الحجارة ليست كل شيء: الانتفاضة وسلاح البيانات (بالعبرية)
بقلم شاؤول مشعال، بالاشتراك مع رؤوفين أهروني.
[تل أبيب:] الكيبوتس الموحد وأفيفيم، 1989.
وراء الفتيان الثائرين والحجارة والحواجز، التي تُرفع في الضفة الغربية وقطاع غزة، تقف الكلمة. والكلمة هنا هي البيانات التي سمّاها الكاتب "الحجارة الناطقة" واعتبرها السلاح الأمضى لأنها السلاح الأهم في الانتفاضة الفلسطينية هناك ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعتمد الحجارة سلاحها الرئيسي. فهذه البيانات، في رأي الدكتور مشعال من دائرة علوم الدولة في جامعة تل أبيب، هي التي تحرك السكان في المناطق، تُبلّغهم "أمر اليوم" – ما العمل، ومتى وكيف – وتُملي عليهم برنامج يومهم، وتحدد المسموح به والمحظور، وتعلن الإضرابات، وتُنزل الجماهير إلى الشوارع والأزقة، وتشل الحركة اليومية ثم تُطلقها. ويستجيب السكان لتوجيهات البيانات، ولا يستجيبون للضغوط العسكرية التي تمارسها إسرائيل عليهم ولا للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها. إذاً، فالبيانات – في رأي الكاتب – هي "القيادة المكتوبة" للانتفاضة. فإذا كانت القيادة تقاس بمدى القدرة على بلورة قيم وتحديد أهداف وإحداث استجابة الجماهير المعنية؛ هؤلاء الذين يصوغون بيانات القيادة الوطنية الموحدة" و"حركة المقاومة الإسلامية" و"حركة الجهاد الإسلامي"، يملون هذه الشروط. ولهذا يرى الكاتب أن لا مفر من اثنين: قراءة الكلمات المكتوبة في البيانات لفهم أسباب انتشار الانتفاضة والتعرف عن كثب إلى تفكير هذه القوى المحرّكة لها وأهدافها وطكرائق عملها وسر نجاحها في كسب تعاون كل طبقات الشعب واستجابتهم، ثم إنزال المشكلة الفلسطينية عن رف الأوهام والتوجه إلى طاولة المفاوضات، لأن البيانات هي عملياً الوثائق التي تتضمن نقطة انطلاق الفلسطينيين في أية مفاوضات مستقبلية. فالكاتب يعرض الطريق المؤدية إلى الانتفاضة بعد عشرين عاماً على احتلال الضفة والقطاع، ويحلل البيانات الصادرة عن القوى المحركة لها، بعد تقسيمها إلى تيارين، القومي والديني، ليبين دوافعها وأهدافها. وقد ضمّن الكتاب توثيقاً لكل البيانات الصادرة عنها حتى أواخر سنة 1988. كما ضمّنه فصلاً خاصاً بأناشيد الانتفاضة وبعض الرسوم الكاريكاتورية ذات الصلة بها.