"تقرير كوهين" عن إسرائيل والفلسطينيين
كلمات مفتاحية: 
اليهود الأميركيون
استفتاءات الرأي
النزاع العربي - الإسرائيلي
إسرائيل
سياسة إسرائيل في الشرق الأوسط
نبذة مختصرة: 

يتضمّن هذا التقرير تلخيص ليونارد فاين، العالم العامل في مركز العمل الديني في واشنطن، للدراسة التي أجراها ستيفن م. كوهين، في تشرين الأول/أكتوبر 1989، على آراء القادة اليهود الأميركيين في الصراع العربي - الإسرائيلي.  تستند نتائج دراسة كوهين إلى مجموعة أسئلة إستطلاعيّة أجاب عنها 800 من قادة الجالية الإسرائيلية من سائر أرجاء الولايات المتحدة. فتظهر دراسته التباين الجوهري في آراء الجماعة المستطلعة حول بعض المواضيع كما تظهر بالمقابل استعداد هذه الجماعة للإعتراض على السياسة الإسرائيلية الحاضرة وتمييز قيادات الجالية الإسرائيلية بين دعم إسرائيل وتأييد سياسات الحكومة الإسرائيلية.

النص الكامل: 

ندرج أدناه تلخيص ليونارد فاين، العالم العامل في مركز العمل الديني في واشنطن، للدراسة التي أجراها الأستاذ ستيفن م. كوهين، في تشرين الأول/ أكتوبر ١٩٨٩ ،على آراء قادة اليهود الأميركيين في الصراع العربي – الإسرائيلي .

 

إن قيادات التيار السائد في الجالية اليهودية الأميركية المنظّمة، مع بقائها على إخلاصها العميق لسلامة إسرائيل ورفاهة عيشها، تقف على النقيض التام من سياسات الحكومة الإسرائيلية القائمة. وهي تميِّز تمييزاً تاماً بين دعم إسرائيل وتأييد سياسات الحكومة الإسرائيلية.

وهذا هو أهم ما كشفت عنه دراسة حديثة لآراء تلك القيادات موَّلها معهد إسرائيل – الشتات في جامعة تل أبيب وأجراها الأستاذ ستيفن م. كوهين من جامعة كوينز كوليدج.

تستند نتائج دراسة كوهين إلى مجموعة أسئلة استطلاعية أجاب عنها 800 من قادة الجالية – حاخامون، قادة محترفون وعلمانيون لبعض المؤسسات الإنسانية والدينية والعلاقات العامة – من سائر أرجاء الولايات المتحدة (عن تفاصيل العيِّنة المدروسة، أنظر الملحق المرفق).

هناك، طبعاً، تباين جوهري في الآراء داخل الجماعة. غير أن إجماعهم على الأسئلة الأساسية أدعى إلى الاهتمام، ومثله استعداد المستطلعين للاعتراض على السياسة – الإسرائيلية الحاضرة.

"أرض في مقابل سلام"

  • 76% يوافقون على أنه "ينبغي لإسرائيل أن تقدم للعرب تنازلات إقليمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في مقابل ضمانات سلام صادقة"؛ 16% فحسب يعارضون.
  • 67% يعتقدون أن "السيادة العربية في الأراضي المحتلة، المشفوعة بتعديلات لحدود ما قبل 1967 بما يوافق إسرائيل"، أمران جوهريان أو مرغوب فيهما في التسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين؛ 20% فقط يعتقدون أن ذلك غير مرغوب فيه أو غير مقبول.

المستعمرات

  • 78% يعتقدون أن على إسرائيل ألا توسع مستعمراتها في يهودا والسامرة؛ 12% فقط يخالفون في هذا.

الدولة الفلسطينية

  • 59% يعتقدون "أن على إسرائيل أن تقدم للفلسطينيين فرصة إقامة دولة مجردة من السلاح في مهلة 15 سنة، وبعد فترة من بناء الثقة التدريجية المتبادلة بين الطرفين"؛ 18% فقط يخالفون.
  • 64% يعتقدون أن الأولى بإسرائيل ألاّ تعلن "معارضتها الثابتة" لأي "شكل من أشكال الدولة الفلسطينية"؛ 25% يخالفون.

