إن إسرائيل معنية بمواصلة مسار السلام في أقرب وقت ممكن، من خلال مفاوضات مباشرة بين الفرقاء. ومن نافل القول إن واشنطن، في حد ذاتها، مقبولة لدينا مدينةً مضيفة وعاصمةً لدولة صديقة. لكننا أوضحنا تكراراً، وعلى المستويات كافة، أنه من أجل أن تكون المفاوضات فعالة، يجب أن تكون في المنطقة، وذلك لعدة أسباب:
- لدينا أساس للافتراض أن العرب غير مهتمين بالتحادث معنا وإجراء مفاوضات مباشرة معنا، بل بالتحادث مع الولايات المتحدة وبمحاولة الضغط بوساطتها.
- إن العرب يسعون لإطار يكون استمراراً لمؤتمر مدريد، أي أن يكون قريباً من مؤتمر دولي قدر الإمكان، وبعيداً قدر الإمكان عن إطار المفاوضات المباشرة، ومتحرراً من تدخّل جهات أخرى.
- إن الاقتراح بعقد ثلاثة لقاءات في آن واحد، في واشنطن، سيفضي إلى دعوة الوفود العربية كلها إلى اجتماع واحد. وقد أثبتت التجربة أن في مثل هذا الوضع يزداد القاسم المشترك الأصغر، ويسيطر الخط المتطرف، وتتضاءل فرصة إجراء مفاوضات حقيقية.
- إن الأمر يتعلق بمفاوضات تجري متزامنة مع ثلاثة أطراف عربية، وبمضامين مفاوضات ذات أهمية عليا، تتصل بأمن دولة إسرائيل ومستقبلها. وبالتالي، هناك ضرورة لإجراء المفاوضات في مكان قريب من المرتبة السياسية صاحبة القرار في إسرائيل، من أجل التمكين من المتابعة الدقيقة مع المفاوضين، والتشاور المتواصل معهم، والتوجيه المستمر لهم.
بناء على ما ذكر، وآخذين في الاعتبار الدعوة التي وجّهتها الولايات المتحدة، وانطلاقاً من الاحترام [الذي نكنه] لها، فإن إسرائيل على استعداد لإجراء لقاء أو لقاءين في واشنطن، شريطة أن تُجرى المفاوضات بعد ذلك في المنطقة أو قريباً منها. كما تقترح إسرائيل أن تتم اللقاءات متتابعة، بفاصل زمني من 4 ـ 5 أيام بين اللقاء والذي يليه، على أن تلتقي المجموعة الأولى في 9/12/91.
وتأمل إسرائيل بأن تتجدد المفاوضات فعلاً في أقرب وقت ممكن، وبأن ينظر الفرقاء العرب إليها ويجروها مفاوضاتٍ مباشرةً معنا، كما تم الاتفاق. وهذه هي الطريق المأمونة لإحراز التقدم والتوصل إلى هدف السلام المنشود.
المصدر: "هآرتس"، 28/11/1991.