ولايتي. "إيران وفلسطين (1897ـ1937): جذور العلاقة وتقلبات السياسة" (بالعربية)
النص الكامل: 

 

تفتقر المكتبة العربية، افتقاراً شديداً، لكتاب موثوق به عن تاريخ العلاقات الإيرانية - الفلسطينية. وعلى الرغم من الصلة الوثيقة بين إيران وفلسطين، أكانت صلة الشعبين أم صلة الحكم البهلوي السابق بدولة إسرائيل، فإن كتاباً علمياً جاداً في هذا المجال ربما كان من الصعب الحصول عليه باللغة العربية.

ويأتي هذا الكتاب ليسد هذه الثغرة ويلبي حاجة فعلية إلى معرفة العلاقات بين إيران وفلسطين قديماً وحديثاً. ويحتوي الكتاب معلومات تم الحصول عليها من وثائق وزارة الخارجية الإيرانية ومحفوظات "مؤسسة الوثائق الوطنية الإيرانية" وهي تُنشر بالعربية أول مرة، فضلاً عن مصادر أُخرى ذُكرت إمّا في المتن وإمّا في الحواشي.

يكشف الدكتور علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، في كتابه هذا بداية الصلة بين الملك القاجاري ناصر الدين شاه وبين رئيس الأليانس في بغداد. ثم يعرض للمراسلات التي جرت سنة 1898 بين رئيس حكومة إيران، حسين خان القزويني، وبين جمعية الأليانس في فرنسا لافتتاح فرع لها في طهران. وأثمر هذا التحرك، في ما بعد، تسهيلات جمة لهجرة يهود إيران إلى فلسطين. ثم يتطرق الكتاب إلى أحوال فلسطين بعد الحرب العالمية الأُولى ووقوعها تحت الانتداب البريطاني. ثم يتحدث عن الانشقاق الذي حدث في صفوف البهائيين بعد وفاة عباس أفندي وخلافهم في شأن منصب "بهاء الله". ويعرض للتقارير الواردة من ممثليتي إيران في القدس والشام وفي مصر عن الوضع في فلسطين، ويكشف أنه كان لإيران قنصلان فخريان في مدينتي يافا وعكا هما أنيس جبري وتوفيق العفيفي. واستمر هذان القنصلان في منصبيهما حتى سنة 1935.

وفي الكتاب فصل مُشوِّق ومهم عن فتاوى علماء الدين الشيعة في قضية فلسطين وفي بعض المسائل الأُخرى، مثل التقسيم وبين الأراضي لليهود والجهاد وغيرها. ويمكن اعتبار الكتاب، بحق، مرجعاً فريداً وذا أهمية علمية لا شك فيها.