بيريتز. "لاجئو فلسطين وعملية سلام الشرق الأوسط" (بالإنكليزية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

لاجئو فلسطين وعملية سلام الشرق الأوسط

Palestine Refugees and the Middle East Peace Process

by Don Peretz. Washington, D.C.: United States Institute of Peace Press, 1993.

 

دون بيريتز أستاذ أميركي في العلوم السياسية، اشتغل أعواماً في قضايا الشرق الأوسط، وخصوصاً القضية الفلسطينية، ونشر الكثير من الكتب في هذا الحقل. يعالج بيريتز في كتابه الأخير قضية اللاجئين الفلسطينيين في إطار عملية السلام الجارية. وهو ينطلق من المعطيات نفسها التي تحكم عملية السلام الحالية، إذ يوضح أن الغرض من الدراسة ليس البحث في من تقع عليه مسؤولية خلق هذه المشكلة أساساً بل فحص المشكلة في ضوء الحقائق والمعطيات القائمة بهدف توضيح جوانب من شأنها تسهيل العثور على حل. ثم إن الغرض ليس هو في التقدم بحل فريد وجديد؛ فهناك الكثير من مشاريع الحل. مع ذلك، فإن أي مشروع من هذه المشاريع غير ممكن التطبيق في معزل عن حل شامل للصراع العربي – الإسرائيلي.

ويعبِّر بيريتز عن الرأي بأن حل مشكلة اللاجئين بصورة سوية أمر بعيد الاحتمال إلا في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الإقليمية، وذلك بسبب من التداخل الذي حدث بين القضيتين خلال الـ 45 عاماً الماضية. وانسجاماً مع هذا الرأي، يرى الكاتب أن البحث في التنمية الإقليمية لا بد من أن يأخذ قضية اللاجئين الفلسطينيين في عين الاعتبار.

إن الكتاب يقدم مادة أساسية تضع القراء – ولا سيما القارىء الغربي – في موقع الإلمام بخلفية المشكلة والوضع الحالي للاجئين – ظروف معيشتهم، وديموغرافيتهم، وتوزيعاتهم – وتطور هويتهم السياسية. ويعامل المؤلف مادته البحثية على نحو صارم لا يحتمل التأويل، معطياً لنفسه تقرير الخبير العارف من دون حاجة إلى إسناد من مرجع معين يستجيب لحيرة السائل في بعض الحالات.

يناقش بيريتز في الفصل الأخير من الكتاب سيناريوهات الحل بالنسبة إلى مستقبل اللاجئين الفلسطينيين، بين العودة أو التوطين والتعويض، عارضاً المصاعب القائمة أمام تطبيق هذه الحلول، من دون أن يبدي حماسة خاصة لأي منها. فهو يستبعد العودة إلى داخل "الخط الأخضر" بناء على اعتراضات إسرائيلية من دون أن يلقي بالشك في عدالة المطلب العربي في هذا الشأن. حق العودة إذاً سيكون مقصوراً عملياً على المناطق الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين، وهذا يعني الاصطدام بمعضلتين: القدرة الاقتصادية للكيان الفلسطيني على الاستيعاب، ومسألة التخلص من المستوطنات الإسرائيلية القائمة. ويلاحظ بيريتز أن المعضلة الأولى مرتبطة بقدرة الكيان الفلسطيني على إجراء تعديلات في الهيكل الاقتصادي والبنى التحتية تبعده عن التبعية لإسرائيل، وتلبي الحاجات الوطنية الفلسطينية. ويسجل مدى الأضرار التي لحقت باقتصاد الأراضي المحتلة خلال الأعوام الطويلة من الاحتلال. وهو يناقش بعض الخطط الطموحة والتقديرات المتفائلة لبعض الاقتصاديين الفلسطينيين، ويستبعد أية فرضة واقعية يمكن أن تستوعب عدداً من اللاجئين مع بقاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وفي مناقشته لباب التعويضات، يقدم بيريتز عرضاً مكثفاً على درجة كبيرة من الأهمية لوجهات النظر المختلفة في هذا الموضوع، والتفاوت الكبير في التقديرات وطرق حسابها، مسترشداً أحياناً بتجارب سابقة في الساحة الدولية.

ويختم بيريتز دراسته بفصل خاص عن مستقبل الأونروا، ملاحظاً خطط الوكالة الدولية في تحويل خدماتها للاجئين الفلسطينيين، بالتدريج، من الإغاثة إلى مشاريع التنمية والاعتماد على الذات. ويرى بيريتز أن نجاح الوكالة في هذا المسار سيتوقف، إلى حد بعيد، على القدرة الاقتصادية للكيان الفلسطيني على النمو، ونجاح التعاون الاقتصادي على المستوى الإقليمي.

إن بيريتز يقدم دراسة مهمة ومكثفة ومتماسكة التحليل تُعتبر، ولا شك، أحد المراجع الأساسية للبحث في موضوع اللاجئين الفلسطينيين في إطار السياسة الدولية.

السيرة الشخصية: 

عباس شبلاق: مسؤول الإعلام في مكتب جامعة الدول العربية في لندن.