برزت النروج على المسرح الدولي بصورة مفارقة خلال الفترة 1993 1994 ؛ الوجه الأول للصورة كان يتمثل في الاحتجاج الدولي على الصيد التجاري للحيتان، وذلك عبر لافتات مناهضة للنروج أمام العديد من سفاراتها حول العالم، وقد صُوّرت النروج في هذه الحملة الواسعة النطاق، على أنها الدولة المتوحشة التي تتجاهل الرأي العام العالمي، وتحديداً صوت الناشطين البيئيين. أمّا الوجه الآخر فكان يتعلق بكشف القناة النروجية السرية التي سعت لتحقيق تفاهم بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، في إطار دبلوماسية استثنائية من أجل السلام. المفارقة في هذه الصورة النروجية لها تاريخ طويل في الشؤون الخارجية للدولة، إذ كان هذا البلد الصغير يبدو في موقف الدفاع الشرعي عن مصالحه القومية في وجه الاحتجاج العالمي الأخلاقي، محاججاً بثبات أن الحيتان ليست في الواقع من الحيوانات المهددة بالانقراض. وكانت النروج، من الجهة الأُخرى، تُعتبر واحدة من القوى المتوسطة الكلاسيكية التي يمكن أن تساهم في تحسين أوضاع العالم بسبب مثاليتها وابتعادها عن أي سلوك عدواني.
عن عرفات والنروج وإسرائيل: ولادة "عملية أوسلو" وموتها
القسم الرقمي:
كلمات مفتاحية:
ياسر عرفات
النروج
اتفاق اوسلو 1993