رسالة الرئيس فرنسوا ميتران إلى الفرنسيين، باريس، 16/1/1991
النص الكامل: 

أما عن وضوح الرؤية، فإن القرارات التي تبنتها الأمم المتحدة ومنحناها صوتنا تمثل، في نظري، أسمى كفالة لنظام عالميّ يقوم على حق الشعوب في تقرير مصيرها. هذا الحق، نحن في أمسّ الحاجة إليه. فإن حرياتنا واستقلالنا وأمننا مشروطة بإحقاقه.

كونوا على يقين من ان حماية الحق في الخليج وفي الشرق الأوسط، مهما يظهر من بُعدهما عنا على الخرائط الجغرافية، إنما هي حماية لبلدنا.

فلا نسمحنّ أبداً لقانون الغلبة بأن يتولى شؤون العالم. فهو إذ ذاك سيحلّ، في يوم قريب أو بعيد، بين ظهرانينا.

وأما عن المثابرة، فإننا سنجتاز هذه المحنة من غير حقد على أحد، ومن غير أن نقطع خيط الأمل في أي وقت، ومن غير أن ننسى أن يوماً لا بدّ من أن يأتي تعود فيه الشعوب المتعادية اليوم إلى الالتقاء، ومن غير أن يفوتنا لحظة أن نظام الأمم سيتغلب على العنف.

ولسوف نردّ في كل وقت، مهما يكن، على كلّ نداء. ولسوف نغتنم كل فرصة من شأنها أن تعيد إلى السلام حظوظه في ظل احترام الحق.

وفرنسا التي أؤكد لكم أنها مسموعة الكلمة ومحترمة من كل الجهات ستكون، بعد حضورها في الحرب، حاضرة في موعد استئناف الحوار بغية التوصل، أخيراً، إلى وضع حدّ لتمزقات الشرق الأوسط.

فنحن نعلم حق العلم انه، متى أُخليت الكويت، لن يكون أي وضع قد سُوِّي، في العمق، ما لم ينكب مؤتمر دولي على حل المشكلات الخطرة في هذه المنطقة عن طريق التفاوض، أي على كل ما يدور في شأن النزاع الإسرائيلي ـ العربي، من دون أن ننسى المأساة اللبنانية والفلسطينيين.

 

المصدر:

Le Monde (Paris), 18/1/1991.