بيان الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن تعليق الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية ، 20 حزيران/يونيو 1990
النص الكامل: 

بناء على توصية من وزير الخارجية، قررت تعليق الحوار بين الولايات المتحدة الأميركية ومنظمة التحرير الفلسطينية في انتظار صدور رد مرض من المنظمة عن الخطوات التي تتخذها لحسم مشاكل متصلة بأعمال إرهاب في الآونة الأخيرة، خصوصاً الهجوم الإرهابي على إسرائيل يوم 30 أيار [مايو] الماضي والذي شنته جبهة التحرير الفلسطينية إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

ومن قبيل سرد الخلفيات، في 14 كانون الأول [ديسمبر] 1986 اعترف (رئيس دولة فلسطين) ياسر عرفات وهو يتحدث باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود وقبل قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 242 و 338 كما أعلن نبذ الإرهاب.

ولاحقاً لذلك أعلنت الولايات المتحدة أنه نظراً إلى أن منظمة التحرير استجابت لشروطنا التي وضعناها منذ زمن بعيد لبدء الحوار، قررنا بدء حوار حقيقي مع المنظمة.

وفي ذلك الوقت أشدنا برئيس المنظمة عرفات لاتخاذه مثل هذه الخطوات الضرورية وأجرينا هذا الحوار مع المنظمة من خلال سفارتنا في تونس.

وعلى امتداد الأشهر الثمانية عشر الأخيرة تبادل ممثلو الولايات المتحدة ومنظمة التحرير في انتظام وجهات النظر في شأن الموقف السياسي والأمني في المنطقة.

وفي موازنة الأمر نرى أن تبادل وجهات النظر هذا ساهم في تحقيق تقدم في عملية السلام.

وفي يوم 30 أيار [مايو] 1990 حاولت جبهة التحرير الفلسطينية القيام بتسلل إرهابي إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر. وأبو العباس زعيم جبهة التحرير الفلسطينية عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويشير في قوة حجم القوة والمنطقة الجغرافية المستهدفة أن مدنيين كانوا مستهدفين.

وفي ذلك اليوم أصدرنا بياناً نبدي فيه أسفنا لمحاولة الهجوم الإرهابي هذه. وفي يوم 31 أيار [مايو] أثرنا هذا الحادث مع المنظمة في تونس. وأبلغنا إليهم أنه ليس في وسعهم التنصل من مسؤولية محاولة العمل الإرهابي الذي قامت به إحدى الفصائل المؤسسة للمنظمة وأنهم مطالبون باتخاذ خطوات للتعامل مع هذه المسألة بإدانة العملية وإعلان عدم مسؤوليتها عنها وبالبدء باتخاذ خطوات لمعاقبة أبو العباس مرتكب الحادث.

وأعطينا منظمة التحرير متسعاً من الوقت للتعامل مع هذه المسألة. وإلى يومنا هذا لم تقدم المنظمة تفسيراً معقولاً للحادث ولم تتخذ الخطوات التي حددت أعلاه.

وتأخذ الولايات المتحدة في الاعتبار أن منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت عدم مسؤوليتها عن هذا الهجوم وأنها أصدرت بياناً تدين فيه الهجوم على المدنيين من حيث المبدأ. ولكن كما أشرنا من قبل لم يكن هذا كافياً. لم يكن هذا وحده كافياً.

وأثبت الحوار بين الولايات المتحدة الأميركية ومنظمة التحرير الفلسطينية أنه قادر على دفع عملية السلام العربي ـ الإسرائيلي إلى أمام. وفي الوقت نفسه يقوم هذا الحوار على افتراض أن منظمة التحرير راغبة في التزام شروط قبلتها من قبل في كانون الثاني [يناير] 1988 بما في ذلك نبذ الإرهاب.

وفي الوقت الذي تكون المنظمة مستعدة لاتخاذ الخطوات الضرورية، سنكون نحن مستعدين لمعاودة الحوار فوراً. وإلى ذلك الحين نأمل ونتوقع أن تستمر عملية السلام كما كان مقصوداً منها سعياً وراء تسوية شاملة للصراع العربي ـ الإسرائيلي وسلام عادل ودائم. وكما أعلنا مراراً، فإن رأينا هو أن مثل هذا السلام يجب أن يقوم على أساس قراري الأمم المتحدة رقم 242 و 338 ومبدأ الأرض في مقابل السلام الذي ينطويان عليه، وأن يوفر الأمن لإسرائيل والحقوق السياسية للفلسطينيين.

ونحن نؤمن بأن المشاركة الفلسطينية هي أمر حيوي لأي عملية ناجحة وأن هناك فرصاً حقيقية للفلسطينيين في هذه العملية ونأمل في شدة أن يعرف الإسرائيليون والفلسطينيون والدول العربية هذه الفرص ويتخذوا الخطوات اللازمة لايجاد مناخ يمكن أن تزدهر فيه عملية سلام قابلة للتطبيق.

ونحن نستنكر العنف في المنطقة وندعو كل الأطراف إلى تجنب العنف والإرهاب وأن يؤثروا عوض ذلك الحوار والمفاوضات. ونحن مستعدون لاستمرار العمل مع الأطراف المعنيين لتحقيق هذه الغاية.

المصدر: "النهار"، 22/6/1990؛ Federal News, June 21, 1990.