حديث صحافي خاص لوزير الإعلام السوري، محمد سلمان، في شأن لقاء الرئيسين حافظ الأسد وجورج بوش في جنيف، دمشق، 24/11/1990
النص الكامل: 

          ـ في الحديث عن قمة جنيف يجب الإشارة إلى ثلاث نقاط مهمة بالنسبة إلى سوريا: الأولى هي تأكيد التزام الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن 338 الذي ينص على المؤتمر الدولي كإطار لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي إضافة إلى القرار 242 وهو ما نعتبره خطوة متقدمة على الطريق الصحيح. النقطة الثانية هي توافق أهداف الجانبين في أزمة الخليج وتفضيلهما العمل السياسي الذي أكد عليه الجانب السوري بشكل خاص في القمة. أما النقطة الثالثة فهي أن قمة جنيف عقدت على رغم كل الضغوط الصهيونية على الإدارة الأميركية لمنع انعقادها، وهذا أيضاً دليل تغير مهم لصالح القضية العربية. إن لقاءنا مع واشنطن في رفض الغزو العراقي للكويت يرتكز على ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وخلافنا مع الولايات المتحدة حيال إتخام إسرائيل بالسلاح مبني على أساس أن السلاح يشجع إسرائيل على مواصلة نهجها العدواني التوسعي ضد العرب وعلى استهتارها بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وموقفنا هذا مبدئي فنحن ضد الغزو والتوسع. وإذا كانت للولايات المتحدة سياسات مختلفة حيال القضايا الدولية فنحن لا نألو جهداً من أجل إقناع الآخرين بوجهة نظرنا المتطابقة مع القانون الدولي.

          ـ إن أي تحرك لا يرتكز على مبدأ انسحاب العراق الكامل من الكويت وعودة الشرعية لا يعني غير القبول بنتائج الغزو وإعطاء إسرائيل المبرر لابتلاع الأراضي العربية المحتلة. وقد جرت محاولات عربية وأجنبية عدة قوبلت جميعها بالرفض العراقي مما أفشل هذه المحاولات في مهدها. وأي تحرك في الحاضر أو المستقبل لن يجدي نفعاً إلا إذا أبدت السلطات العراقية استعدادها للانسحاب على أساس مقررات قمة القاهرة الطارئة وقرارات مجلس الأمن.

          ـ لقد حذرنا إثر الغزو العراقي للكويت من العواقب الوخيمة التي ستلحق بالعراق والعرب إذا لم يُزل حدث الغزو وفق قرارات قمة القاهرة ومجلس الأمن وهذه القرارات ما زالت تشكل الإطار لعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثاني من آب (أغسطس) الماضي. وهذا يفسر تكثيف الجهود العربية والدولية لإزالة حدث الغزو الذي يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة للغاية. ومن هنا جاءت استجابتنا لطلب الشقيقة السعودية في الدفاع عن أرضها التي هي أرض عربية في إطار جهودنا القومية لمنع الانجرار إلى الكارثة المحدقة بالعرب كافة، وأن خسارة أية قدرة عسكرية عربية خارج إطار صراعنا الأساسي مع إسرائيل والصهيونية هي خسارة للعرب والقضية الفلسطينية. وطوال عقدين من الزمن عملنا ونعمل من أجل تضامن عربي يملك كل مقومات تحرير الأرض وضمان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وقد أثبتت حرب تشرين [أكتوبر] صحة موقفنا القومي الذي يعمل باستمرار لمنع تغليب أي صراع على صراعنا الرئيسي مع العدو الصهيوني وهذا ما أكدناه عندما عارضنا الحرب العراقية ـ الإيرانية وحاصرنا انتشارها وهذا ما نفعله الآن مع أشقائنا العرب من أجل إزالة آثار الغزو العراقي للكويت وتجنيب هدر القدرة العسكرية والاقتصادية للعراق وتدمير ملايين البشر من الشعب العراقي.

          ـ ما يجمعنا كعرب ميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك اللذان يتطلبان الجهد المتواصل لحماية الأمن العربي من الأخطار المحدقة. وتنسيقاً مع القاهرة والرياض أو أية عاصمة عربية يتم في إطار ممارستنا لمسؤولياتنا القومية وما أقرته القمم العربية حيال القضايا الراهنة والاستراتيجية والتي يشكل الأمن العربي أحد عناصرها الرئيسية خاصة أن موضوع الأمن العربي سابق لأزمة الخليج إنْ لم نقل انه كان في صلب تشكيل الجامعة العربية.

 

المصدر:

"الحياة" (لندن)، 25/11/1990. وقد عُقدت القمة السورية ـ الأميركية في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990.