تتزايد الأزمات التي تواجه أهالي قطاع غزة، الذين يجدون أنفسهم محاصرين في شريط ساحلي يتقلص يوماً بعد يوم. وفي خضم هذه الأوضاع الصعبة، تُطرح تساؤلات عميقة حول أهمية التراث الثقافي، وما إذا كان للقطع الأثرية القديمة قيمة حقيقية في زمن فقدان الإنسان لقيمة حياته. فهل يمكن لشخص أن يهتم بماضيه، في الوقت الذي يسعى فيه لتأمين حياة أسرته؟
التحديات
لم يكن جمع المعلومات عن المتاحف في غزة في ظل الظروف الراهنة من القلق والألم أمراً سهلاً، نظراً إلى صعوبة التواصل مع القائمين عليها. وقد يكون من المثير للدهشة أن المساحة الإجمالية لقطاع غزة، وهي 365 كيلومتراً مربعاً، تحتضن مجموعة كبيرة من القطع الأثرية العريقة موزعة في المتاحف العامة والخاصة. وفي غزة متحف وطني تشرف عليه وزارة السياحة والآثار، ويُعرف بقصر الباشا، بالإضافة إلى متحف دير البلح التابع لبلدية المدينة، أمّا بقية المتاحف فقد بُنيت بشغف أصحابها ومجموعاتهم الخاصة.[1] للأسف، تضررت جميع المتاحف في قطاع غزة، وتعرضت القطع الأثرية للسرقة، وعلى الرغم من محاولات توثيق هذا الدمار، فإن من الصعب الوقوف على حجمه في ظل حرب مدمرة مستمرة (طه، 2024). ومن خلال مجموعة من المقابلات، نعرض في هذا التقرير مجموعة من متاحف غزة الخاصة والعامة والأضرار التي لحقت بها بحسب المعلومات المتوفرة.
متحف قصر الباشا: كنز تاريخي يروي حكايات غزة عبر العصور
متحف قصر الباشا هو المتحف الوحيد التابع لوزارة السياحة والآثار، ويقع في حي الدرج بالبلدة القديمة شرقي مدينة غزة، ويعدّ واحداً من أبرز القصور التي بُنيت في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، وسُمّي بقصر الباشا أو قصر "آل رضوان". وتطورت وظيفة القصر مع بداية القرن العشرين من مركز إدارة حكم المدينة إلى مبنى للشرطة وسجن، ثم إلى مؤسسة تعليمية، ليتحول إلى متحف وطني عام 2010. وقد خضع لأعمال ترميم عام 2015، وعُرضت فيه قطع أثرية من حقب تاريخية عديدة، منها اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
تمتزج الهندسة المعمارية الخاصة بالقصر بالعهدين المملوكي والعثماني. وقد تم تخصيص خمس غرف لعرض المقتنيات الأثرية، من عملات نقدية وأدوات فخارية وأباريق نحاسية وقطع برونزية وحديدية وغيرها. وجرى تقسيم الغرف وفقاً للعصور كما يلي: الغرفة الأولى للعصر الروماني، والثانية للعصر البيزنطي، والثالثة لعرض زينة النساء خلال كل العصور، والرابعة لعرض الأحجار والأعمدة والتيجان الضخمة، والخامسة تحتوي على القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الإسلامي. ومن القطع المهمة التي يعرضها المتحف، قطعة فخارية رسم عليها طائر "البجع" تعود إلى العصر "الفلستي"، بالإضافة إلى مخطوط للمصحف الكريم مصنوع من ورق البردى ويعود إلى الفترة العثمانية.
يعتبر قصر الباشا متحفاً مركزياً يستقبل الزوار من جميع فئات المجتمع المحلي ومن جميع أنحاء العالم، فهو يُبرز أهمية غزة التجارية من خلال القطع المعروضة داخله، والتي تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب في المواقع الأثرية المختلفة. وتتنوع القطع المعروضة بين عملات نقدية، وأسرجة، وتوابيت مصنوعة من الرصاص والمعادن، وجرار من الفخار. وقد تعرض قصر الباشا للتدمير الكامل، إذ تم استهدافه بواسطة طائرات الاحتلال في كانون الأول/ ديسمبر 2023.[2]
متحف دير البلح: نافذة على تاريخ المدينة وكنوزها المفقودة
متحف دير البلح هو المتحف الثاني الذي يتبع جهة رسمية داخل قطاع غزة، ويقع في مدينة دير البلح وسط القطاع. تأسس المتحف عام 1993، ويعرض آثاراً تعود إلى العهد البيزنطي والروماني تم جمعها من منطقة "تل الهرشة" أو "تل رقيش"، التي تمتد على مساحة 14.5 دونماً.
