المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيسين بوش وغورباتشوف بشأن موقفيهما من أزمة الخليج، هلسنكي، 9/9/1990
النص الكامل: 
  • هل يمكن اندلاع حرب في الشرق الأوسط؟

بوش: آمل بأن نستطيع تحقيق حل سلمي. والطريق لتحقيق هذا الأمر هو أن يذعن العراق لقرارات الأمم المتحدة. وأعتقد أن جزءاً من بياننا المشترك، وهو عبارة عن سطرين قصيرين، قد عبر عن ذلك بوضوح شديد: " إن شيئاً أقل من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي غير مقبول." وما ان يدرك صدام حسين ذلك، حتى يكون هناك عندئذ وبالتأكيد حل سياسي لهذه المسألة.

غورباتشوف: لقد خُصصت ساعات اجتماعنا اليوم السبع، كلها، للبحث عن حل سياسي لهذا النزاع. وأعتقد أننا على الطريق الصحيح.

  • وإذا لم يكن في الإمكان حل الأزمة سلمياً؟

بوش: إن الولايات المتحدة مصممة على أن توضع هذه القرارات موضع التنفيذ، وأود أن أشعر بأنها ستوضع موضع التنفيذ وبأنها ستؤدي إلى حل سلمي.

  • هل الوقت الحاضر هو فرصة لحل المشكلة الفلسطينية من خلال مؤتمر دولي للسلام؟

بوش: إنني أنظر إلى تطبيق مقررات الأمم المتحدة كأمر منفصل ولا يتصل بالحاجة إلى حل المسألة الأخرى... وفي ضوء أوضاع معينة سيكون النظر في مؤتمر من هذا النوع أمراً مقبولاً ـ وقد كان، في الواقع، جزءاً من سياستنا من وقت إلى آخر. لكن الأمر الذي أنا مقتنع به اقتناعاً راسخاً هو أن هذه المسائل غير متصل بعضها ببعض، وأن أي مجهود لربطها سيكون مجهوداً لإضعاف مقررات الأمم المتحدة.

  • إلى متى ستبقى القوات الأميركية في الخليج؟

بوش: ستبقى موجودة في المنطقة حتى نقتنع بأن الحاجات الأمنية للمنطقة قد لُبيت، وتمت الاستجابة لهذه القرارات. وبالنسبة إليّ، فكلما كان خروجها من هناك سريعاً كان هذا أفضل. لقد أوضحت تماماً للرئيس غورباتشوف، وهو سيؤكد ذلك على ما أعتقد، أننا لا ننوي الاحتفاظ بهم يوماً واحداً أكثر مما هو مطلوب.

غورباتشوف: إن هذا التصريح مهم جداً.

  • هل ستزيد الولايات المتحدة مساعدتها الاقتصادية للاتحاد السوفياتي؟

بوش: إن هذا التعاون الرائع الذي أظهره الاتحاد السوفياتي في الأمم المتحدة يجعلني أميل إلى التوصية بتعاون وثيق في المجال الاقتصادي على قدر الإمكان، وسأقول هذا الأمر للكونغرس عندما أعود.

غورباتشوف: لا أريد لجواب الرئيس بوش أن يثير وجهة نظر ترى أن الاتحاد السوفياتي سينحاز إلى جانب سلوك معين... سيكون ذلك تبسيطاً شديداً وسطحية في الحكم بأنه يمكن شراء الاتحاد السوفياتي بالدولارات.

  • هل سيسحب الاتحاد السوفياتي مستشاريه من العراق؟

غورباتشوف: إنهم ليسوا مستشارين بقدر ما هم خبراء واختصاصيون يعملون بموجب عقود عمل، ويجري تقليص عددهم. وبينما كان عددهم في بداية النزاع 196 شخصاً على ما أعتقد، أصبح عددهم الآن نحو 150 شخصاً.

