وثائق مفاوضات السلام الاقتراح الإسرائيلي بشأن إجراء انتخابات بلدية في الأراضي المحتلة
النص الكامل: 

إلى: الدكتور حيدر عبد الشافي، رئيس الجانب الفلسطيني في الوفد الأردني ـ الفلسطيني المشترك.

من: السفير إلياكيم روبنشتاين، رئيس الوفد الإسرائيلي.

أكتب لكم من أجل محاولة إدارة جولتنا، التي بدأت الآن، في أفضل طريقة ممكنة، وفي أكثر جو عقلاني، بالرغم من الهوات الواضحة بين مواقفنا. وكما تذكر، لم يكن هناك أي طريقة يمكن أن نقبل بها وعلى أي أساس تصوركم الموسع، الذي كان سيمنع أي خيار حول الوضع النهائي غير الدولة الفلسطينية.

ويمكن أن تذكر، أنه عندما غادرنا في مارس ـ آذار اقترحنا محاولة العمل على وضع جدول أعمال مشترك، نحاول من خلاله خلق إطار لاستمرار عملنا حول الجوهر، وقدمنا مسودة غير رسمية لجدول أعمال مشترك، واقترحنا إنشاء لجنة مشتركة لمعالجة جدول الأعمال، وكنا نأمل أنه يمكن تحقيق ذلك خلال الفاصل بين الجولات (وهذا كان أحد أسباب اتصالي بك في مارس ـ آذار، بالإضافة إلى تمنياتي لك بمناسبة الأعياد)، وبما أن ذلك لم يتم، فإننا نرغب بأن نحثكم بأن تعملوا معنا على وضع جدول الأعمال، مع التركيز على تلك البنود في الجدول التي يجب أن نتفاوض بشأنها على أي حال، بغض النظر عن الهوة العامة بين مواقفنا، إن محاور مسؤولية "تدابير الحكم الذاتي المؤقتة" هي من بين هذه البنود.

وفي هذا المجال أود أن نقدم لكم بعض المحاور المحددة في جدول أعمال المقترحات، من خلال الخبراء والأوراق غير الرسمية المرفقة بها.

وفي ما يتعلق بآليات "تدابير الحكم الذاتي المؤقتة" سألتمونا عن انتخابات، موقفنا الأساسي من الانتخابات، وهو من الطبيعي إيجابي، نابع من كوننا دولة ديمقراطية. ولكن أي انتخابات يجب أن تكون عملية ديمقراطية، وخالية من العنف والتهديدات، لأنها ستكون في هذه الحالة تمثيلية تخديرية بدلاً من انتخابات حقيقية. ولا داعي لشرح سبب ضرورة هذا التوضيح، في ضوء الضغوط في الأراضي من قبل المتطرفين من كل نوع، الأصوليين وغيرهم، والاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين، وعلينا أن نواصل مناقشة الآليات خلال اتفاقنا على جدول الأعمال، وفي هذا السياق، ونظراً لتشجيعنا من تعابير الدعم للانتخابات البلدية في الأراضي، فإننا نعتقد أن مثل هذه الانتخابات، في مناطق ووفقاً لجدول زمني يتفق عليه ويقدم لاحقاً، يمكن أن تساهم في تحسين الجو، ويمكن أن تخدم كمرحلة تجريبية: سوف تساعد على تقييم الوضع، وتحضير الأرضية للخطوات والمراحل المقبلة.

وأخيراً، فإننا نود أن نناقش معكم الاحتمالات الإضافية لتحسين الجو أكثر في علاقاتنا على المستوى العملي، من خلال العمل سوياً في أحد المجالات على الأقل، التي يمكن أن يديرها الفلسطينيون قريباً، وحتى قبل إنهاء مفاوضاتنا، أي مجال الخدمات الصحية المحلية، بدءاً من المستشفيات، والتي يمكن أخذها في الاعتبار في هذا الإطار، وأيضاً من الناحية التجريبية.

ربما كانت لدينا بعض الأفكار الإضافية حول التحسين الممكن للجو في الأراضي، والتي يمكن أن نناقشها معكم.

كل ما ورد أعلاه كما نأمل يمكن أن يقدم بعض الأبعاد الجديدة لعملنا، ودفع العملية التي بدأناها، وبشكل عام، ومع الأمل بأن الجولة المقبلة سوف تستخدم بشكل مناسب لمداولات جدية، فإننا نعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن نجعلها مفيدة.

 شكراً

إلياكيم روبنشتاين

 

المصدر: "السفير" (بيروت)، 30/4/1992. الوثيقة أعلاه ترجمة حرفية للرسالة التي كُتبت باللغة الإنكليزية، والتي سلمها رئيس الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين، إلياكيم روبنشتاين، إلى رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي، في مستهل الجولة الخامسة من المفاوضات الثنائية في واشنطن بتاريخ 27  نيسان/ أبريل 1992.