وثائق دولية سياسة الولايات المتحدة في شأن هجرة السوفيات
النص الكامل: 

ثمة ثلاث قضايا مترابطة تشكل سياستنا بالنسبة إلى هجرة السوفيات: أ) حق اليهود (وغيرهم) في الهجرة الحرة من الاتحاد السوفياتي؛ ب) قدرة الولايات المتحدة على استيعاب الزيادة الهائلة في عدد المهاجرين السوفيات؛ ج) مسألة هل يسمح لليهود السوفيات بالاستيطان في الأراضي المحتلة. ويتصل بالقضية الثالثة موقفنا من الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو وتل أبيب.

  • تؤيد الولايات المتحدة بوضوح الهجرة الحرة من الاتحاد السوفياتي. وقد بذلنا جهوداً طويلة ومضنية من أجل ذلك، وسوف نتنازل عن تعديل جاكسون – فانيك إذا ما نص القانون السوفياتي صراحة على حق الهجرة الحرة.
  • خلافاً للتقارير الصحافية، فإن الولايات المتحدة قد زادت في عدد المهاجرين السوفيات المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة، ولم تقلل منه. غير أن المشكلة تكمن في كون عدد السوفيات الذين يسعون للهجرة (ويسمح لهم بها) قد تضخم بصورة كبيرة. ويتعلق بهذا الأمر مسألة التمويل. فإذا دخل السوفيات كلاجئين، فهم يمنحون شبكة تأمين تشمل الإسكان وتأمين العمل، إلخ. وهذا مكلف جداً. ونحن نتفاوض مع بعض الجماعات اليهودية الخاصة لتنفيذ برنامج ذي تمويل خاص لإعادة توطين المهاجرين السوفيات، من أجل خفض بعض الأعباء المالية. وقد وُقّعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع مجلس الاتحادات اليهودية وجمعية مساعدة المهاجرين العبرانيين من أجل تمويل إعادة توطين 8000 لاجئ في الولايات المتحدة.

الأرقام

في العام المالي 1986، لم يتقدم سوى 787 مهاجراً سوفياتياً بطلبات لجوء إلى الولايات المتحدة وقد قبلوا.

في العام المالي 1987، ارتفع الرقم إلى 3694.

في العام المالي 1988، هاجر 20,421 سوفياتياً إلى الولايات المتحدة.

في العام المالي 1989، رفعنا سقف المهاجرين السوفيات إلى 43,500، أي ما يقارب 40% من المجموع العالمي. يضاف إلى ذلك، تعهد النائب العام بقبول كل السوفيات المؤهلين للجوء ممن قدموا طلبات (وهؤلاء الحاصلون على العهد، يختلفون عن اللاجئين في أنهم لا يحصلون على مساعدات مالية من حكومة الولايات المتحدة).

في العام المالي 1990، رفع الرئيس بوش سقف عدد المهاجرين السوفيات إلى 50,000. كما قُدم، بالإضافة إلى ذلك، مشروع قانون جديد لإنشاء فئة جديدة من 30,000 مهاجر فئة اهتمام خاص (Special interest). ويمثل هذا المجموع من 80,000 زيادة تناهز المائة في المائة بالنسبة إلى العام الماضي. زد على ذلك ان حق الهجرة العادي (لأفراد الأسرة المباشرة) لم يزل متاحاً.

ج) ان موقف الولايات المتحدة من توطين اليهود السوفيات في الأراضي المحتلة واضح. لقد بلّغنا الإسرائيليين بوسائل خاصة، وعبّرنا عن رأينا علناً في أن المستعمرات عقبة في طريق السلام، وأننا نعارض بشدة توطين اليهود السوفيات في الأراضي المحتلة. ومع أن الكونغرس يدرس مشروع قانون بمنح إسرائيل المزيد من الأموال لمساعدتها في إسكان الموجة الجديدة من المهاجرين، فقد أوضحنا أن مساعدة كهذه لا يمكن أن تستعمل لتمويل عملية استيعاب اليهود السوفيات في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وقد بلّغ وزير الخارجية بيكر اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية التابعة لمجلس النواب، في الأول من آذار/مارس، أن الإدارة لن تؤيد تقديم كفالات قروض لإسكان اليهود السوفيات المهاجرين إلى إسرائيل إلا «إذا كان ثمة ضمانة بعدم قيام أي نشاط استيطاني جديد.»

والولايات المتحدة قد صرّحت رسمياً بوجوب تسيير رحلات جوية مباشرة بين موسكو وتل أبيب. ولئن أراد اليهود السوفيات أن يذهبوا إلى إسرائيل فيجب أن يمضوا من أقرب الطرق وأكثرها مباشرة. وفي الوقت نفسه، بلّغ وزير الخارجية بيكر لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب، في 22 شباط/فبراير، ان إعلان الحكومة الإسرائيلية صراحة تعهدها بعدم إسكان المهاجرين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين من شأنه أن يفتح الطريق أمام الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى إسرائيل.

 

* المصدر: السفارة الأميركية في لندن.