يحتوي المتحف على قطع أثرية من مناطق أُخرى، مثل "تل أم عامر" غربي النصيرات، الذي يُعرف بدير القديس هيلاريون، والذي تم إدراجه مؤخراً على لائحة التراث العالمي، و"تل العجول" جنوبي المغراقة، الذي يمثل تاريخ غزة في العصر البرونزي، بالإضافة إلى معالم أثرية من منطقة "البلاخية"، والتي تمثل ميناء غزة القديم "أنثيدون"، وهي عبارة عن قطع فخارية متنوعة، ونماذج لقبور، وفسيفساء، وأدوات تعود إلى العهدين البيزنطي والروماني، فضلاً عن عملات من فترات زمنية إسلامية قديمة.
ومع ذلك، تظل أهم القطع الأثرية التي تعود إلى مدينة دير البلح مفقودة، كما أشار أسامة العيسة في مدونته "الرواية"؛ فتوابيت دير البلح موجودة الآن في قاعة العرض الرئيسية لمتحف الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تمت سرقتها. وقد أُجريت حفريات أثرية على ساحل المدينة في الفترة 1972 - 1982، ما أسفر عن اكتشاف مقبرة تعود إلى العصر البرونزي المتأخر (1550-1200 قبل الميلاد)، تُنسب إلى ما يسمى "ملوك فلسطين"، وتتكون من مجموعة من التوابيت الفخارية على شكل بشر تشبه تلك الموجودة في مصر الفرعونية.
وكانت تلك التوابيت موجودة في مقابر منحوتة من الطين الأحمر أو حجر الكركار، ومغطاة بألواح من الفخار. لذا، تُعتبر آثار مقبرة دير البلح من أهم المقتنيات التاريخية والأثرية التي سُرقت على يد موشيه ديان. ولحماية ما تبقى من آثار المدينة، تم نقل محتويات المتحف إلى ملجأ آخر خارج مبنى البلدية من دون الإعلان عن مكانه. ووفقاً لتقرير وزارة الثقافة تعرّض المتحف لضرر جزئي غير مباشر نتيجة القصف الإسرائيلي.[3]
تراث مهدد: سرقة متحف جامعة الإسراء
أُقيم في جامعة الإسراء متحفاً يضم أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة تعود إلى العصور الرومانية والمملوكية والأيوبية والصليبية، ليكون مركزاً مهماً للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. وتشمل المعروضات أسلحة حربية، مثل الخوذ والدروع التي كانت تُستخدم في المعارك، بالإضافة إلى خناجر من عدة دول عربية، مثل عمان واليمن والعراق والأردن وفلسطين، ومن الشيشان أيضاً.
كما يضم المتحف قطعاً أثرية تعود إلى العصر الإسلامي والبيزنطي، ومعصرة زيت زيتون من العهد الروماني مصنوعة من حجر البازلت، وأدوات زراعية قديمة، مثل المحراث الخشبي والمذراة، بالإضافة إلى أواني الطعام، والأباريق العثمانية، والقطع الفخارية، وأسرجة الإنارة.
وتشمل مجموعة المتحف أيضاً أثواباً تقليدية من القرى الفلسطينية، وحُلى نسائية، وأحجاراً كريمة، وعملات معدنية وورقية تحمل الختم العثماني.
لكن يُرجح أن هذه المقتنيات الثمينة سرقها الاحتلال الإسرائيلي قبل تفجير الجامعة، إذ استمر تواجد قوات الاحتلال داخل الحرم الجامعي لمدة سبعين يوماً قبل تدميره بالكامل، وفقاً لما أكده نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية د. أحمد الحساينة.[4]
متحف الخضري: جهود خاصة لحماية التراث الغزي
يحتل المتحف صالة حجرية طويلة داخل "فندق المتحف" شمالي مدينة غزة، وقد أسسه رجل الأعمال جودت الخضري عام 2008. وبعد إعادة ترميمه وتجديده تحت إشراف ابنته ياسمين، أصبح المتحف نقطة جذب مهمة للتراث الثقافي في المنطقة.
بدأ الخضري مشروعه بجمع الآثار على نفقته الخاصة، مستعيناً بمدرسة الآثار الفرنسية في القدس ومتحف الفن والتاريخ في جنيف، ويحتضن المتحف أربعة آلاف قطعة أثرية، بما في ذلك ممر من الأعمدة البيزنطية وقرابة 350 قطعة تعود إلى العصر البرونزي (قبل نحو 5500 عام). وتشمل المجموعة أيضاً أعمدة وعملات وأوانٍ تعود إلى العصور الإسلامية والصليبية والرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى آثار من العصر البرونزي، مثل القدور والأعمدة والتيجان.
