نص رسالة وزير الخارجية الإسرائيلي دافيد ليفي، إلى نظيره الأميركي جيمس بيكر، فيما يتعلق بالخطوات الأخيرة للولايات المتحدة في الخليج، 5/12/1990
النص الكامل: 

          لقد دخلت أزمة الخليج مرحلة دقيقة وخطرة. وكما سبق أن لاحظت بنفسك، فإن الوقت ينفد. إن المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة ثقيلة. وأعين العالم مشدودة نحوكم بحثاً عن الدعم والأمن. إن مصدراً مهماً من مصادر التشجيع هو تصميمكم الذي عبرت أقوال الرئيس وأقوالكم عنه، بعدم التراجع بأي شكل من الأشكال عن أهدافكم الأساسية فيما يتعلق بالعراق.

          إن هذا التصميم هو الذي يمكن إسرائيل من تحمل أخطار سياسة "البروفيل المنخفض" التي تبنتها. ومن الواضح أننا نجرؤ على التقليل من واجبنا في الدفاع عن حياة مواطنينا وأمنهم. ولا شك عندي في أن هذا التوازن الدقيق بين "البروفيل المنخفض" وحاجاتنا الطبيعية للبقاء يجب أن يقوم على أساس تعاون وثيق جداً، وأيضاً على حوار صريح ومستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة.

          إننا نتابع عن كثب الخطوات التي تتخذونها لمعالجة عدوان صدام حسين. في هذا السياق، وبهذه الروحية، لاحظنا برضا قراركم في أن تنحصر الاتصالات بالعراق في تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالعراق، وبألا تتيح "دعم أو تشجيع حلول جزئية تكافىء المعتدي."

          في أية حال، وكما أوضحت أنت بنفسك، من غير المسموح بأي حال من الأحوال، إفساح المجال أمام صدام حسين ليخلق رابطاً بين عدوانه والموضوع الفلسطيني. فهذا الأمر كان سيشكل، تحديداً، "جائزة للمعتدي" يجب حرمانه منها بأي ثمن. ولقد سجلت من قبل أن الولايات المتحدة تواصل التعبير عن سياستها التي ترفض مثل هذا الربط، وأنها نجحت ـ في مؤازرتها الأخيرة للمنطقة ـ في نقل هذه الرسالة إلى قادة الدول الذين تحادثت معهم.

          وبحسب تقديرنا للوضع، فإن أي حل للأزمة، ينمي كما تقول "الاستقرار والأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم"، يجب أن يحرم صدام حسين القدرة على توجيه ضربة أخرى إلى سكان هذه المنطقة ووضعهم تحت التهديد المخيف لجيش جبار وسلاح غير تقليدي، يهدد حياة ملايين البشر في المنطقة، بالإضافة إلى كونه تهديداً دائماً للسلام والاقتصاد العالميين.

          إننا هنا، في إسرائيل، نتابع التطورات بقلق شديد. نحن نواجه عدواً شرساً مسلّحاً من رأسه حتى أخمص قدميه بأسلحة تقليدية وغير تقليدية مدمرة جداً؛ عدواً لا يخفي رغبته في ضرب إسرائيل وإبادة شعبنا. ولا يستطيع مواطنو إسرائيل أن يتجاهلوا كلمات تبشر بالمصائب صادرة عن شخصية موثوق بها إلى هذا الحد مثل وزير الدولة الأميركي. فقد أعلن تشيني صراحة أن المسألة مسألة وقت فقط قبل أن يصبح في حيازة صدام حسين أسلحة نووية وقدرة على استخدامها.

          ولقد أضاف الوزير تشيني بشأن الديكتاتور العراقي، فقال: "لقد أنجز أسلحة كيماوية واستخدمها. وهو يعمل على إنجاز أسلحة بيولوجية. لكنه لم يستخدمها بعد. غير أننا نعتقد أنه لو كان في إمكانه أن يفعل لكان بالتأكيد حاول استخدامها هي أيضاً".

          وفي هذا السياق وعلى خلفية تهديدات صدام المتكررة بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ وأسلحة الدمار والإبادة الجماعية، فإننا نثمن تثميناً خاصاً تأكيدكم المتكرر الثابت في اجتماعنا، أن إسرائيل تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة التي سترد الرد الملائم، وأن الولايات المتحدة ستحترم التزامها تجاه أمن إسرائيل وتفوقها النوعي.

          إن دولتينا تواجهان تحدي اجتثاث العدوان العراقي من جذوره، وكذلك الأخطار النابعة منه. ويترتب علينا، كمدافعين عن القيم المشتركة، أن نقف معاً بتنسيق كامل، بحيث نستطيع أن نحقق الانتصار الكامل والقاطع في هذه المعركة الحاسمة.

 

المصدر:

"دافار"، 6/12/1990.