القلق إزاء الوضع القائم

تشير الإجابات إلى قلق بالغ من جرّاء الوضع السائد الآن:

  • 77% قد انتقدوا، في كلامهم مع أعضاء أسرهم أو أصدقائهم المقربين، طريقة إسرائيل في معالجة الانتفاضة الفلسطينية.
  • 68% يعتقدون أنه "ما لم ير الفلسطينيون بعض التقدم في اتجاه إقامة دولتهم، فالأرجح أنهم سيستمرون في الانتفاضة أعواماً أخرى"؛ 18% يخالفون.
  • 67% يعتقدون أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع سيعمل على تآكل طابع إسرائيل الديمقراطي والإنساني"؛ 29% يخالفون.

الفلسطينيون ومنظمة التحرير الفلسطينية

لئن قبلت منظمة التحرير الاعتراف بإسرائيل وتخلت عن الإرهاب، فعلى إسرائيل أن تفاوضها. هذا رأي 73% من القيادات. لكن من الواضح أن نفرا يرى المنظمة لم تلبّ هذه الشروط حتى الآن. ولذلك فهو يميّز بين المنظمة والفلسطينيين.

  • 77% يخالفون القول إن "الفلسطينيين شعب عنيف بطبعه"؛ 13% يوافقون.
  • 58% يرفضون القول "إنك لن تستطيع الوثوق أبداً بأن العرب سيعقدون سلاماً حقيقياً مع إسرائيل"؛ 33% يوافقون على هذا القول.

لكن ما إن تدخل منظمة التحرير في الموضوع حتى تتحوَّل الأجوبة في اتجاه مغاير:

  • 57% يعتقدون أن من المرغوب فيه (أو من الجوهري) إقصاء "منظمة التحرير عن حكم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"؛ 35% يعتقدون أن هذا الإقصاء غير مرغوب فيه، أو غير مقبول.
  • 42% يعتقدون أن منظمة التحرير مستعدة للقبول بتسوية تنشىء دولة فلسطينية في الضفة والقطاع؛ 42% لا يعتقدون ذلك.
  • 78% يرون أن "المنظمة مصممة على تدمير إسرائيل"؛ 10% فقط يخالفون.

والأجوبة تدل في الجملة على استعداد واضح للاستجابة للمطاليب الفلسطينية، حتى حد القبول بالنظر الجدي في إمكان إنشاء دولة فلسطينية، وعلى إحجام واضح عن النظر إلى منظمة التحرير باعتبارها ممثلاً مسؤولاً وصادقاً لهذه المطاليب، أو قائداً لتلك الدولة. ببساطة، ما زال على المنظمة أن تقنع هؤلاء القياديين بأن انعطافها "الحمائمي" الحديث انعطاف أصيل. أما إذا اعتبر انعطاف المنظمة الظاهر  نحو الاعتدال ذا مصداقية أكبر فإن

  • 73% يعتقدون أن على إسرائيل أن تفاوض منظمة التحرير إذا ما اعترفت المنظمة بإسرائيل وأقلعت عن الإرهاب؛ 20% فقط لا يعتقدون ذلك.

مخاوف إسرائيل الأمنية

ثمة ما يقارب الإجماع بين المجيبين على أنه لا بد لأي كيان فلسطيني من أن يكون مجرداً من السلاح. وثمة توافق مماثل على ضرورة كون الترتيبات الأمنية متطورة جداً بحيث تشمل، فيما تشمل، الاحتفاظ بالمستعمرات اليهودية المعتبرة مهمة بالنسبة إلى أمن إسرائيل، وتنازل الفلسطينيين عن حق اللاجئين في العودة إلى مناطق تقع داخل حدود ما قبل 1967، وقدرة الجيش الإسرائيلي على نشر القوات أو المعدات في الأراضي المحتلة وقتما يرى ذلك. فإن لُبّيت هذه المستلزمات (وغيرها فيما يُعتقد) فثمة استعداد واضح للنظر في حل تفاوضي للصراع ينطوي على بسط السيادة الفلسطينية على الأراضي [المحتلة].

