"إن أحد الأخطاء التي يرتكبها بعض المحللين السياسيين هو الاعتقاد أن أعداءهم يجب أن يكونوا أعداءنا. وهذا ما لا نستطيع أن نفعله ولن نفعله أبداً. ان لدينا نضالنا الخاص بنا الذي نخوضه. ونحن شاكرون للعالم دعمه لنضالنا، لكننا منظمة مستقلة لها سياستها الخاصة بها.... وان موقفنا من أي بلد يحدده موقف هذا البلد من نضالنا. وياسر عرفات والعقيد القذافي وفيديل كاسترو يؤيدون نضالنا تأييداً كلياً. ولا يوجد أي سبب، مهما يكن، حتى نتردد في تحية التزامهم حقوق الإنسان المُطالب بها في جنوب افريقيا. إن موقفنا يقوم فقط على أساس حقيقة أنهم يدعمون النضال ضد التمييز العنصري دعماً كلياً. إنهم لا يدعمونه قولاً فقط، بل يضعون الموارد في تصرفنا حتى نكسب النضال."
"أولاً، نحن حركة تحرير منخرطة انخراطاً كلياً في نضال لتحرير شعبنا من أحد أسوأ الأنظمة الاستبدادية العنصرية التي شهدها العالم. ولا وقت لدينا لننظر في الشؤون الداخلية لدول أخرى. ومن غير المعقول لأي كان أن يعتقد أن هذا هو دورنا.... إننا نتماثل مع م. ت. ف. لأنها، مثلنا، تقاتل من أجل حق تقرير المصير. لكنني أود أن أضيف، فأقول ان دعم ياسر عرفات في نضاله لا يعني أن "المؤتمر الوطني الافريقي" (ANC) قد شكك يوماً في حق إسرائيل في الوجود كدولة من الناحية الشرعية. لقد وقفنا علانية وبحزم إلى جانب حق هذه الدولة في الوجود ضمن حدود آمنة.... إننا لا نقصد أن لإسرائيل الحق في أن تعاود الاستيلاء على أراض احتلتها من العالم العربي، مثل قطاع غزة، ومرتفعات الجولان، والضفة الغربية. إننا لا نوافق على ذلك. هذه الأراضي يجب أن تعاد إلى الشعب العربي."
".... عندنا يهود في منظمتنا. وفي الواقع، لم يسمح لنا السيد القذافي بفتح مكاتبنا في ليبيا بالضبط لأنه كانت لنا الشجاعة لنقول له 'إننا نعمل مع يهود في منظمتنا'. ولم يسمح بفتح مكتب لنا إلا في شباط/ فبراير من هذه السنة، عندما اضطر إلى قبولنا على ما نحن عليه. إننا غير مستعدين لأن يتحكم أحد فينا أو يسيطر علينا....".
"إن إحدى المشكلات التي نواجهها في العالم اليوم هي أناس لا ينظرون إلى المشكلات بموضوعية وإنما من وجهة نظر مصالحهم الخاصة.... وأحد أفضل الأمثلة لذلك هو الاعتقاد أننا يجب أن ندين ياسر عرفات لأنه يقود نضالاً ضد دولة إسرائيل. لا نستطيع أن نفعل ذلك....".
".... إنني أقول أنه سيكون خطأ فادحاً لو فكرنا في موقفنا تجاه ياسر عرفات على أساس مصالح الجالية اليهودية. إننا نتعاطف مع نضالات الشعب اليهودي واضطهاده عبر السنين. ولقد تأثرنا كثيراً، في الواقع، بانعدام العنصرية في وسط الجوالي اليهودية. وفي بلدنا، في أثناء المحاكمات السياسية التي أُجريت، وعندما كان عدد قليل من المحامين مستعداً للدفاع عنا، كان المحامون اليهود هم الذين تقدموا للدفاع عنا."
".... أنا محام بالمهنة، وقد تدربت لأصبح محامياً في مكتب يهودي في وقت كانت قلة من المكاتب مستعدة لرعاية السود. وكما سبق أن قلت، عندنا العديد من اليهود، من أفراد الجالية اليهودية، يشترك معنا في النضال. وقد شغلوا أرفع المناصب. هذا لا يستتبع ان نقول ان أعداء إسرائيل هم أعداؤنا. إننا نرفض أخذ هذا الموقف. تستطيع أن تسمي ذلك مسألة لاسياسية أو مسألة خلقية. ومَنْ يغير مبادئه بحسب الجهة التي يتعامل معها، لا يكون ذلك الإنسان القادر على قيادة أمة."
المصدر: مقتطفات من مقابلة مع مانديلا أجراها تيد كوبيل لشبكة التلفزة ABC في 21/6/1990.