تغطي هذه الوثائق المرحلة الأولى من حرب فلسطين، وهي المرحلة الي ابتدأت بالتقسيم في 29/11/1947 واستمرت حتى 15/5/1948، وهي تضيء جوانب متعددة رئيسية من هذه المرحلة. وتتناول الوثائق: الوضع العسكري في فلسطين عشية خطة دالِت (وثيقة واحدة)؛ سقوط القسطل واستشهاد عبد القادر الحسيني (وثيقة واحدة)؛ سقوط حيفا (6 وثائق)؛ سقوط يافا (وثيقة واحدة). وقد أرفقت النصوص بملاحظات تمهيدية وشروحات في الحواشي تضعها في سياقها التاريخي.
مقدمة عامة
مرت حرب 1948 في فلسطين، التي تحل ذكراها السنوية الخمسون في هذه السنة، بمرحلتين رئيسيتين: الأولى، مرحلة الحرب الأهلية، التي بدأت بعد فترة وجيزة من صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 واستمرت حتى 15 أيار/مايو 1948، الموعد الرسمي لانتهاء الانتداب البريطاني. والثانية، مرحلة الحرب النظامية، التي استمرت من 15 أيار/مايو (أيضاً تاريخ إعلان قيام دولة إسرائيل) حتى توقيع اتفاقيات الهدنة بين إسرائيل والدول العربية خلال الفترة 1948 ـ 1949. ويتعامل معظم الكتابات في الغرب، عن حرب فلسطين، مع المرحلة الثانية، ومن خلال تصور سائد ومتجذر في العقل الغربي خلاصته أن إسرائيل صغيرة ومفتقرة إلى الأسلحة ومسالمة، تعرضت في المهد، ومن دون استفزاز من ناحيتها، لهجوم شنته جيوش الدول العربية المجاورة النظامية والمتفوقة كثيراً في قوتها.
وفي الواقع، كانت أولى المرحلتين هي المرحلة الحرجة والحاسمة. ففي أثنائها شنّت القوات الموجودة في تصرف الوكالة اليهودية، والتي كانت أوفر عدداً وأفضل تسليحاً وتنظيماً وقيادة، قياساً بأي شيء متوفر للفلسطينيين، هجومها الرئيسي الذي جرى الإعداد له والتفكير فيه طويلاً في إطار الخطة دالِتْ. وقد أتاح توقيت الهجوم (الأسبوع الأول من نيسان/أبريل 1948) للقوات اليهودية الاستفادة من المرحلة المتقدمة التي كان بلغها تفسخ الحكم البريطاني، مع أن بريطانيا كانت لا تزال هي القوة صاحبة السيادة في البلد حتى 15 أيار/مايو. وكان هدف الخطة دالِتْ أن تقيم بقوة السلاح الدولة اليهودية في الأراضي اليهودية والفلسطينية التي خصصها لها قرار التقسيم، وأيضاً احتلال أقصى ما يمكن احتلاله من أراضٍ إضافية (وخصوصاً القدس).
إن اللافت للنظر في المادة المتاحة للقارئ الغربي عدم توفر مادة تعكس أوضاع الفلسطينيين أو العرب، أو نظرتهم إلى الأمور خلال المرحلة الأولى من حرب 1948 في فلسطين. وتتعلق الوثائق التسع المنشورة أدناه بالأيام الأخيرة للانتداب، من نهاية آذار/مارس فصاعداً. وقد تم اختيارها لأهميتها في حد ذاتها، ولأنها تعكس نظرات مختلفة اختلافاً كبيراً عن النظرة السائدة في الغرب. وباستثناء الوثيقة الثانية، المنشورة سابقاً باللغة العربية، فإن بقية الوثائق، على حد علمي، لم تنشر كاملة من قبل، سواء باللغة العربية أو باللغة الإنكليزية.
وإذا ما قرئت هذه الوثائق تباعاً، مع الملاحظات التقديمية والشروحات الموردة في الحواشي، فإن من شأنها أن تضيء جوانب متعددة رئيسية من المرحلة الأولى في حرب 1948: الاختلال الكبير في ميزان القوى بين الطرفين؛ السلوك المخجل للسلطات البريطانية؛ الفوضى في التنظيم العسكري الفلسطيني والعربي (لكن أيضاً إخلاص المقاتلين الفلسطينيين غير النظاميين وشجاعتهم)؛ استراتيجيا الهاغاناه ومنظمة "الإرغون" المنشقة وتكتيكاتهما؛ أسباب الخروج الفلسطيني الجماعي؛ آلام احتضار الجماعتين الفلسطينيتين في يافا وحيفا؛ الموقف الحقيقي للسلطات اليهودية من الخروج الجماعي لسكان حيفا؛ الوسائل التي استخدمتها السلطات اليهودية في تطبيق قرار التقسيم؛ الأوضاع التي جعلت تدخل الجيوش النظامية العربية بعد 15 أيار/مايو أمراً حتمياً.
والوثائق المختارة هي التالية:
1 ـ الوضع العسكري في فلسطين عشية خطة دالِتْ
"تقرير موجز عن الحالة في فلسطين ومقارنة بين قوات وإمكانيات الطرفين" رفعه أمير اللواء الركن إسماعيل صفوت، القائد العام لقوات فلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، دمشق، إلى جميل مردم بك، رئيس الحكومة السورية ورئيس لجنة فلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، 23 آذار/مارس 1948.
2 ـ سقوط القسطل واستشهاد عبد القادر الحسيني
رواية بهجت أبو غربية، الذي كان شاهد عيان ومشاركاً في معركة القسطل، للمعركة؛ مأخوذة من كتاب: "في خضم النضال العربي الفلسطيني: مذكرات المناضل بهجت أبو غربية 1916 ـ 1949" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1993).
3 ـ سقوط حيفا
- رسالة اللجنة القومية العربية في حيفا إلى الجنرال ستوكويل، القائد العسكري، القطاع الشمالي، حيفا، بشأن تصريحه المتعلق بإعادة الانتشار، 22 نيسان/أبريل 1948.
- مذكرة اللجنة القومية العربية في حيفا عن الاجتماع بين الجنرال ستوكويل والممثلين العرب، 22 نيسان/أبريل 1948.
(ج) قيادة الهاغاناه، شروط لهدنة بين اليهود والعرب في حيفا، 22 نيسان/أبريل 1948.
(د) رسالة اللجنة القومية العربية في حيفا إلى الجنرال ستوكويل تلخص موقفه في 22/4/1948 في الاجتماعات التي جرت في قاعة بلدية حيفا، 23 نيسان/أبريل 1948.
(هـ) رسالة اللجنة القومية العربية في حيفا إلى رئيس بلدية حيفا، شبتاي ليفي، 23 نيسان/أبريل 1948.
(و) رسالة اللجنة القومية العربية في حيفا إلى الجنرال ستوكويل، 25نيسان/أبريل 1948.
4 ـ سقوط يافا
تقرير إلى فوزي القاوقجي، قائد جيش الإنقاذ العربي، الجبهة الوسطى، من النقيب ميشيل العيسى، قائد فوج أجنادين، 6 أيار/مايو 1948.