رسالة من مجلس الشيوخ تحث على عدم تقديم تنازلات لمنظمة التحرير الفلسطينية، 21 أيلول/سبتمبر 1989
النص الكامل: 

[وجه 68 عضواً في مجلس الشيوخ إلى وزير الخارجية، جيمس بيكر، رسالة مؤرخة في 21 أيلول/سبتمبر 1989، يظهرون فيها معارضتهم «قيام الولايات المتحدة بخطوات يمكن أن تبدو بصورة عامة مكافأة لمنظمة التحرير الفلسطينية في هذا الوقت.» وأكدت الرسالة أن هذا «ليس هو وقت تقديم تنازلات أو مكافآت غير مستحقّة، مثل عكس السياسة الحالية التي تمنع إصدار تأشيرة لعرفات من أجل دخول الولايات المتحدة، أو رفع الحوار مع منظمة التحرير إلى مستويات أعلى.» وفيما يلي نص الرسالة التي وزعها السناتور كوني ماك (من الحزب الجمهوري – فلوريدا)، مع قائمة بأسماء من وقعها من أعضاء مجلس الشيوخ.]

الوزير بيكر العزيز:

مما يقلقنا أنه منذ التصريحات المشجعة التي أطلقها ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، في كانون الأول/ديسمبر 1988 اتخذ عرفات وم. ت. ف. خطوات تلغي فعلياً تلك التصريحات وتقوض بصورة مباشرة فرص تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط. ونحن نعارض قيام الولايات المتحدة بأية خطوات يمكن أن تبدو، بصورة عامة، أنها تكافئ منظمة التحرير في هذا الوقت.

في كانون الأول/ديسمبر الماضي التزم عرفات، نيابة عن م. ت. ف. كما يبدو، الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ الإرهاب وقبول قراري الأمم المتحدة 242 و 338. وبناء على تلك الالتزامات، وعلى الرغم من معارضة أقوى حليفة لنا في المنطقة وهي إسرائيل، بدأت الولايات المتحدة «حواراً جوهرياً» مع م. ت. ف. وبذلك وضع جانباً، في الواقع، ذلك السجل الدموي الماضي لإرهاب م. ت. ف. ضد الأميركيين وغيرهم على أمل أن يؤدي الحوار إلى تحوّل م. ت. ف. وإلى مكاسب مهمة في عملية السلام.

وخلال الأشهر التسعة، الماضية، اتخذت م. ت. ف. عدداً من الخطوات التي تقوض بشدة الآمال بالسلام في المنطقة:

التغاضي عن الإرهاب: عبر عرفات والمنظمة عن تفهم وتعاطف مع الإرهابي الذي خرج بحافلة الركاب عن الطريق في إسرائيل خلال شهر تموز/يوليو، وقتل بذلك ستة عشر شخصاً. ولم تصدر عن عرفات إدانة لتسلل المسلحين من لبنان والأردن إلى إسرائيل. ثم ان «التوجيهات» التي أصدرتها م. ت. ف. شجعت استخدام زجاجات مولوتوف قاتلة من النوع الذي استخدم في هجوم على حافلة ركاب وأخرق حتى الموت امرأة إسرائيلية وأطفالها الثلاثة.

إرهاب الفلسطينيين: قامت م. ت. ف. بتشجيع قتل كثيرين من الفلسطينيين الذين زُعم أنهم «متعاونون» مع إسرائيل، بمن فيهم شخص كانت صلته الوحيدة بإسرائيل حيازته بطاقة هوية.

معارضة الحوار: دعا عرفات وم. ت. ف. إلى وقف الاجتماعات بين فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة وبين رئيس وزراء إسرائيل شمير ومسؤولين إسرائيليين آخرين. إن معارضة م. ت. ف. لاجتماعات من هذا القبيل تقوض بصورة مباشرة الجهود الأميركية – التي تلقى دعماً قوياً في الكونغرس – في سبيل التفاوض بشأن خطط للانتخابات في الضفة الغربية وغزة.

قرارات فتح: إن القرارات الأخيرة لفتح التي تشكل الجناح الرئيسي في المنظمة، دعت إلى تصعيد «الكفاح المسلح»، ووصفت إنشاء إسرائيل (التي قالت إنها «كيان صهيوني بربري») بأنه جريمة، ورفضت مبادرة شمير الخاصة بالسلام. وهذه القرارات تناقض التزامات عرفات في كانون الأول/ديسمبر.

يجب ألا يكون الحوار بين الولايات المتحدة وم. ت. ف. غاية في حد ذاته: ينبغي أن يكون حافزاً لا عائقاً للحوار بين إسرائيل وجيرانها العرب، والفلسطينيين.

فمنظمة التحرير، ببياناتها وأعمالها الأخيرة، تتبع نهجاً يتنافى مع عملية السلام. وعلى عرفات والمنظمة أن يعيدا، قولاً وعملاً، تأكيد البيانات التي صدرت قبل تسعة أشهر وتنفيذها. وكلما قطعت م. ت. ف. شوطاً أكبر في هذا الاتجاه استطاعت أن تتوقع المزيد من الولايات المتحدة وإسرائيل.

إننا نحيي الجهود المبذولة لإحراز تقدم في النزاع العربي – الإسرائيلي. إلا أننا نعتقد أن هذا هو الوقت الملائم لأن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على منظمة التحرير الفلسطينية للتحرك نحو السلام والابتعاد عن الإرهاب. وهذا ليس هو وقت تقديم التنازلات أو مكافآت غير مستحقّة، مثل عكس السياسة الحالية التي تمنع إصدار تأشيرة لعرفات من أجل دخول الولايات المتحدة أورفع الحوار مع منظمة التحرير إلى مستويات أعلى. ذلك بأن مكافأة المنظمة، في هذا الوقت، من شأنها أن تنسف عملية السلام، وأن تشكك في جدية السياسة الأميركية المناهضة للإرهاب، وأن تتعارض مع المصالح الأميركية، وتهدد أمن إسرائيل.

 إن اهتمامكم بهذه الآراء سيكون موضوع تقديرنا.