
07/02/2025 عربي

06/02/2025 عربي

06/02/2025 عربي

05/02/2025 عربي
31/01/2025 عربي

29/01/2025 عربي

28/01/2025 عربي

نشرت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة، في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024، تقريراً اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد استهداف المرافق الصحية في قطاع غزة، واعتقال وقتل أفراد طواقمها الطبية، وأشار إلى أن إسرائيل "تنفذ سياسة منسقة لتدمير النظام الصحي في قطاع غزة كجزء من هجومها الأوسع على القطاع"، وأنها "ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، من خلال "هجمات متواصلة ومتعمدة ضد العاملين والمرافق الطبية"، داعياً الحكومة الإسرائيلة إلى "أن توقف فوراً تدميرها الوحشي وغير المسبوق للنظام الصحي في غزة" [1].
مستشفى كمال عدوان شاهد على الجرائم الإسرائيلية
ضمن برنامج "توثيق استهداف وتدمير القطاع الصحي في قطاع غزة"، الذي أعدّته مؤسسة الدراسات الفلسطينية، نُشر تقرير موسع عن مستشفى كمال عدوان ، ورد فيه أن هذا المستشفى هو مستشفى حكومي عام يتبع وزارة الصحة الفلسطينية، ويقع في مشروع بيت لاهيا في محافظة شمال غزة. وقد افتُتح المستشفى سنة 2002 ضمن خطة طوارئ للتعامل مع جرحى انتفاضة الأقصى، بعد أن كان عبارة عن عيادة تحمل اسم "عيادة مشروع بيت لاهيا". وتمّ تأسيسه كمستشفى صغير في تلك الفترة لمواجهة الاجتياحات المتكررة للجيش الإسرائيلي لمحافظات القطاع، وفصْل بعضها عن بعض، وصعوبة التنقلات والتحويلات، وذلك قبل أن يتمّ توسيعه في السنوات اللاحقة. وصار يُعتبر الأكثر مركزية في محافظة شمال غزة، ويخدم أكثر من 400,000 نسمة في أقسام الإسعاف، والعناية المركّزة، والمختبر، والأشعة، والعلاج الطبيعي، والجراحة، والولادة والنساء والحضانة، والصيدلية. وقد غطى هذا التقرير ما تعرض له هذا المستشفى من عمليات قصف واقتحامات وحصارات خلال حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المنكوب، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المواطنين، بمن فيهم عدد من الأطفال وحديثي الولادة، منذ 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2024. كما أشار التقرير إلى استشهاد الدكتور إياد الرنتيسي، رئيس قسم الولادة في المستشفى، في مركز تحقيق إسرائيلي بعد أسبوع من اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر 2023[2].
شهادة طبيب من منظمة "أطباء بلا حدود" من داخل الممستشفى
قبل يومين من اعتقاله على أيدي سلطات الاحتلال التي قامت باقتحام مستشفى كمال عدوان، أدلى جراح العظام الدكتور محمد عبيد من منظمة "أطباء بلا حدود،، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بشهادة أوضح فيها أن "الموت موجود بجميع أشكاله في مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة؛ فالتفجيرات لا تتوقف، والمدفعية لا تتوقف، والطائرات لا تتوقف، والقصف مكثف والمستشفى مستهدف أيضاً، ويبدو وكأننا أمام فيلم غير واقعي"، وأضاف: "منذ حوالي خمسة أيام، تعرض منزلي للقصف، إذ فجّر الجيش السقف وخزانات المياه بصورة كاملة، ولكننا كنا في الطابق الأرضي ولم يصب سوى شخص واحد والحمد لله؛ لقد غادرنا عدة مرات، وانتقلنا إلى مناطق مختلفة، وكانت عائلتي والناس في الحي مرعوبين، ولجأت أنا وزوجتي وأطفالي إلى مستشفى كمال عدوان، وأعمل الآن هنا، حيث أستطيع علاج العديد من الأشخاص". وتابع قائلاً: "لا توجد كلمات تصف الوضع في مستشفى كمال عدوان: إنه كارثي؛ فالمستشفى مكتظ بالكامل، وهناك جرحى في كل مكان، خارج المستشفى وداخله، ولا نملك المعدات الطبية والجراحية لعلاجهم، ولا يمكن لسيارات الإسعاف أن تتحرك، ولا نستطيع الوصول إلى جثامين القتلى أو إنقاذ المصابين الملقين في الشوارع، وقد توفي العديد منهم قبل الوصول إلى المستشفى، ومات آخرون داخل المستشفى لأننا لم نتمكن من علاج إصاباتهم؛ لدينا 30 جثماناً داخل المستشفى وحوالي 130 جريحاً يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة؛ الطاقم الطبي مرهق والعديد منهم مصابون أيضاً؛ نحن في حالة من اليأس، الكلمات تخذلني، ونحن ندعو جميع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى أخذ شمال غزة بعين الاعتبار، ورفع الحصار الذي أدى إلى مقتل الكثير من الأشخاص"[3].
