يجب أن تبدأ المحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية المباشرة الآن. إن صنع السلام يتطلب أن يدخل طرفا الصراع في محادثات مباشرة حول الأمور الجوهرية. إن هذا المطلب الواضح لإجراء مفاوضات جدية، يتطلب بكل وضوح عقد محادثات فلسطينية ـ إسرائيلية مباشرة ومنفصلة.
وقد أكدت رسالة الدعوة للمؤتمر التي صدرت عن الدولتين الراعيتين في 18 تشرين الأول [أكتوبر] تحديداً على "أن تجري المحادثات المباشرة في مسارين:
1ـ مسار إسرائيلي ـ عربي،
2ـ مسار إسرائيلي ـ فلسطيني".
لا يرغب الوفد الفلسطيني الانجرار وراء قضايا جانبية. إننا ملتزمون ببدء المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني لهذه المحادثات دون وضع مزيد من العقبات والعراقيل. إننا نتفق مع روح الدعوة الأميركية لهذه المحادثات في مدينة واشنطن، والتي حثت على تجنب المناقشات المطولة.
إن محاولة الوفد الإسرائيلي لتغيير أسس وقواعد مرجعية هذه المفاوضات ما هي إلا تكتيك معيق لا داعي إليه يهدف إلى المماطلة.
لقد حان وقت العمل. وفي الواقع، فقد وافق الوفد الإسرائيلي على إجراء هذه المحادثات على أساس "مسار فلسطيني ـ إسرائيلي ومسار أردني ـ إسرائيلي" عندما وافق على البيان المشترك الذي صدر في أعقاب الجولة الأولى من المفاوضات الثنائية في مدريد. وما الإصرار الإسرائيلي على لقاء وفد أردني ـ فلسطيني مشترك إلا دليل على سوء النية ومؤشر على عدم الرغبة في التعامل مع القضايا الجوهرية التي يجب بحثها في المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
إن النزاع الذي نحن بصدده هو النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وإن السلام الذي نصنعه يجب أن يكون سلاماً بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. ليس هناك أي تبرير لوضع مزيد من العقبات في طريق المفاوضات المباشرة، فالترتيبات جاهزة، وإجراءات التنسيق الفلسطيني ـ الأردني واضحة ومعدة، وحان الوقت كي نتوجه جميعاً إلى طاولة المفاوضات ليواجه الإسرائيليون والفلسطينيون بعضهم البعض ويبدأوا عملية البحث الجدي عن السلام التي من أجلها حضرنا لهذه المفاوضات. لم يعد لدينا وقت نضيعه.
المصدر: "السفير" (بيروت)، 11/12/1991.