بوش: لو يتم خروجهم من هناك بموجب تفاهم كامل لسهلت الأمور. لكنني سمعت جوابه، استمعت إليه بدقة شديدة جداً، وعليّ أن أقول إنني سأدع الأمر يتوقف عند هذا الحد.

  • هل جرت مناقشة الخيارات العسكرية لكبح العدوان العراقي؟

بوش: كلا. لم نبحث في الخيارات العسكرية.

غورباتشوف: لقد خصصنا كل الوقت الذي أمضيناه معاً للتحدث عن هذا النزاع، في مسعى مشترك لحل سياسي.

  • لكن إذا لم ينسحب العراق، هل سيكون العمل العسكري ضرورياً؟

غورباتشوف: لم أقل اننا سنلجأ إلى السبل العسكرية إذا لم ينسحب العراق سلماً. لم اقل ذلك، ولا أقول ذلك.

  • هل مارس الاتحاد السوفياتي ضغطاً على حليفه القديم صدام حسين؟

غورباتشوف: لقد بحثنا في خيارات مختلفة لإنهاء الوضع معه، واننا نحاول أيضاً... أن نوضح تماماً لصدام حسين أن العراق إذا ما أثار عملية عسكرية فإن النتيجة ستكون مأساوية للشعب العراقي نفسه بالدرجة الأولى، ولكل المنطقة، ولكل العالم.

  • لماذا لا يبدي الزعيمان الدرجة نفسها من الإقدام في ملاحقة قرار الأمم المتحدة رقم 242 الداعي إلى انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة.

بوش: لقد كنا نحاول وبحماسة أن نفعل ذلك كما فعلت قوى أخرى لأعوام عديدة. لكن حقيقة أن هذا القرار لم ينفذ وهو يدعو إلى انسحاب إلى حدود آمنة ومعترف بها، ويجب أن تكون كذلك، ونأمل بأن نكون عاملاً محفزاً على تحقيق ذلك؛ هذه الحقيقة لا تعني أن نقف متفرجين إزاء عدوان واضح على الكويت.

غورباتشوف: إن كل ما يجري في الشرق الأوسط هو مسألة تهمنا، تهمنا بالتساوي.

  • ما هي الخطوات المحددة التي جرت مناقشتها لضمان الإذعان لقرارات الأمم المتحدة بخصوص العراق؟

بوش: لم نتفق على خطوات محددة وملموسة... إننا لم نجلس في هذا الاجتماع نحاول أن نعيّن أحدنا للآخر، أو يسأل أحدنا الآخر تولي تنفيذ إجراءات محددة تنسجم مع تلك الفقرة الخاصة.

غورباتشوف: إن الاجتماع والوثيقة التي تبنيناها لتونا أهم من تعدادنا للخطوات المختلفة التي يمكن أن تكون قد اتخذت هنا.

  • بما أن الرئيسين مصممان على رؤية نهاية للعدوان، فماذا سيحدث الآن؟

بوش: إنه افتراضيّ جداً. نريد أن نتيقن من وصول الرسالة إلى صدام حسين. نريد أن نراه يفعل ما دعته الأمم المتحدة إلى فعله. وهذا التصريح يمكن أن يُفسر بأية طريقة تريد أن تفسره بها.

غورباتشوف: عندي انطباع بأن كلاً من الصحافة والرأي العام في بعض الدول يقول، في شكل من الأشكال، ان أحدهم يفتقر إلى العزم، واننا نتراجع أمام هؤلاء الذين يدوسون على القانون الدولي. إنني لا أستطيع ان أتفق مع هذا الرأي.

  • هل طُلب إلى الاتحاد السوفياتي تقديم قوات؟

بوش: لم أطلب منه إرسال قوات. وإذا قرر السوفيات أن يفعلوا ذلك بدعوة من السعوديين فهذا حسن بالنسبة إلينا.

 

المصدر:  International Herald Tribune (Paris), September 10, 1990.