ومن بين المعروضات، يوجد تمثال نصفي لأفروديت، إلهة الحب عند اليونان، ومصابيح ومراسٍ حجرية من العصر الروماني، فضلاً عن قراميد مزخرفة بنقوش إسلامية، وموقد من الرصاص يعود تاريخه إلى 2070 عاماً. كما تغطي صورة عملاقة بالأبيض والأسود أحد الجدران، تُظهر الصيادين في ميناء غزة عام 1956، وهم آباء وأقارب الكثير من صيادي اليوم.
على مدار سنوات تم نقل نحو 260 قطعة أثرية من مجموعة الخضري للمشاركة في معرض "آثار غزة ملتقى الحضارات" في متحف الفن والتاريخ في جنيف نهاية عام 2006، بالإضافة إلى مجموعة كان سبق أن شاركت في معرض عن آثار غزة في معهد العالم العربي في باريس عام 2000، الذي تم تنظيمه بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والمدرسة الفرنسية للآثار، ما ساعد على حماية بعض أهم القطع التاريخية التي تعكس التاريخ الثري لمدينة غزة.
وقد سافر جودت الخضري إلى مصر، وهو يواصل متابعة مصير المتحف على الرغم من التحديات، إذ فُقد عدد من القطع الأثرية، وتم تدمير القاعة التابعة للمتحف خلال حرب الإبادة، بالإضافة إلى تدمير القصر التابع للمتحف خلال استهداف حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حيث جرى استخدام الجرافات في أرض الحديقة، ما يثير تساؤلات حول مصير الأعمدة الرخامية التي ربما تكون قد تحطمت أو نُهبت أو دُفنت نتيجة التجريف.[5]
متحف العقاد
أدرك وليد العقاد، خلال رحلة مدرسية منحته الفرصة لاستكشاف شغفه بجمع الآثار، بعد رؤيته للمتاحف المصرية في صغره، أهمية الحفاظ على إرث عائلته، إذ كان أوصاه والده بالحفاظ على محفظة جده وسيفه الذي يحمل الختم العثماني، فبدأ بجمع كل ما هو قديم على مدار 42 عاماً.
لقد جمع العقاد الآثار لحمايتها من النهب والسرقة، فبدأ بالتنقيب عن الآثار سراً منذ سبعينيات القرن الماضي، لأنه كان يرى بعينه عمليات التنقيب عن القطع الأثرية ونهبها من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس. وعندما خرج الاحتلال من قطاع غزة، أبصر متحفه الخاص النور، إذ حوّل جزءاً من بيته إلى متحف ليعرض التراث الحضاري الفلسطيني للجميع.
درس العقاد التاريخ والآثار، وطوّر معرفته بفضل دورة تدريبية في جمهورية مصر العربية بإشراف د. عاطف عبد الحي، رئيس قسم الآثار في جامعة القاهرة، ليتمكن من دراسة تاريخ القطع الأثرية وكيفية تحديد طبقاتها لمعرفة عمرها الزمني وإلى أي حقبة تنتمي. يحتوي متحف العقاد على أكثر من 1200 قطعة أثرية، بدءاً من العصر البرونزي إلى الخلافة الإسلامية، وصولاً إلى الحكم العثماني، وبينها رأس تمثال كنعاني يعود إلى 4500 عام وتابوت من الرصاص اللين وجده في الحدود الشرقية للمدينة. وأنشأ متحفه في وسط مدينة خان يونس، لكنه كان يخشى عليه من السرقة والتدمير بسبب القصف المتكرر، وتعرّضه لأضرار جزئية.[6]
سرداب تاريخي بناه مروان شهوان
أسس مروان شهوان متحفه الخاص في سرداب صغير في حي شعبي وسط مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث اجتمعت فيه الآثار العثمانية والرومانية واليونانية. فقد بدأ شهوان بجمع القطع الأثرية قبل 35 عاماً، لتصبح مساحة السرداب، التي لا تزيد على 150 متراً مربعاً، موطناً لمتحف يضم خمس حقب تاريخية: اليونانية، والبيزنطية، والرومانية، والمملوكية، والعثمانية.
