![An Israeli tank blocks the path of a car carrying Dr. Alia Kattan and colleagues as they leave Gaza after their mission. Dr. Kattan says, "[During] our exit, we were held up by an Israeli tank pointing at us for three hours despite us being doctors working through the WHO." An Israeli tank blocks the path of a car carrying Dr. Alia Kattan and colleagues as they leave Gaza after their mission. Dr. Kattan says, "[During] our exit, we were held up by an Israeli tank pointing at us for three hours despite us being doctors working through the WHO."](https://www.palestine-studies.org/sites/default/files/styles/test_blog/public/images/blog/WhatsApp%20Image%202025-04-21%20at%201.49.27%20PM%20%282%29_0.jpeg?itok=PoQNcL78&c=aaeb9ab0a4a711306c047f753fd65d5d)
25/04/2025 إنكليزي

25/04/2025 عربي

23/04/2025 عربي

22/04/2025 إنكليزي

22/04/2025 عربي

18/04/2025 إنكليزي

17/04/2025 عربي

عندما تُغلق المعابر، تُغلق أبواب الحياة في قطاع غزة، فمنذ فرض الحصار عليها منذ أكثر من عشر سنوات، باتت المعابر الحدودية بمثابة شريان حياة يتوقف عليه مصير مليونَي إنسان يعيشون تحت أوضاع قهرية. ومع كل إغلاق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، تُسحب الأنفاس الأخيرة من سكان القطاع، فيواجهون نقصاً خانقاً في المواد الغذائية، والأدوية، والوقود، بالإضافة إلى شلل اقتصادي واجتماعي يطال أدق تفاصيل الحياة اليومية.
وبعد عام ونصف العام من إغلاق شبه كامل للمعابر عَقِبَ حرب الإبادة المدمرة، شعر سكان القطاع بالانفراج حين فُتحت المعابر وبدأت المساعدات والبضائع في الوصول، لكن هذا الانفراج سرعان ما تحول إلى خيبة أمل، إذ استمر الاحتلال في استخدام إغلاق المعابر كوسيلة للعقاب الجماعي، الأمر الذي عمّق الأزمة الإنسانية التي لم تفارق غزة يوماً، وقد بلغ الأمر ذروته بصورة خاصة مع دخول شهر رمضان.
الأثر الصحي لإغلاق المعابر
تسبب إغلاق المعابر بتفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة بصورة كبيرة؛ فالمستشفيات تعتمد بصورة أساسية على الإمدادات الواردة من الخارج، وقد وجدت نفسها عاجزة عن تلبية حاجات المرضى بسبب نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومرضى السرطان والفشل الكلوي هم الأكثر تأثراً مع تأجيل العلاجات الضرورية أو انقطاعها بالكامل، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالتهم الصحية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الوقود أدى إلى تعطل المولدات الكهربائية في المستشفيات، وهو ما أثر في تشغيل أجهزة حيوية كالتنفس الصناعي ومعدات العناية المركزة، والمرضى الذين كانوا في حاجة إلى العلاج خارج القطاع لم يتمكنوا من المغادرة بسبب القيود على حركة المرضى، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الحالات الحرجة.
وفي ظل هذه الأوضاع، كان العاملون في المجال الصحي يواجهون تحديات يومية لإنقاذ الأرواح بأدنى الإمكانات، وهو ما جعل العمل في المجال الصحي أكثر صعوبة وخطورة.
الأثر الاقتصادي:
أدى إغلاق المعابر في قطاع غزة إلى شلل اقتصادي شامل، إذ توقفت خطوط الإنتاج بسبب نقص المواد الخام، وهو ما أسفر عن إغلاق العديد من المصانع وتسريح آلاف العمال، الأمر الذي دفع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية، تجاوزت 90% في بعض التقديرات، تاركاً العائلات من دون دخل، ومعتمدين بصورة كبيرة على المساعدات الإنسانية المحدودة.
وقد ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة نتيجة نقص السلع الأساسية، وهو ما جعل القدرة الشرائية للسكان ضعيفة للغاية، وزاد من صعوبة تأمين حاجاتهم اليومية، وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي الهش، باتت الحياة في غزة تعتمد بصورة أساسية على المساعدات الإنسانية لتلبية الحاجات الأساسية، الأمر الذي يعكس أثر إغلاق المعابر كأداة لزيادة معاناة السكان وتهديد بقاء المجتمع بأكمله.