ويصدر هذا الاستعداد عن الواقعية والإنصاف:

  • 51% (أي 68% ممن لهم آراء في هذا الشأن) يوافقون على القول التنبُّئي بأن "ستكون ثمة دولة فلسطينية، إن عاجلاً أو آجلاً، في الضفة والقطاع"؛ 22% يخالفون.
  • 53% (أي 60% ممن لهم آراء في هذا الشأن) يقبلون القول المعياري بأن للفلسطينيين "الحق في وطن لهم في الضفة والقطاع ما دام لا يشكل تهديداً لإسرائيل"؛ 35% يخالفون.

الإخلاص لإسرائيل

إن هذه العيِّنة القيادية شديدة التعلُّق بإسرائيل. فأكثر من نصفها قد فكر في العيش هناك؛ والجميع، تقريباً (89%)، يرفضون فكرة أن يقطع الكونغرس المساعدات الأميركية عن إسرائيل؛ 77% يعدون أنفسهم صهيونيين؛ 84% قد زاروا إسرائيل ثلاث مرات أو أكثر؛ 41% قد زاروها في السنة المنصرمة. وفي كل مؤشر من مؤشرات الالتزام تجاه إسرائيل، كما في كل مؤشر على الالتزام اليهودي الام، تأتي العيِّنة في مرتبة أعلى كثيراً من مراتب عينات اليهود الأميركيين العامة. وجملة القول إن ثمة لا بيِّنة، مهما تكن، على "التراخي" في تأييد إسرائيل أو على التباعد عنها.

القادة وأتباعهم

هل ثمة من فارق مهم بين آراء القيادات اليهودية الأميركية وبين اليهود الأميركيين إجمالاً، في شأن النزاع في الشرق الأوسط؟ إن البيِّنات المتوفرة، من جملة دراسات أخرى، غير قاطعة؛ فبعض الدراسات يوحي بوجود انسجام كبير، بينما تذهب دراسات أخرى إلى أن القيادات أقرب بشكل ظاهر إلى الحمائم من عامة الجالية اليهودية. وإذا افترضنا أن الأمر كما تدعي الأخيرة، فمن الجائز تفسير الفارق بطريقتين. ثمة، أولاً، إمكان التخلُّف الزماني. فالقادة يفترض فيهم عادة أن يكونوا متقدمين على من ينقادون لهم، ويجوز لنا أن نفترض أن آراءهم سوف يشيع قبولها أكثر مع مرور الزمن. ثانياً، إن القادة أوسع انخراطاً وعلماً بمجريات الأمور في إسرائيل، ولا سيما أنهم أدنة إلى الاتصال، أو حتى الاتصال الموسَّع بنماذج متباينة جداً من الإسرائيليين، وفيهم بعض الشخصيات البارزة الذين يخالفون بشدة سياسات الحكومة الإسرائيلية. وإذا ما أُخذت بعين الاعتبار أيضاً طبيعة التزامهم تجاه إسرائيل، فهم أبعد من عامة اليهود عن النظرة الساذجة إلى قادة إسرائيل السياسيين وكأنهم وكلاء عن الأمة الإسرائيلية.

شرعية النقاش

أخيراً يقبل قادة منظمات التيار السائد هؤلاء بشرعية المناقشة النقدية لسياسات الحكومة الإسرائيلية.

