يلبي هذا الكتاب حاجة ماسة لدى الكثيرين من المعنيين بالشأن التاريخي والثقافي، ولا سيما التاريخ الفلسطيني. وذلك لأنه لم يتوافر، حتى الآن، كتاب شامل يحوي بين دفتيه تاريخ فلسطين والتاريخ السياسي بالتحديد. إن جل ما يجده الباحث هو موضوعات شتى موجودة في كتب متفرقة؛ وعليه أن يقوم بجهد حثيث للوصول إلى حاجته من المعلومات والمعارف في المصادر والمراجع. لهذه الأسباب حاول هذا الكتاب أن يسد فجوة في المصادر التاريخية التي تناولت فلسطين ماضياً وحاضراً. فتناول تاريخ فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ (العصر الحجري) توطئة للبحث في عصور التاريخ الأولى. ثم ركز على عصور التاريخ القديم وظهور المسيحية قبل الانتقال إلى العصور الوسطى والفتح العربي، لينتقل بعدها إلى العصر العثماني الذي امتد حتى وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني. ثم يركز الكتاب، بعد ذلك، على بدايات الهجرة الصهيونيةونشوء الصراع العربي - الصهيوني بشأن فلسطين، ويتوقف عند توقيع اتفاقات الهدنة العربية - الإسرائيليةسنة 1949. أمّا المرحلة التي تلت ذلك فهي ما زالت ذات أفق مفتوح من غير الممكن التكهن بالنتائج التي من المحتمل أن تتوقف عندها، أو التي ربما تصل إليها.
ويُعَد هذا الكتاب بحثاً موجزاً في تاريخ فلسطين السياسي، ويمتاز بتقديمه هذا التاريخ مرة واحدة وفي كتاب واحد، وهو ما يساعد القارئ والباحث والطالب في الوصول إلى المعلومات والمعارف المتعلقة بهذا الشأن، ويسهل عليهم التفتيش في المصادر المتعددة. وفي الأحوال كلها، فإن الكتاب يحيل الباحثين الراغبين في المزيد من المعلومات على عشرات المراجع الموثوق بها والمصادر ذات الصدقية.