ليس في التوظيف السياسي والاقتصادي لكرة القدم الذي نشهد تزايده اليوم، وفي الصراعات عليها وعبرها، ما هو جديد فعلاً. فاللعبة الأوسع شعبية في العالم تحولت منذ ثلاثينيات القرن الماضي وانطلاق مسابقات كأس العالم إلى ميدان تتداخل فيه المسائل الرياضية والسياسية والقومية، تماماً كما تداخلت ولا تزال مسائل طبقية وجهوية ومذهبية. على أن الجديد اليوم هو حجم الأموال المستثمرة في اللعبة وفي الحقل الإعلامي الإعلاني المرتبط بها، وبحث دول صغرى غنية ورجال أعمال دول كبرى أو صاعدة عن مشروعيات قد تتيحها لهم كرة القدم وحضورهم فيها للترويج لإنجازاتهم. هنا استعادة تاريخية لتطور مراحل ارتباط كرة القدم بقضايا تتخطى ميدانها، وعرض لبعض أوجه الاستثمار والصراع الذي يدور حولها، وخصوصاً المنافسة العربية الخليجية والحضور الكثيف منذ عقدين للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في بطولات أوروبا وأميركا اللاتينية، كما في أروقة ''الفيفا''.