وثائق عربية بيان اجتماع وزراء خارجية دول الطوق يعلنون فيه التمسك بعملية السلام، دمشق، 20/8/1992
النص الكامل: 

بناء على طلب من منظمة التحرير الفلسطينية ودعوة من وزير خارجية الجمهورية العربية السورية عقد وزراء خارجية المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين والجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية الأطراف العربية إلى محادثات السلام الثنائية وبمشاركة جمهورية مصر العربية اجتماعاً في دمشق يومي 19 و20 آب/أغسطس 1992 وذلك في إطار اجتماعات التنسيق العربي المتعلقة بعملية السلام.

أكد المجتمعون مجدداً تمسكهم بمضمون بيان دمشق بتاريخ 25 تموز/يوليو 1992 الذي حدد موقف الأطراف العربية الموحد في عملية السلام ولاحظوا بشكل خاص أن الحكومة الإِسرائيلية لم تعرب حتى الآن عن التزامها بالمبادئ الأساسية لإِقرار السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة عبر التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن رقم /242/ و/338/ ومبدأ إعادة جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس مقابل السلام، ولا عن التزامها بالانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم /425/.

استعرض المجتمعون بقلق بالغ ما أُعلن من مواقف وتصريحات في ختام زيارة رئيس الحكومة الإِسرائيلية للولايات المتحدة الأميركية وانعكاساتها الخطيرة على عملية السلام ولاحظوا أن الحكومة الإِسرائيلية بدلاً من وقف جميع النشاطات الاستيطانية أعلنت عن عزمها استكمال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة بما فيها القدس وجاء هذا الموقف في أعقاب الإِعلان الأميركي بمنح إسرائيل ضمانات القروض بعشرة مليارات دولار مما يمكن إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ سياسة فرض الأمر الواقع، ويشكل انتهاكاً صارخاً للأسس التي استندت إليها عملية السلام وللشرعية الدولية.

يرى المجتمعون أن عمليات التهويد التي تقوم بها إسرائيل في القدس الشريف تستدعي قيام الدول العربية بشكل خاص بتحمل مسؤولياتها القومية لإِنقاذ القدس الشريف واتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة هذا التحدي.

كما ولاحظ المجتمعون بقلق شديد عودة الحديث عن التفوق العسكري النوعي لإِسرائيل الأمر الذي يتناقض كلياً مع أسس عملية السلام ويثير تساؤلات مشروعة حول دور الولايات المتحدة كوسيط نزيه ويمس مصداقيتها ويشجع إسرائيل على مواصلة احتلالها للأراضي العربية ورفضها الالتزام بمبادئ وأهداف السلام.

وبناء على ذلك كله يدعو المجتمعون راعيي المؤتمر إلى الالتزام بدورهما الأساسي كقوة دافعة ووسيط نزيه في عملية السلام، وذلك حرصاً من المجتمعين على تمسكهم بعملية السلام ومنعها من الانهيار.

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 21/8/1992. وقد تلا البيان وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع.