المؤلف هو أحد أبناء مدينة اللد، وكان شاهداً على سقوط المدينة سنة 1948 واستمر في العيش فيها تحت الاحتلال. وهذا الكتاب يجمع طريقتين في السرد: المذكرات والتأريخ. لهذا جاء هذا العمل ممتعاً ومفيداً في آن واحد؛ فهو يروي، باقتضاب، التاريخ القديم لمدينة اللد كتمهيد أولي قبل الانتقال إلى سرد الوقائع التي عصفت بهذه المدينة فور وقوعها في عهد الانتداب البريطاني. ويتحدث الكاتب عن الحياة العامة في المدينة، وعن أسواقها ومواصلاتها وأحيائها وأعلامها المشهورين، ثم ينتقل إلى الكلام عن المدينة بعد قرار التقسيم سنة 1947 ليستفيض في الحديث عن المعارك التي دارت بين العرب والقوات الصهيونية عشية سقوط المدينة سنة 1948 الذي أدى إلى طرد أبنائها إلى الضفة الغربية. ويفرد الكاتب فصلاً طويلاً من كتابه للحديث عن الحياة اليومية في اللد بعد الاحتلال، وعن صراع الناس للبقاء في أرضهم بعدما تحولت المدينة من مدينة عربية إلى مدينة إسرائيلية.
ويتناول الكتاب، بالتفصيل، عمليات الاعتقال والطرد ومصادرة الأراضي وهدم أحياء البلدة القديمة والأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأقلية العربية. وربما كان هذا الفصل أكثر فصول الكتاب إمتاعاً وإثارة للمشاعر.
وفي الكتاب مسرد يحتوي أسماء 203 عائلات عاشت في اللد منذ زمن طويل، فضلاً عن بعض العائلات الكبيرة التي كان لها شأن في تاريخ المدينة. ويتضمن الكتاب أيضاً ملحقاً بمقامات الأولياء في اللد.