تنطلق هذه الدراسة من افتراض أن الإسلام السياسي الذي تجسد في "جماعة الإخوان المسلمين" والتنظيمات التي تفرعت منها، قطع الصلة مع تيار الإصلاح الديني، وأجهض بالتالي وعود التغيير كلها التي حملها هذا التيار، وكان من العوامل التي تسببت بنكوص التنوير في الفكر العربي. ولتزكية هذا الافتراض، تبدأ هذه الدراسة بعرض الدور الذي أداه المصلحون الإسلاميون في التحديث الفكري، من خلال دعوتهم إلى إسلام عقلاني منفتح على العلم ومتوافق مع متطلبات الحداثة، ثم تتوقف عند تبلور أيديولوجيا الإسلام السياسي، وتنتهي، بعد أن تبيّن مخاطر الخطاب المتزمت واللاعقلاني الذي يوظف الدين في السياسة، إلى إبراز مواقف المصلحين الجدد، من باحثين وعلماء دين، الذين يؤكدون أن الإسلام ينسجم مع العلمانية والديمقراطية والعلم الحديث، ويدعون إلى إحياء الإصلاح الديني والتحرر من أسر فقه القرون الوسطى.
من الإصلاح الديني إلى الإسلام السياسي: هل شكّل الإسلام السياسي امتداداً للإصلاح الديني؟
القسم الرقمي:
كلمات مفتاحية:
الإصلاح الديني
الإسلام السياسي