الأثر الاجتماعي والنفسي لإغلاق المعابر:
ساهم إغلاق المعابر بعد حرب الإبادة الجماعية على غزة في تفاقم الأزمات الاجتماعية والنفسية بين السكان بصورة كبيرة؛ فالقيود المستمرة على دخول المواد الأساسية، وحرمان السكان من حرّية الحركة، أثر في استقرار الحياة اليومية، وهو ما أنشأ حالة من التوتر والقلق المستمرَين. وكثير من العائلات واجهوا صعوبات غير مسبوقة في تأمين حاجاتهم الأساسية، وقد زاد هذا الأمر الضغوط داخل الأُسَرِ وأضعف الروابط الاجتماعية.
والأطفال هم الأكثر تأثراً نفسياً، إذ يعانون جرّاء اضطرابات القلق والخوف المستمرَين نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، وقد أشارت تقارير منظمات حقوق الإنسان إلى تصاعُد معدلات الاكتئاب بين السكان في قطاع غزة، وخصوصاً مع عدم وجود أفق لتحسن الوضع الإنساني في المستقبل القريب، كما أن العزلة التي فرضتها القيود على الحركة زادت من شعور السكان بالوحدة، إذ أصبح الاتصال مع العالم الخارجي شبه مستحيل.
الأثر التعليمي لإغلاق المعابر: أزمة جيل بأكمله
امتد إغلاق المعابر في قطاع غزة ليضرب جذور التعليم، وهو ما شكّل تهديداً مباشراً لمستقبل آلاف الأطفال والشباب. فخلال الحرب الأخيرة، تعرض أكثر من 200 مدرسة للقصف، ودُمر بعضها بالكامل، وحُول إلى أطلال غير صالحة لاستقبال الطلبة. أمّا المدارس التي نجت من القصف، فقد تحولت إلى ملاجئ للعائلات النازحة، وهو ما أعاق استئناف الدراسة بصورة طبيعية.
والقيود المفروضة على دخول الموارد التعليمية، كالكتب والمستلزمات المدرسية، إلى جانب نقص الكهرباء والوقود، كلها أمور جعلت من الصعب توفير بيئة تعليمية ملائمة؛ فتقليص ساعات الدراسة أو إلغاؤها أصبح واقعاً يومياً يفاقم من تدهور التحصيل الدراسي لدى الطلبة.
هذا فضلاً عن الأطفال الذين يعيشون تداعيات الحرب والنزوح، ويعانون جرّاء صدمات نفسية أثرت في قدرتهم على التركيز وسط محاولات ضعيفة لتعويض المفقود التعليمي. وفي الوقت نفسه، يواجه المعلمون تحديات غير مسبوقة لإعادة بناء العملية التعليمية في ظل غياب الموارد والدعم اللازمَين.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة من جانب المنظمات المحلية والدولية لتقديم الدعم التعليمي والتخفيف من حدة الأزمة، فإن تأثير إغلاق المعابر وتبعات الحرب يظل عقبة هائلة أمام حق الطلبة في التعليم، وهو ما يضع مستقبلهم على المحك.
الأثر السياسي لإغلاق المعابر: أداة للهيمنة والتفاوض
إن إغلاق المعابر ليس مجرد إجراء أمني، بل أيضاً أداة استراتيجية تُستخدم لتحقيق مكاسب سياسية متعددة؛ فداخلياً، يُمارَس الإغلاق كوسيلة للعقاب الجماعي، بهدف إضعاف الإدارة المحلية وزعزعة الاستقرار الاجتماعي.
وعلى الصعيد الإقليمي، فقد أصبح الإغلاق ورقة ضغط سياسية تُوظَّف في العلاقات مع الدول الوسيطة كمصر وقطر، إذ تتم الاستفادة من دور هذه الدول في فتح المعابر لتحقيق نوع من التهدئة الموقتة. كما يتم استغلال الأزمات الإنسانية الناتجة من الإغلاق للتأثير في المجتمع الدولي، بما يضمن تدفق المساعدات بصورة تخدم أولويات السياسة الإسرائيلية.
ولا تقتصر هذه السياسة على تعطيل الحياة اليومية للسكان، بل أيضاً تعمل على تقويض جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاعتماد على الدعم الخارجي، وهو ما يطيل أمد الأزمة الإنسانية والسياسية.
خطوة نحو كسر الحصار ومعالجة التداعيات
يجسد إغلاق المعابر في قطاع غزة معاناة يومية لسكان محاصَرين يواجهون أزمات متشابكة أثرت في حياتهم واقتصادهم ومستقبلهم. وتقع مسؤولية إنهاء هذه السياسة على عاتق المجتمع الدولي، لتخفيف الأعباء وفتح الطريق أمام القطاع لبدء رحلة طويلة نحو التعافي واستعادة بعض من مقومات الحياة الأساسية.
المصادر