حديث صحافي خاص لوزير الخارجية البريطاني، دوغلاس هيرد، يطرح فيه تصوره للأوضاع في المنطقة بعد حل أزمة الخليج، 4/12/1990
النص الكامل: 

إن المهمة العاجلة والملحة الملقاة على عاتقنا هي الأزمة الحالية التي تواجهها منطقة الخليج. فلا بد من الانسحاب العراقي غير المشروط من الكويت وعودة حكومة الكويت الشرعية وإطلاق سراح جميع الرهائن الأجانب المحتجزين في كل من الكويت والعراق.

هذه هي الأهداف التي التزمنا بها جميعاً في القرارات التي أصدرها مجلس الأمن ونحن نأمل أن يتم تحقيق هذه الأهداف التي حددتها من خلال الضغوط التي فرضت العزلة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية على العراق ولكن يجب أن يكون واضحاً أنه إذا لم يستجب الرئيس العراقي لهذه الضغوط فلا بد أن نكون مستعدين لاستخدام القوة دفاعاً عن الكويت وعن النظام والقانون الدوليين.

إن حل الأزمة العاجلة التي تواجهنا لن تكون نهاية القصة فهذه الأزمة قد أظهرت بوضوح حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة وقابلية بعض الدول الصغيرة في المنطقة بالذات للسقوط أمام العدوان. فالانسحاب العراقي لا بد وأن يتبعه اتخاذ إجراءات من شأنها دعم أمن واستقلال الدول الأخرى في المنطقة ويجب على هذه الدول ان تقرر بنفسها الخطوات التي يتعين اتخاذها من أجل ضمان الاستقرار في المستقبل.

ومن الواضح ان دول مجلس التعاون الخليجي سوف تكون أحد العناصر الأساسية في أي خطة أمنية تابعة للأمم المتحدة كما أنه لا بد أيضاً من أن يكون لمصر وباقي الدول الأعضاء في الجامعة العربية دور تقوم به في هذا الشأن وكما ذكرت في خطابي الذي ألقيته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فإن الخبرة التي اكتسبناها في بناء الثقة والأمن في أوروبا سوف تكون مفيدة جداً بالنسبة لمنطقة الخليج أيضاً.

إن وجود استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط سوف يتطلب تحقيق تقدم حقيقي تجاه التوصل إلى تسوية عادلة للمشكلة الفلسطينية ونحن مصممون تماماً على ضرورة أن تنال هذه المسألة الاهتمام الوثيق الذي تستحقه. وان بريطانيا تؤيد تماماً حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وسوف تعجل من أجل التوصل إلى تسوية تستند على هذا المبدأ كما تستند أيضاً على المبدأ الخاص بحق إسرائيل في الوجود الآمن داخل حدود معترف بها دولياً.

إننا نعتقد أن تحقيق ذلك سوف يخدم المصالح الحقيقية لجميع دول وشعوب المنطقة بشكل ممتاز. وان بريطانيا بوصفها عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن وبروابط الصداقة الطويلة المدى التي تربطها مع العديد من دول المنطقة مستعدة لأن تلعب دوراً نشيطاً في هذا المجال.

 

المصدر:

"الأهرام الدولي" (لندن)، 5/12/1990. أجرى الحديث محمد الحناوي.