كتاب استقالة أريئيل شارون ، 12/2/1990
النص الكامل: 

سيدي رئيس الحكومة،

انني بهذا أقدم إليك استقالتي. لقد قررت أن أستقيل من الحكومة كي أواصل النضال من أجل تحقيق الأهداف القومية التي يهدد الخطر تحقيقها نتيجة سياسة الحكومة الحالية. وسأواصل النضال كيهودي، وكعضو كنيست، وكرئيس لمركز الليكود.

توصلت إلى استنتاج انه لم يعد في إمكاني، من خلال استمراري في منصبي في الحكومة، وقف الانهيار. وليست القضية شخصية (لو كانت كذلك، لما استقلت). إنها قضية قومية مبدئية. ففي ظل حكومتكم، يسود الإرهاب الفلسطيني ارض إسرائيل كلها، ويوقع خسائر كبيرة في صفوف اليهود والعرب الأبرياء.

لقد أدت سياسة الحكومة إلى جعل حياة اليهود مستباحة. إنني لا أستطيع أن أشارك في الوضع الحالي، في حين انني اعرف، وعلى اقتناع، بأنه يمكن بوسائل أخرى القضاء على هذا الإرهاب. ويمكن، خلال وقت قصير نسبياً، إعادة القانون والنظام إلى أرجاء ارض – إسرائيل، وهذان يمكّنان من التوصل إلى سلام بيننا وبين العرب على أساس حقنا التاريخي في ارض إسرائيل.

وفي عهد حكومتكم، فرض الإرهاب العربي القتل والعنف حتى وسط عاصمتنا القدس، بقيادة زعماء الإرهاب الذين يسكنون بأمان شرق المدينة. وفي الواقع، تقسمت مجدداً العاصمة، قلب الشعب اليهودي. وحكومة إسرائيل تسلم بهذا الوضع. وخطتكم السياسية وضعت إسرائيل على طريق إقامة دولة فلسطينية ثانية في ارض إسرائيل.

سيدي رئيس الحكومة: أنتم تريدون حيّز مناورة تكتيا. فيما يتعلق بقضية القدس، ليس ثمة مناورة، لا تكتية ولا غيرها. وفيما يتعلق بقضية أمن حياة اليهود، لا يمكن أن يكون ثمة حرية مناورة. فالأمن يتطلب المعالجة فوراً.

ان الموضوعات الأكثر حيوية لأمننا ووجودنا وسلامنا قد نزعت من يد الحكومة. وتوقف المجلس الوزاري المصغر عن العمل. كما أن قانون العقوبات يبت فيه شخص واحد أو إثنان. وهما أخذا لنفسيهما هذه الصلاحيات، خلافاً لأبسط القواعد المعمول بها في أي حكم ديمقراطي سليم.

ليست الحكومة المشلولة قادرة، ضمن حدود الحد الأدنى، على معالجة مشكلات الضائقة والبطالة الفظيعة التي تواجه عشرات الآلاف من المواطنين في مدن التطوير والموشافيم وخارجها. وليست الحكومة قادرة على أن تتصدى، كما يجب، للتحدي الصهيوني الأهم، وهو الهجرة المباركة من الاتحاد السوفياتي. ويلوح في الأفق خطر إضاعة الفرصة التاريخية.

انني لا أترك مهمتي في الحكومة بصدر منشرح. لكن ثمة لحظات يكون على المرء فيها أن يعرف كيف يقوم من كرسيه ويبدأ بالمشي. وثمة لحظات في حياة الشعوب، في حياة الناس، يكون عليهم فيها أن يستيقظوا ويقوموا ويناضلوا بكامل قوتهم قبل الكارثة. ولعل هذه هي الساعة الأخيرة للقيام بذلك.

 

*«دافار»، 13/2/1990.