  • 51% لا يوافقون على القول إن نقد إسرائيل علناً "يضعف قدرة المنظمات اليهودية الأميركية على الدفاع عن إسرائيل"؛ 43% يظنون أنه يضعفها. إلا أن هؤلاء ربما كانوا يفكرون في دقائق السلوك التنظيمي، لأن
  • 75% من أفراد العيِّنة يرون أن انتقادات كهذه لا "تهدِّد بقاء إسرائيل" (21% فقط يعتقدون أنها تفعل)، ولأن
  • 79% يرفضون فكرة أن "على اليهود الأميركيين أن يؤيدوا تأييداً تاماً أية حكومة تقوم في إسرائيل وكذلك سياساتها"، بينما 17% فقط يوافقون على هذه الفكرة، و
  • 82% يوافقون على أن "لليهود الذين ينتقدون إسرائيل بشدة الحق، مع ذلك، في أن يتكلموا في الكُنُس وفي مراكز الجالية اليهودية" (14% يخالفون).
  • 64% يذهبون إلى حد القول إن "من شأن اليهود الأميركيين أن يكونوا أفعل في دفع العلاقات الأميركية – الإسرائيلية قُدُماً، إذا بدوا في موقف النقد من إسرائيل بدلاً من أن يبدوا دائماً إنهم يمحضون الزعماء الإسرائيليين تأييدهم غير المشروط"؛ 29% يخالفون.

خاتمة

إن هذه النتائج عن آراء القيادات اليهودية الأميركية ومعتقداتها تُباين مباينة كبيرة ما هو متعارف بشأن هذا الموضوع. فمن ناحية، لا توجد أية بيِّنة على أن ثمة في داخل هذا القطاع من اليهود الأميركيين أي اغتراب حاد أو حتى أي ابتعاد عن إسرائيل. ومن ناحية أخرى، ثمة مخالفة واضحة وشديدة لسياسة إسرائيل. والظاهر، إذاً، أن قيادات الجالية قد وُفِّقت في التمييز بين دعم إسرائيل وتأييد سياسات الحكومة الإسرائيلية؛ فهي تؤمن بأن دعم إسرائيل لا ينطوي بالضرورة على تبني سياسات حكومتها، وأن مخالفة هذه السياسات لا تنطوي على التقليل من دعم الأمة.

 الملحق: العيِّنة

الوصف الكامل لمنهجية الدراسة، بما في ذلك معايير اختيار العيِّنة ومدى تمثيليتها، موجود في تقرير الدراسة نفسها، الذي يمكن طلبه من* 

والمجيبون هم من أكابر أصحاب المهن أو من أكابر القادة العلمانيين للمنظمات التالية (الأرقام المحاطة بهلالين تشير إلى النسبة المئوية لكل المجيبين من كل منظمة): الكونغرس اليهودي الأميركي (3%)، اللجنة اليهودية الأميركية (9%)، عصبة مناهضة الافتراء التابعة لبني بريت (7%)، جمعية دراسات إسرائيل (7%)، المؤتمر المركزي للحاخامين الأميركيين (إصلاحيون) (3%)، مجلس الاتحادات اليهودية والاتحادات المحلية (31 %)، المجلس الاستشاري لعلاقات الطائفة اليهودية القومية والمجالس المحلية لعلاقات الطائفة اليهودية (12 %)، الجمعية العمومية الحاخامية (محافظون) (3 %)، مجلس أميركا الحاخامي (مستقيمو الرأي) (5 %)، كنيس أميركا الموحد (محافظون) (7 %)، اتحاد التجمعات العبرانية الأميركية (إصلاحيون) (6 %)، اتحاد تجمعات اليهود المستقيمي الرأي في أميركا (4 %)، غير ذلك (3 %).

أرسل بالبريد ما مجموعه 1390 استمارة أسئلة وذلك خلال شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 1989؛ وقد أعيد منها 780 استمارة كاملة الأجوبة.

ويختتم الأستاذ كوهين تعليقاته على منهجية البحث بالقول "إن الاستجابة بنسبة 56% على استطلاع بريدي لهي نسبة استثنائية جداً في أمثال هذه الاستطلاعات"، وتشير أيضاً إلى أن من الممكن جداً أن تكون آراء "غير المستجيبين تشابه في مجملها آراء أكثرية المجيبين." ولذلك، فإن هذه النتائج لا توفر لنا أكمل دراسة لمواقف القيادات حتى الآن فحسب، بل هي مجموعة من النتائج يستحق وصفها الدقيق لهذه المواقف أن نثق به ثقة كبيرة.

 

*   غير مذكور في الأصل. (المحرر)