س ـ كيف ترى إسرائيل بعد عشرة أو خمسة عشر عاماً، في سنوات 2000؟
ج ـ ستكون دولة استثنائية. ستحقق تقدماً هائلاً يساوي تقريباً ما تحقق منذ قيام الدولة حتى الآن. إن عدد اليهود في أرض إسرائيل سيزداد بصورة كبيرة. وكل شيء سيصبح مختلفاً. الجيل الطالع سيكون بارزاً، وسيكون أكثر كفاءة من الجيل الحالي. كما أن الطبقة الجديدة من المهاجرين سترفع المستوى العام. وسيكون هذا البلد بلداً جديداً تماماً؛ بلداً وُلد من جديد.
س ـ هل تتوقع في هذه الأثناء أن ينتهي النزاع مع العرب، على الأقل مع هؤلاء الذين لنا حدود مشتركة معهم؟
ج ـ إلى حد ما. سيحدث تقدم كبير. وستحدث تغييرات في خريطة المنطقة عامة. وستقع مواجهات عربية ـ عربية كثيرة، لكننا لن نكون وسط كل هذه النزاعات. وواقع أننا سنكون أقوياء أكثر، في حد ذاته، سيقضي قضاء نهائياً على فكرة العرب أن في الإمكان التخلص من هذا المخلوق الذي اسمه إسرائيل.
س ـ هل تؤمن، في قرارة نفسك، بالسلام مع العرب وبالحدود المفتوحة والعلاقات الطبيعية؟
ج ـ لا أعرف ما إذا كنت أؤمن إلى هذا الحد. سنصل إلى ذلك في يوم من الأيام، لا أعرف متى سيحدث ذلك. أنا أؤمن بالسلام، لأنني أؤمن بالنمو الدائم لإسرائيل. سيضطر العرب يوماً ما إلى فتح أعينهم ورؤية ما يحدث هنا. إنهم يحاربون ضدنا كل هذا الوقت من دون أن يحققوا شيئاً يذكر. وإسرائيل تواصل التقدم وهم متخاصمون ومنقسمون. سيكون عليهم أن يفهموا ذلك.
س ـ أنت رئيس حكومة منذ سنة 1983 مع انقطاع عامين في إطار المناوبة. هل أنت راض عن عملك كرئيس حكومة، وهل حققت الأهداف التي أردتها؟
ج ـ ولا مرة كنت راضياً، لكنني أنظر إلى التقدم بإيجابية. وفي نهاية الأمر، وعلى الرغم من كل أنواع العقبات والأحداث التي وقعت في أثناء المسيرة، فقد واصلت إسرائيل تحصين نفسها وتقدمها وازدادت قوتها ازدياداً غير طبيعي. لا شك في أننا شعب فريد، وهكذا يجب أن نكون إذا أردنا أن نعيش هنا ونبقى. إن إسرائيل لا تستطيع البقاء والاستمرار إذا لم يصل عدد سكانها، خلال فترة معينة، إلى 10 ملايين نسمة. على أغلبية الشعب أن تكون هنا. وهذا ما سيتم. وإلى جانب الهجرة من الاتحاد السوفياتي، ستحدث هجرة جماعية في المستقبل، من أماكن أخرى في العالم.
س ـ هل سيهاجر يهود الولايات المتحدة أيضاً إلى إسرائيل؟
ج ـ لا أريد أن أحدد بالاسم حتى لا أخيف أحداً، لكن هؤلاء سيأتون من دون شك. فالغربة سيئة دائماً؛ إنها بالضرورة سيئة، وسيكون على اليهود العيش بعضهم مع بعض في نهاية الأمر. وسيكون هذا هو العصر الذهبي.
س ـ ما هو إنجازك كرئيس حكومة؟
ج ـ إن مجرد كون الدولة تتقدم وتتعزز كل هذا الوقت، على الرغم من كل العقبات والضائقات / والمحن، هو الإنجاز الكبير. وهذا ما أُوليه العناية.
س ـ ألا تعتقد أنه يجب أن نبادر أكثر لأن الزمن لا يعمل في مصلحتنا؟
ج ـ إن الزمن يعمل في مصلحتنا، ثم كيف يعمل في مصلحتنا. لديك دولة تنمو عملياً كل يوم. كل يوم يصل ألف شخص. كما أن التعطش إلى الحرب وإلى دمائنا يتلاشى.
س ـ هل ستطلب، في الانتخابات المقبلة سنة 1992، ترؤس الليكود كمرشحه لرئاسة الحكومة؟
ج ـ حسناً، لا أعرف. الأمر يتعلق بالأهلية. ربما. لقد بلغت ذروة نشاطي، وأنا أعرف أنه في مرحلة معينة سيكون من الضروري وضع نهاية. وأنا مستعد لهذه اللحظة.
المصدر:
"معاريف السبت"، 12/11/1990.