في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2024، أصدرت "منظمة أطباء بلا حدود" تصريحاً، أعربت فيه "عن قلقها العميق بشأن جراح العظام في أطباء بلا حدود، الدكتور محمد عبيد، ومكان تواجده"، الذي كان "يحتمي ويعمل في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، وفقدنا الاتصال به يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول".
منظمة الصحة العالمية تدعو إلى حماية مستشفى كمال عدوان
أصدرت منظمة الصحة العالمية، في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بياناً أشارت فيه إلى أن فريقاً تابعاً لها نجح في نقل 14 مريضاً و10 من المسعفين ومقدمي الرعاية الطبية، من مستشفى كمال عدوان في شمال غزة إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة خلال مهمة مشتركة شديدة الخطورة، وأن السلطات الإسرائيلية رفضت "تسليم الإمدادات الطبية الأساسية والدم والوقود – وهي الموارد الأساسية للحفاظ على عمل مستشفيي كمال عدوان والعودة" في شمال القطاع المنكوب. وتابع البيان أن مستشفى كمال عدوان "يواصل العمل بصورة جزئية، ويكافح من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب تصاعد الأعمال القتالية في الشمال ونقص الإمدادات الطبية والوقود"، وأن المستشفى "يضم حالياً 95 مريضاً، من بينهم 15 في العناية المركزة (أربعة منهم يحتاجون إلى مساعدة مستمرة في القلب والجهاز التنفسي)، بما في ذلك سبعة أطفال"، وأنه "خلال اليومين الماضيين، تم نقل ما لا يقل عن 200 شخص مصاب بجروح خطيرة و53 جثماناً إلى المستشفى المكتظ بالفعل". وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن شعورها "بقلق بالغ إزاء المستشفيين الأخيرين العاملين كمال عدوان والعودة"، مؤكدة ضرورة حمايتهما، وخصوصاً "أن النقص التام في الرعاية الصحية في شمال غزة من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل ويؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح"،وداعية إلى ضمان "الوصول دون عوائق إلى المرافق الصحية"، و "إيصال المساعدات إلى غزة وفي جميع أنحاءها من دون انقطاع، وحماية الرعاية الصحية، وقبل كل شيء، وقف إطلاق النار"[4].
جيش الاحتلال يستهدف بالقصف مرات عديدة المستشفى الصامد
لم تمضِ سوى أيام قليلة على صدور بيان منظمة الصحة العالمية المذكور، حتى قامت قوات الاحتلال، في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بقصف مستشفى كمال عدوان، ووصف مديره الدكتور حسام أبو صفية الوضع بـ "الكارثي" بعد الضربات التي تلقاها المستشفى من دون سابق إنذار، بينما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على موقع (إكس)، أن "الطابق الثالث من المستشفى تعرض للقصف مرة أخرى، ما أدى إلى إصابة ستة أطفال". وخلال عملية قصف جديدة في 23 من الشهر نفسه، أصيب مدير المستشفى حسام أبو صفية بجراح في فخذه، وقال في تصريحات أدلى بها من سريره في اليوم التالي، في مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة: "هذا لن يمنعنا من القيام بمهمتنا الإنسانية وسنواصل القيام بهذا العمل بأي ثمن؛ نحن مستهدفون كل يوم، ولقد استهدفوني منذ فترة، لكن ذلك لن يثبط عزيمتنا"[5]. ويوم الجمعة في 6 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تعرض المستشفى لعدة غارات إسرائيلية، بحسب ما قال مديره حسام أبو صفية، الذي ذكر أنه "حصلت سلسلة غارات جوية على الجهتين الشمالية والغربية للمستشفى، ترافقت مع إطلاق نار كثيف ومباشر، ولحسن الحظ، لم تحدث أي إصابات داخل المستشفى". بينما قال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، إن لديه "معلومات مقلقة للغاية" بشأن الوضع في هذا المستشفى، وأضاف أنه “في حوالي الساعة الرابعة صباحا (0200 بتوقيت جرينتش) شوهد جنود إسرائيليون خارج المستشفى"، وانتشرت شائعات "بأن الجميع اضطروا إلى مغادرة المستشفى، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر، وبدأ الناس بتسلق الجدار هرباً، وأدى هذا الذعر إلى إطلاق النار"، وأضاف: "تم الإبلاغ عن سقوط قتلى واعتقالات، لكن لم يكن هناك أمر رسمي بالإخلاء". في حين قال شاهد اتصلت به وكالة فرانس برس هاتفياً، عرّف نفسه باسم أبو عبد المجيد، إنه "أثناء الليل، بينما كان بجانب سرير شقيقه يتلقى العلاج في كمال عدوان، حاصر الجيش المستشفى بالمركبات وفتح النار"، ونقلت الوكالة نفسها عن الجرّاحة الأندونيسية الدكتورة فرادينا سوليستياني قولها: "لقد تلقينا تنبيهين لإخلاء مستشفى كمال عدوان"، وتحدثت أيضاً عن القصف العنيف الذي تعرض له المستشفى يوم الجمعة، حيث "الكثير من الطواقم الطبية والمرضى الذين ما زالوا هناك"[6].
"نحث على حماية الرعاية الصحية وإنهاء هذا الجحيم! أوقفوا النار!"
هذا ما صرّح به يوم الاثنين، في 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على موقع (إكس)، بعد أن أشار إلى أن فريقاً إنسانياً تمكن من الوصول إلى مستشفى كمال عدوان، ووجد أن الأوضاع "مريعة" هناك، وقال: "إنه بعد عدة محاولات، تمكن فريق من الوصول إلى الموقع قبل يومين، وسط أعمال عدائية وانفجارات بالقرب من المستشفى". وأضاف أن الفريق "قام بتسليم 5000 لتر من الوقود والغذاء والدواء، ونقل ثلاثة مرضى وستة مرافقين إلى مستشفى الشفاء"، في مدينة غزة. وأوضح رئيس هذه المنظمة أن "الهجمات الأخيرة أدت إلى مزيد من الضرر لإمدادات الأكسجين والمولدات الكهربائية وتحطيم النوافذ والأبواب في غرف المرضى"، وكتب "لم يعد هناك أي موظفين متخصصين في الرعاية الجراحية ورعاية الأمومة في المستشفى"، حاثاً مرة أخرى: "على حماية الرعاية الصحية وإنهاء هذا الجحيم"[7].
بيد أنه لم يمضٍ سوى يوم واحد على تصريح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حتى تعرض مستشفى كمال عدوان، لتفجيرات كبيرة بالقرب من مبانيه، ما أدى إلى نشوب حريق وخروج آخر وحدة للعناية المركزة العاملة في شمال قطاع غزة عن الخدمة. ووصف عيد صباح، مدير التمريض في المستشفى، ليلة "مليئة بالرعب" في المنشأة الطبية، بيينما أشارت تقارير إلى أن الجرافات الإسرائيلية بدأت تطويق المنطقة المحيطة بالمستشفى مساء الثلاثاء في 17 من الشهر الجاري، ما أدى إلى تدمير الشوارع والبنية التحتية. ثم استهدفت الطائرات من دون طيار المجمع الطبي ومحيطه، واستشهد ثمانية من الفلسطينيين غرب مستشفى كمال عدوان، بحسب قوات الدفاع المدني، وما زال العديد منهم تحت الأنقاض. وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، إن "إطلاق نار مفاجئ ومجنون استهدف المستشفى، بكل أنواع الأسلحة"، مقدّراً أن جيش الاحتلال "يتعمد استهداف غرفة العناية المركزة بإطلاق النار عليها بصورة واضحة"، وأضاف: "اليوم وحدة العناية المركزة خارج الخدمة والوضع كارثي، ومنذ أكثر من 75 يوماً ونحن نناشد العالم حماية النظام الصحي وموظفيه، لكن لا استجابة"[8].
مدير المستشفى يطلق نداءات استغاثة
واصل جيش الاحتلال، في الأيام الأخيرة، هجماته ضد مستشفى كمال عدوان، وصار يستخدم "الروبوتات" المحملة بالمتفجرات لقصف المنطقة المحيطة بالمستشفى، حيث أصيب ما لا يقل عن 20 مريضاً وعاملاً من الطاقم الطبي. وقال شهود إن "سيارات يتم التحكم فيها عن بعد حملت صناديق كانت تحتوي على متفجرات، انفجرت بعد ذلك". وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن قوات الاحتلال "شنت هجوماً واسع النطاق على مستشفى كمال عدوان، وأصدرت إنذاراً أخيراً بالإخلاء الفوري، وهو ما يهدد حياة 80 مريضاً". وكان مدير المستشفى قد أطلق، في 21 كانون الأول/الجاري، نداء استغاثة، جاء فيه: "نحن والمرضى نموت من الجوع". ودعا الدكتور حسام أبو صفية، في نداء لاحق في اليوم التالي، المجتمع الدولي إلى التدخل "قبل فوات الأوان"، مؤكداً أنه "لم يتوقف القصف طوال الليل، فقد دمرت المنازل والمباني القريبة، ومنذ صباح اليوم، تم استهداف المستشفى بقنابل أسقطتها طائرات من دون طيار، والتي لا تزال تهدد مخزوننا من الوقود والأكسجين". ويعتقد أن أكثر من 400 شخص، من المرضى وأفراد الطواقم الطبية والنازحين، ما زالوا موجودين داخل المستشفى، وأضاف أبو صفية: "لا يمكننا إجلاء هؤلاء المرضى بأمان دون مساعدة ودون معدات ودون وقت"[9].
خاتمة
حث توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، الحكومات على "كسر دائرة العنف" و"الدفاع عن القانون الإنساني" في قطاع غزة، وأدان "الكثافة المستمرة" للعنف الإسرائيلي في غزة، قائلاً إنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في قطاع غزة، حيث تحولت المدارس والمستشفيات والبنى التحتية المدنية إلى أنقاض"، وأعرب عن أسفه لأنه "أصبح من المستحيل تقريباً تقديم ولو جزء بسيط من المساعدات المطلوبة بصورة عاجلة"[10].
[1] https://www.humanite.fr/monde/armee-israelienne/larmee-israelienne-bombarde-le-dernier-hopital-du-nord-de-gaza-et-continue-de-cibler-le-systeme-de-sante
[2] https://gazahcsector.palestine-studies.org/ar/node/79
[3] https://www.medecinssansfrontieres.ca/hopital-kamal-adwan-dans-le-nord-de-gaza-cest-desastreux
[4] https://www.who.int/fr/news/item/22-10-2024-patients-transferred--critical-supplies-denied-as-high-risk--on-who-led-joint-mission-in-northern-gaza-amid-intense-hostilities
[5] https://fr.timesofisrael.com/pendant-loffensive-tsahal-transfere-des-patients-dun-hopital-de-gaza-vers-des-lieux-plus-surs
[6] https://www.france24.com/fr/moyen-orient/20241206-gaza-un-h%C3%B4pital-du-nord-vis%C3%A9-par-des-frappes-isra%C3%A9liennes-selon-son-directeur;
[7] https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/guerre-dans-la-bande-de-gaza-l-oms-denonce-des-conditions-epouvantables-a-l-hopital-kamal-adwan-dans-le-nord-de-l-enclave_6959246.html
[8] https://agencemediapalestine.fr/blog/2024/12/20/gaza-jour-440-la-derniere-unite-de-soins-intensifs-au-nord-de-gaza-detruite
[9] https://www.humanite.fr/monde/armee-israelienne/nous-ne-pouvons-pas-evacuer-ces-patients-sans-assistance-le-cri-de-detresse-du-directeur-de-lhopital-kamal-adwan-bombarde-par-israel
[10] https://www.trtfrancais.com/actualites/gaza-israel-utilise-des-robots-charges-dexplosifs-contre-un-hopital-18246680