يتضمن هذا الملف مقابلة مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان عبد الله شلّح تحدث فيها عن تاريخ الحركة ونشأتها، والعلاقة مع حركة الإخوان المسلمين، وحركة حماس. إضافة إلى موقف الحركة من عملية التسوية وتحرير فلسطيني والكفاح المسلح والموقف من منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
مرت حركة الجهاد الإسلامي، منذ بداية نشوئها، بأطوار متعددة يتحدث عنها الأمين العام للحركة في هذا الملف. لكنها تميزت، على امتداد هذه الأطوار، بحيوية فكرية لافتة تجسدت، أو ما تجسدت، في حال الثنائية المصطنعة ما بين الديني والوطني، وفي مقولة "مركزية فلسطين في المشروع الإسلامي المعاصر". وإلى جانب مثل هذه الأطروحات التي بلورها، في الدرجة الأولى، المؤسس والشهيد فتحي الشقاقي، تميزت الحركة بدينامية جهادية واضحة، بدأت بعمليات المجموعات المقاتلة في أواسط الثمانينات، وتطورت فيما بعد إلى معارك مواجهة مع قوات الاحتلال، وإلى عمليات استشهادية في قلب فلسطين المحتلة. ويظل السؤال قائماً: هل سيكون في إمكان الحركة أن تستعيد هذه الدينامية وتلك الحيوية؟
هذا الملف محاولة للتعرف أكثر على تاريخ تطور هذه الحركة ومنطلقاتها الفكرية ومواقفها السياسية وبنيتها التنظيمية، وذلك من خلال مصادرها بالذات. ويشتمل الملف على مقابلة مطوّلة أجريناها مع الأمين العام للحركة، الدكتور رمضان عبد الله شلّح، يعرض فيها ظروف نشأة "الجهاد" وتطورها؛ واقع العلاقة بالحركة الإسلامية الأُخرى (حماس) وآفاق هذه العلاقة؛ مصادر التمويل والعلاقة بإيران؛ الموقف من التسوية السلمية والكفاح المسلح؛ وكذلك مواقف الحركة من التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، بما فيها المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق في 12 و13 كانون الأول/ ديسمبر 1998.
أمّا الجزء الثاني من الملف فيحتوي وثائق أساسية مختارة من أدبيات الحركة، غير معروفة على نطاق واسع. وهذه الوثائق هي: أول بيان أصدرته الحركة في مستهل الانتفاضة (11/12/1987)؛ موقف الحركة النظري من مسألة الدولة الفلسطينية؛ مركزية القضية الفلسطينية في فكر الحركة الإسلامية وممارستها؛ مقتطفات من النظام الأساسي للحركة الذي أقره مؤتمرها العام الأول سنة 1992.