لدول العالم الثالث، وتصيب ديمقراطيات أوروبا الشرقية الوليدة والعالم كله، بما في ذلك اقتصادنا نحن.

لقد أُخطر صدام مراراً بأن عليه أن يحترم إرادة الأمم المتحدة، وأن يخرج من الكويت وإلاّ طرد منها طرداً. لكن صداماً رفض بعجرفة كل التحذيرات. بل هو حاول، عوض الاستجابة، أن يظهر الأمر أنه نزاع بين العراق والولايات المتحدة الأميركية.

حسناً، انه قد أخفق. فهذا المساء يوجد ثمانية وعشرون بلداً من أوروبا ومن آسيا ومن افريقيا ومن جامعة الدول العربية، لها قوات في منطقة الخليج تقف جنباً إلى جنب في وجه صدام حسين. هذه الأقطار كانت قد أملت بأن يتاح تجنب استعمال القوة. لكننا نعتقد الآن، للأسف، ان القوة وحدها هي التي ستخرجه.

وقبل إرسال قواتنا إلى المعركة، أُعطيت التعليمات لقادتنا العسكريين باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتحقيق النصر بأقصى سرعة ممكنة، ومع أعلى مستوى ممكن من الحماية للجنود وللجنديات، من الأميركيين والحلفاء. وقد سبق ان قلت للشعب الأميركي ان ما نواجهه لن يكون فيتنام جديدة.

إن أمامنا فرصة لنصنع لأنفسنا وللأجيال المقبلة نظاماً عالمياً جديداً، عالَماً يكون في الحق، لا قانون الغاب، مُوجّهاً لسلوك الأمم.

وحين ننجح، وسننجح، ستكون لنا فرصة حقيقية لحيازة هذا النظام العالمي الجديد؛ هذا النظام الذي تكون الأمم المتحدة فيه موضع ثقة، فتستخدم دورها في حفظ السلام لتحقيق الوعد والرؤية اللذين حملهما مؤسسو الأمم المتحدة.

 

المصدر:

Le Monde (Paris), 18/1/1991.