رسالة الرئيس صدام حسين الجوابية إلى الرئيس السوري، بغداد، 13/1/1991
النص الكامل: 

          ولأننا أمام امتحان كبير لأمتنا وامتحان لإمكانية وقدرة الاستمرارية فيها على طريق العز والفضيلة الذي اختارته بعد أن شاء الله فليس بإمكاننا أن ننحو منحى التبسيط في قضاياها أو نجتزئ من غير أن نضع الجزء وسط الكل والخاص وسط العام والماضي وسط الحاضر....

          أقول تذكرون يا سيادة الرئيس كيف قلتم جواباً على النقد الذي كان في ذلك الوقت يوجه إلى موقفكم.. كيف قلتم علناً وفي أحاديثكم مع الوفود والشخصيات العربية التي كانت تزوركم بأنكم تحرصون على الشعب العراقي لتجنبوه الحرب أنكم ستقاتلون إلى جانب الجيش العراقي فيما لو تجاوزت الجيوش الإيرانية الحدود، وقد عملتم من ناحية أخرى على أن تستمر الحرب وعندما احتلت الجيوش الإيرانية أراضي ومدناً عراقية ازددتم تفاؤلاً في إمكانية سقوط نظام الحكم في العراق كما اسميتموه ورفعتم شعاراً أن الحرب هي الوسيلة لذلك، وعندما كان يحصل هذا كنتم تجتمعون ثلاثياً لتخططوا ضد العراق في تلك المحنة تماماً كما يحصل اليوم في اجتماعاتكم الثلاثية مع أطراف أخرى والمنسقين الأميركان واليوم هل نحن أمام رسالة: تبحث فيما قيل فيها عن فرصة شريفة وعزيزة لأمة العرب أم أن الرسالة وما فيها ليس إلا ارتباطاً في سياق قد تم ممارسته من قبل.

          إن الواجب يقتضي أن نغلق باب التفاؤل في إمكانية أن يصحو أي عربي وسط هذا الازدحام على مفترق الطرق لكل العرب بين ما يزدحم على أبواب الفضيلة والعز والشرق ومبادىء الجهاد العظيم ليدخل فيها حين الازدحام على أبواب العار والرذيلة والرشوة وفقدان كل قياسات الإنسان الصحيح والعربي النبيل والمسلم المؤمن.

          وأنه لحدث سيذكره التاريخ لو أن الرئيس حافظ الأسد قد تفاعل مع هذا وانضم إلى هذا الطريق مؤمناً متوكلاً على الله ليصبح قوياً بإذن الله وليزيد الجمع المؤمن ما يزيده من قوة فيطرز ما بقي من سنوات العمر للخاتمة المسك مثلما ندعو إلى الله العزيز الحكيم أن يمتعنا.

          ومع أن جيش سوريا العزيز هو جيش الأمة عندما يؤمن، فإننا نؤكد لكم بأن جيش الإيمان في العراق قادر على أن يحمي أرضه وعرضه وشرفه وشرف الأمة وهو المؤمن الذي لا يستطيع غيره أن ينازل جمع الكفار إلا عندما يؤمن بمثل ما آمن به ويتساعد فيه الإيمان ليبلغ ما بلغه في ضميره ونفسه وصدره وأن الله على كل شيء قدير.

 

المصدر:

"الديار" (بيروت)، 16/1/1991.