تتمثل جذور الحزبية في التاريخ العربي في حزب القيس وحزب اليمن، وتعود إلى ما توارثه العرب منذ الجاهلية، فيرجع أصل عرب الشمال "القيس،" وعرب الجنوب "اليمن،" إلى جدّين مختلفين، وقد انقسمت تبعًا لذلك القبائل العربية في الجزيرة العربية، وقد جرت في ظل هذا الانقسام خصومات طويلة ومعارك طاحنة ومدمرة للذات في القرنين الأولين لتاريخ العرب والمسلمين، ثم فقدت هذه الظاهرة أهميتها السياسية والعسكرية لدى العرب بوجه عام، إلاّ في لبنان وفلسطين، حيث ظل التناقض بين القيس واليمن قائمًا حتى نهاية الحكم العثماني. ولقد علا هذا التحزب بين الفريقين فوق مختلف أشكال التكتل الاجتماعي، فقسمت هذه الحزبية الفلاحين، وسكان المدن، والبدو، والمسلمين والمسيحيين، والدروز أُفقيًا، وعبر المناطق والمواقع الجغرافية، بل إنها كانت تقسّم العشيرة الواحدة، وكل هذا خدمة لمصالح الزعماء المتنافسين وشيوخ القرى والنواحي وفقًا لعاداتهم وتقاليدهم.
القيس واليمن في فلسطين في القرن التاسع عشر في العهد العثماني
القسم الرقمي:
نبذة مختصرة: