في المستوطنة ورود، وللورود حراس، وأبراج مراقبة، وجدران خرسانية مسلحة. وقد نشأ الفنان محمود الحاج كطفل وعيناه تراقب عن بُعد مستوطنة جاني طال ضمن التجمع الاستيطاني غوش قطيف المقام على أراضي خان يونس، ويتذكر كيف ضل رجل طريقه، فوجد نفسه بالقرب من المستوطنة، فلم يمهله "حراس الورود"، وقتلوه على الفور، مدّعين أنه يخبئ حزاماً ناسفاً.
ويتساءل الحاج، الذي تنحدر عائلته من قرية بشيت المهجرة قضاء الرملة: "كيف عرف حراس المستوطنة أن الرجل يحمل حزاماً ناسفاً وهو على بُعد 700 متر من الأسوار الإسمنتية العالية؟ ولماذا قرروا قتْله؟ هل يشكل تهديداً لهم، على الرغم من أن المستوطنة بدت كحصن منيع؟ أما كان في الإمكان إيقافه بطريقة أُخرى؟ دارت تلك الأسئلة في رأسه كطفل، ودفعته إلى التفكّر في نظرة الحراس إليه وإلى بيته في الجهة المقابلة، وإن كان يوماً سيلقى مصير ذلك الرجل نفسه.
إن غوش قطيف، التي اشتهرت بزراعة الورود، ليست تجمعاً استيطانياً عادياً، وفي هذا الصدد يقول الحاج: "كان خلية سرطانية توقف نموها موقتاً بسبب تضخم المخيمات، وتمدُد العمران الذي بدأ بعد اتفاق أوسلو. لكنه جزّأ القطاع إلى 3 مناطق، وكان التنقل بين هذه المناطق يستغرق أياماً وأسابيع، فكان الوصول من جنوبه إلى شماله أطول من مدة الطواف حول الكوكب بأكمله مرات عديدة."
في المعرض الفردي "تشريح السيطرة" الذي ينظَّم في غاليري زاوية في رام الله حتى 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، يفرد الفنان محمود الحاج مساحة لأعمال، يستكشف فيها النظرة الاستعمارية (أو التحديق الكولونيالي) الموجهة إليه كفلسطيني، فتظهر غزة في أعماله، ليس كما يراها أو يعرفها، إنما كما يتخيلها في عين المستعمِر، باستخدام التقنية الرقمية والكولاج، وبالاعتماد على الأرشيفات وخرائط جوجل.
منذ أن وُلد الحاج في مخيم خان يونس سنة 1990، وانتقل مع أسرته إلى بيت يبعُد 15 دقيقة، ويطل مباشرة على المستوطنة، كان هاجسه الدائم هو معرفة كيف يراه حراس المستعمرة، و"ما هي التفاصيل التي يمعنون النظر إليها. كيف يبدو المنزل، وشباك نافذتي وحبل الغسيل. وكذلك الروايات التي تداولها الجميع في تلك الأيام بأن الجنود على البرج يعرفوننا جيداً، يعرفون أشكالنا وأسماءنا وأماكن جلوسنا المفضلة في المنزل، مواعيد نومنا، وصحونا، ومواعيد خروجنا، وعودتنا."[1]
أنتج الحاج سلسلة مشاريعه قبل حملة الإبادة الجارية في غزة، متتبعاً تطور نظم السيطرة التي تحتكم إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وقد تمكن من إنقاذ جهاز الكمبيوتر الخاص به، وبالتالي، إنقاذ أعماله الرقمية.
من سلسلة منطقة الرماية، 2022
ويناقش الحاج في المعرض نظم التحكم والسيطرة التي طورتها وجربتها إسرائيل في قطاع غزة، والتي كانت عبارة عن "نسخة تجريبية لما يحدث اليوم؛ نسخة تجريبية لنجاعة أدوات العنف، لتكون في المستقبل (اليوم) فعلاً استعمارياً ممنهجاً ومدروساً يمحو وعي من يعيشون على هذه البقعة من الأرض، ويدمر ذاكرة الأفراد على غرار تدمير المبنى وتشويه المشهد الطبيعي."
وتعيد أعماله، التي يسودها اللونان الأسود والرمادي، صوغ المشاهد المألوفة في غزة (قبل حملة الإبادة) في خريطة من صنعها، بعد إضافة جرعة مكثفة من أدوات التحكم والسيطرة على الأرض والسماء والبناء، ومآلات تلك السيطرة من تكدُس العمران الذي يشغل مساحات طولية في أعماله، فتبدو البيوت ككتل إسمنتية عامودية مضغوطة.
والحاج هو من الفنانين االفلسطينيين القلائل الذين تناولوا في أعمالهم الموضوع نفسه في الضفة الغربية وقطاع غزة في آن معاً، في دراسة لسياسات التحكم والسيطرة الإسرائيلية العابرة للجغرافيا الفلسطينية؛ فتناول في مشروعه 402 من الرمادي جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية كجزء لا يتجزأ من نظم التحكم ذاتها المطبقة في غزة. كما نرى خارطة متخيَلة للجدار بحيث يلتف ويحيط بحارات صغيرة، فاصلاً إياها عن محيطها، وكأنها سجون صغيرة متناثرة أو متاهة يصعب الخروج منها.
كما يحاول الحاج اللجوء إلى الأرشيف وخرائط جوجل ليبني سردية من وجهة نظر شاب وُلد وعاش تحت أنظمة التحكم هذه، لكنه وجد شحّاً في المعلومات المتوفرة أمامه كفلسطيني؛ فلم يستطع على سبيل المثال التحقق من حادثة انفجار لغم أرضي تفتتت فيه أجساد خمسة أطفال كان يلهو معهم في الحارة، وكان شاهداً على إعادة تجميع أشلائهم المبعثرة. وقد اختفت الحادثة تماماً من الأرشيفات كما اختفى الأطفال الخمسة، ويبدو أن التقارير التلفزيونية التي صورت تلك الحادثة لم يعد لها وجود بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لبرج الجلاء في غزة في أيار/مايو 2021، حيث تمركزت المكاتب الصحافية وأرشيفاتها المصورة.
تشريح السيطرة، دراسات، اسكتشات يدوية مرقمنة، 2022
ويقول في فيلمه القصير "الحق في النظر": "منذ أن كنت طفلاً، كنت فضولياً أريد أن أرى شكل العالم. هل يشبه العالم الذي أعيش فيه. مؤخراً وجدت نفسي عالقاً في خرائط جوجل ذات الجودة الفقيرة التي تعود إلى عام 2008. أنا أمارس حقي في النظر، رغم أن هذه الخرائط لا علاقة لها بالواقع الذي أعيش فيه، لا مكوناتها ولا ألوانها تشبه واقعنا، مجردة من التفاصيل. لا أستطيع أن أشاهد ما أشاهده فوق واشنطن أو مدريد أو باريس. أشاهد ما سمح لي الجنرال بمشاهدته، تفاصيل أقل بـ 25 مرة"، ويضيف: "لا أشاهد الجدران على الخرائط لأنها لسبب ما لا تظهر، بالرغم من كتلتها الهائلة وتشويهها لمحيطها.." ويضيف: "أنا أمارس حقي في النظر، لكن لا أعلم إلى أي حد يجب أن أبقى بعيداً، ما هي المسافة المناسبة كي لا ألحق بسمير عوض."[2]
في سنة 1997، سنّت الولايات المتحدة قانوناً لمنع رؤية تفاصيل الخرائط في فلسطين المحتلة لمعالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية، أجبرت فيه شركاتها على عدم بيع أو توزيع صور الأقمار الصناعية إلى إسرائيل أو أي دولة أو منطقة أُخرى في محيطها بدقة أكبر من مترين لكل نقطة صغيرة (بِكْسل). وهذا يعني أن خرائط جوجل كان عليها استخدام صور منخفضة الدقة لإسرائيل وغزة من موفري الأقمار الصناعية في الولايات المتحدة. وقد أُلغي هذا القانون في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلاّ إن علاقة إسرائيل الوثيقة بجوجل وآبل ومايكروسوفت حالت دون أن تُحدّث الشركة إحداثياتها فوق غزة بصورة خاصة.[3]
من سلسلة البعد الخامس، 2020
وتقول المنظّرة السينمائية جين غينس إن الحق في النظر هو امتياز يمارسه الأقوى تجاه الأقل قوة. تاريخياً، كان الحق في النظر مشرّعاً للبعض بكل وضوح، بينما آخرون كان حقهم في النظر غير مشروع. كما أنها تشير إلى تأثر الحق في النظر بنسيج العرق والطبقة وغيرها من الهياكل،[4] وإحدى الهياكل، كما لا تشير غينس، هي البنى الاستعمارية؛ ففي سياق كولونيالي، لا يمارس المستعمِر "الحق في النظر" بصورة مجردة، إنما ينظر إلى المستعمَر بهدف نفي وجوده، فهو يوظف أدواته الاستعمارية في التحكم والسيطرة التي تعتمد أساساً على الرؤية من أجل التخلص من المستعمَر، ويَبْرُزُ ذلك جلياً في أنظمة تطور المراقبة والتحكم قبل سنة 1948، عندما اهتمت العصابات الصهيونية في الحصول على خرائط فلسطين بأي طريقة،[5] وذلك من أجل تحقيق هدف واحد، وهو تدمير القرى العربية، وطرد سكانها، والاستيلاء على الأراضي بصورة منهجية، وانتهاءً بأدوات المسح والمراقبة التي أتاحت القتل والاستهداف والمجازر في قطاع غزة والضفة الغربية في أيامنا هذه.
قديماً وحتى الآن، وظف الاحتلال المخبرين أو "العيون" لرؤية ما يستعصي عليهم رؤيته. ويتذكر الحاج قصة رواها جاره سكنت هاجسه، وهي معرفة الحاكم العسكري لتفاصيل حياة أحد الأسرى، حتى طعام الغداء الذي تناوله في اليوم السابق. إلاّ إن تطور تكنولوجيا المراقبة بتسارع جنوني أتاح للاحتلال جمع المعلومات بشراهة عن كل فلسطيني، وأضحى الهاتف المحمول الذكي الأقرب إلى كل فرد أداة تصب في أنظمة المراقبة والتحكم تلك، بالإضافة إلى تكنولوجيا التعرف على الوجوه وإنشاء بيانات لكل فلسطيني، وتصنيفه عبر برامج كـ "الذئب الأزرق" و"الذئب الأحمر" وغيرهما. أمّا جواً، وفي قطاع غزة بصورة خاصة، فتجوب المسيّرات السماء، وتجمع صوراً لكل حارة وبيت ليلاً ونهاراً.
وفي فيلمه "تشريح السيطرة"، يتحدث عن غريفون، أحد أنواع الطائرات الاستطلاعية (الزنانة) التي لا تفارق سماء غزة. ويبدو أن مطوري هذه الطائرة لم يستخدموا الاسم عبثاً؛ فغريفون (Gryphon) هو النسر الأسمر الذي يقتات على الجيف، وفي التاريخ، يُذكر كمخلوق أسطوري يملك جسم أسد ورأس نسر وأجنحته ومخالبه، أي يجمع ملك الغابة (الأسد) بملك السماء (النسر)، كما نُحت على قبور الملوك في الحضارة المصرية، وكانت مهمته حراسة الذهب.
ويقول الحاج: "لا نستطيع النوم إذا لم نسمع صوت الطائرة الاستطلاعية"، فقد أصبحت جزءاً من المشهد اللاطبيعي في غزة، و"لا بد من أن المستعمِر كان يعرف شكل كل بيت في غزة، وتفاصيله بسبب الصور التي تلتقطها هذه الطائرة من الجو." ويتساءل عن الأعوام الطويلة من المسح الجوي، وعما يفعله المستعمِر بالأعداد الهائلة من الصور التي التقطها خلال أعوام ماضية؛ هل يتخلص منها أولاً بأول أم يحتفظ بها؟ وهل هناك خوادم (servers) بهذه الضخامة تمكنه من الاحتفاظ بكل تلك الصور؟
من مشروع 402 من الرمادي، 2020
للإجابة عن تساؤله، تشير إحدى التقارير الصادرة مؤخراً إلى تورط شركتَي أمازون وجوجل في تقديم البنية التحتية الضرورية لتخزين كميات هائلة من بيانات المراقبة من غزة ومن الضفة الغربية، ضمن خدمات سحابية تقدمانها إلى إسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية والاستخباراتية، وذلك امتداداً لصفقة وُقّعت سنة 2021 تُسمى مشروع "نيمبوس"،[6] والتي أدت إلى استقالة بعض العاملين في هذه الشركات احتجاجاً على عدم أخلاقية المشروع.
ويتذكر كيف ثار أهل المخيم الغربي لخان يونس في أعوام سابقة على فكرة مشروع لتوسيع الشوارع قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "UNRWA" لتسهيل حركة السيارات وتطوير البنية التحتية في المخيم. وقوبلت الفكرة بغضب شديد من اللجنة الشعبية للاجئي المخيم وسكانه كما يشير، فقد وجدوا في ذلك عملية تفتيت للمخيم وإخراجه من قالبه المعماري، لأن المخيمات إذا كانت كتلة معمارية واحدة، فستكون عصية على الاختراق، وفكرة الأزقة وتقارب البيوت ما هي إلاّ فكرة مضادة لفكرة المساحات المفتوحة التي تتيح السيطرة والإخضاع.
في قطاع غزة، لم يكن من السهل الوصول إلى المتظاهرين في الانتفاضة الأولى عندما كانوا يلقون الحجارة على الآليات العسكرية الإسرائيلية ويختبئون في أزقة الحواري والمخيمات التي لا تملك أجهزة المراقبة القدرة على الوصول إليها. أمّا الرد الإسرائيلي، فكان إرسال طائرات مروحية تلقي بالحجارة من السماء على أزقة المنازل الأسبستية المتلاصقة وأسقفها، فتنهمر بكثافة كالمطر، مصدِرة أصوات عالية. ويجسد الحاج ذلك في سلسلة أعماله "طرق الأسطح" كإحدى مراحل تطور أنظمة المراقبة والتحكم، والتي يسميها "أجيال تكنولوجيا صناعة العنف"، والتي انتقلت من إلقاء الحجارة من المروحيات إلى ضرب الصواريخ التحذيرية من الطائرات الحربية على البيوت، إلى ضرب الصواريخ من دون تحذير، وإلقاء القنابل الثقيلة في آن واحد.
من سلسلة "تشويه"، 2018
لكن دقة المراقبة والتحكم لم تعد ذات أهمية اليوم في ظل السياسة الإسرائيلية القائمة على المحو والإبادة، فقصْف المدن والقرى والمخيمات وتفتيت بنيتها يتم من دون أن يأبه المحتل بتقليص حجم الدمار أو عدد الشهداء؛ فـ "آليات الحاكم العسكري التي تصنع من الأجساد جسوراً لتعبر وتصل إلى مبتغاها لم تعد تمنعها جدران هشة من المرور." وفعلاً، لم تتردد الآلية العسكرية من تحويل مناطق كثيفة السكان إلى موقف سيارات وفقاً لدعوة النائب الأميركي الجمهوري ماكس ميلر، والتي عبّر عنها على شاشة التلفاز بُعيد بدء حرب الإبادة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.[7]
ويجادل الباحث خالد عودة الله في أن نظرية تفوُّق النظرة الاستعمارية (Colonial Gaze) سقطت عدة مرات، ولو جزئياً في الفترة الماضية، بدءاً بالطائرة من دون طيار "الهدهد" التي صورت مشاهد دقيقة لمناطق عسكرية إسرائيلية وعرضتها على الشاشات، وانتهاءً بضرب مسيّرات المقاومة القبة الحديدية في شمال فلسطين، في تناقض مع مغزى وجود القبة، وهو تدمير المسيّرات ذاتها قبل وصولها إلى هدفها،[8] ونضيف إلى ذلك شبكة أنفاق غزة غير المرئية، والتي تقع خارج نطاق أنظمة المراقبة.
إن أعمال محمود الحاج متفردة وذات خصوصية، فهو ليس معمارياً، إنما تأثر بالفن القائم على الهندسة المعمارية العفوية، ومضى في استكشاف عمارة المنع والحرب متّبعاً معايير هندسية دقيقة في التنفيذ من حيث التكوين والمنظور. وتمكن من إيصال أفكاره من دون استخدام الإنسان وجسده، ومن دون أن يلعب على موضوع الضحية، كما أثبت أنه في الإمكان تطويع التقنيات الرقمية لخدمة فنه من دون أن يسمح للتقنيات بأن تتحكم به وبأسلوبه. كما أنه يقدم تجربة غنية في هذا المعرض تُمكننا من رؤية عالم السيطرة والتحكم الاستعماري في فلسطين المعتمد على التكنولوجيا، عن طريق خارطة قاتمة أشبه بنسخ من أفلام قيامية نراها اليوم على الشاشات. وعلى الرغم من أن المشاهد التي يطرحها غير حقيقية، فإنها تمثيل دقيق لما مر به الفلسطيني في أعوام متراكمة من الاحتلال، وصولاً إلى ما نراه اليوم في غزة.
[1] محمود الحاج، فيلم "تشريح السيطرة"، 2021 (17 دقيقة).
[2] محمود الحاج، فيلم "الحق في النظر"، 2021، (6.41 دقائق). استشهد سمير عوض (16 عاما) في عام 2013 في قرية بدرس غرب رام الله عندما اقترب من السياج الفاصل.
[3] Joseph Cox, “Google Won’t Say If It Will Not Update Its Blurry Maps of Gaza”, VICE, 17/5/2021.
[4] Jane Gaines, “White privilege and looking relations: race and gender in feminist film theory”, Screen, Vol 29, no.4 (Autumn 1988), pp. 12-26, p. 24.
[5] Elia T. Zureik, “Strategies of Surveillance: The Israeli Gaze”, Jerusalem Quarterly, Issue 66 (Summer 2016).
[6] "’طلب من أمازون‘: كيف يخزن عمالقة التكنولوجيا البيانات الكبيرة لحرب إسرائيل؟"، "الغد"، 10/8/2024.
[7] "في ظل هوس الانتقام والعقاب.. أنصار إسرائيل في أمريكا والعالم يطالبون بمحو غزة وتحويلها لموقف سيارات"، "القدس العربي"، 13/10/2023.
[8] خالد عودة الله في محاضرة في مركز خليل السكاكيني بعنوان "الرحلة اليمانية إلى الديار اليافية"، 12/8/2024.