أبو شقرا. "الحاج أمين الحسيني: منذ ولادته حتى ثورة 1936" (بالعربية)
النص الكامل: 

هذا الكتاب جولة ممتعة في تاريخ العائلة الحسينية منذ أن سكنت مدينة القدس في سنة 1380 الميلادية، وتسلم بعض أعلامها نقابة الأشراف ومشيخة الحرم القدسي حتى وصول الحاج أمين الحسيني، الذي ولد في السنة نفسها التي عُقد فيها المؤتمر الصهيوني الأول، إلى منصب الإفتاء ورئاسة المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، واستطراداً حتى ثورة 1936.

يمزج المؤلف في كتابه هذا فن السيرة بالسرد التاريخي. وهو، في اعتماده على فيض غزير من المصادر التاريخية، يقلل إلى حد كبير جداً الاعتماد على منهج التحليل النقدي فينحسر لديه، إلاّ في حدود ضيقة، التقابل في الرويات المختلفة ونقض الشائع منها والاستنتاج المغاير في تحليل الوقائع وتعليل الأحداث بينما تعزز طريقته في رواية الأحداث بحسب تسلسلها الزمني (كرونولوجي) البناء التقليدي للوقائع ومجريات الواقع.

 يقسم المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام منسجمة مع التحقيب التقليدي للتاريخ الفلسطيني المعاصر، فيتحدث في القسم الأول عن تاريخ العائلة الحسينية، ويتناول في القسم الثاني ملابسات انتخاب الحاج أمين الحسيني مفتياً للقدس ورئيساً للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ونشاطه السياسي حتى ثورة البراق سنة 1929، ثم يركز في القسم الثالث على ثورة البراق وعلى دور الحاج أمين فيها وعلى نتائجها المباشرة. أمّا في القسم الرابع فيتصدى بالبحث للفترة الممتدة ما بين سنة 1929 وبداية الإضراب الكبير في سنة 1936 وما حفلت به هذه الفترة من أحداث جسام، مثل عقد المؤتمر  الإسلامي في القدس سنة 1931، ومشاركة الحاج أمين في الوفد الفلسطيني إلى لندن ومقاومته بيوع الأراضي لليهود وعلاقته بالمجاهد الشهيد عز الدين القسام. وهذا الكتاب، بإيجاز، شوط إضافي في سلسلة الكتب التاريخية التي تضيف، بلا شك، حجراً جديداً إلى مدماك الكتابة التاريخية عن فلسطين؛ فهو يعيد صوع المصادر الكلاسيكية المعروفة وتوثيق بعض مراحلها، وفي كل مرة ثمة ما يمكن إضافته بالتأكيد.