ويحتوي المتحف على أكثر من عشرة آلاف قطعة، تشمل أسلحة، وآلات ميكانيكية، وحُليّ، وأدوات نجارة وزراعة، بالإضافة إلى ملابس عسكرية بيزنطية وعمود رخام روماني وأوانٍ يونانية، كما يضم أدوات من العصر العثماني، مثل قدور وأباريق القهوة ومصابيح زيتية. ويحتوي المتحف على قذائف منجنيق وصناديق رصاص وأسلحة نارية من زمن الاحتلال البريطاني، وعجلات طائرة تعود إلى الحرب العالمية الأولى. وعلى أحد جدران المتحف لافتة حديدية توثق افتتاح خط سكة حديد يربط غزة ببلاد الحجاز، نُقشت عليها عبارة "من خيرات مولانا أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني عزّ نصره". وجمع شهوان أيضاً مطاحن قمح حجرية وأحواض غطس للأطفال كان يستخدمها المماليك، بالإضافة إلى أدوات صناعة السفن والمراكب البحرية، وخصص ركناً خاصاً للآثار الرومانية، حيث تتجمع قطع النقود المعدنية والقدور النحاسية والنقوش والزخارف الهندسية. ويضم المتحف مجموعة من المجوهرات النسائية من الأحجار الكريمة والفضة، كخواتم وقلائد يعود تاريخها إلى الحقبة اليونانية، وعموداً رخامياً كبيراً مع مجموعة تعود إلى العهد البيزنطي، وفقاً لما نشره عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالمتحف.
تعرّض المتحف لأضرار وفقاً لتقرير منظمة "مكتبيون ومؤرشفون من أجل فلسطين"، لكن حجم الضرر لم يُعرف بعد، إذ غادر صاحب المتحف القطاع إلى جمهورية مصر العربية.[7]
متحف القرارة
يحمل هذا المتحف اسم بلدة القرارة التي تحتضنه، والتي تأسس بجهود أبنائها الذين عملوا على جمع مقتنياته من خلال البحث والتنقيب في آثار القرارة، وتديره جمعية مياسم للثقافة والفنون؛ فقد تشكل فريق من المتطوعين، يتكون من مختصين بالهندسة المعمارية، والتاريخ، والآثار، بالإضافة إلى الحرفيين، بهدف الحفاظ على التراث الحضاري للمنطقة. وبدأ العمل في المتحف عام 2016، ليصبح وجهة للعديد من القطع الأثرية القديمة التي تعكس الهوية الثقافية المحلية.
ويهدف المتحف إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي المحلي، وقد حصل على جائزة إيكوروم الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في العالم العربي، وذلك عن مشروع إحياء وحفظ التراث في بلدة القرارة، برعاية سمو الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة. وينقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام: قسم الآثار، وقسم التراث، ومختبر الترميم.
وفي تموز/ يوليو 2024، بعد الاجتياح الثاني لمدينة خان يونس، قام فريق المتحف بنقل 2433 قطعة أثرية إلى الملجأ، حفاظاً عليها من التدمير، إذ تم تدمير الساحة الخارجية وتضررت الأسقف العلوية للمتحف. وبالتعاون مع المتحف الفلسطيني، تم إنقاذ المقتنيات على مدار ثلاثة أيام، وشمل العمل إنقاذ قطع أثرية حجرية مثل الأعمدة، والأحواض، والشواهد، بالإضافة إلى 590 قطعة أُخرى تتنوع بين الفخار، والأختام، والأدوات الحربية.
وتأتي عملية الإنقاذ بدعم من مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع "ألف"، وبالشراكة مع المتحف الفلسطيني. وعلى الرغم من أن القطع الكبيرة ما زالت موجودة في المكان، فإن الحفاظ عليها في الموقع الحالي يُعتبر الخيار الأفضل، نظراً إلى صعوبة نقلها، وذلك في محاولة لتقليل الخسائر المحتملة.[8]
متحف رفح: متحف الثوب الفلسطيني
متحف رفح هو متحف حديث العهد، أسسته الدكتورة ليلى شاهين في كانون الأول/ ديسمبر 2022 في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. ويُعد هذا المتحف الوحيد الذي أسسته امرأة، وهو مخصص للأثواب الفلسطينية، إذ كان حلماً شخصياً للدكتورة شاهين.
وقد عملت شاهين على جمع مقتنيات المتحف على نفقتها الخاصة، إيماناً منها بأهمية الحفاظ على التراث الحضاري. وهو يحتوي على مجموعة مكونة من 320 ثوباً مطرزاً يدوياً تمثل قرى قضاء غزة، بالإضافة إلى مجموعة من القطع التراثية المتنوعة التي تشمل الوثائق التاريخية، مثل جوازات السفر الفلسطينية والطوابع البريدية القديمة، بالإضافة إلى الوثائق الأصلية المصورة عن فلسطين القديمة. كذلك يحتوي المتحف على أدوات زراعية تقليدية مثل الشادوف، والمنجل، والمحراث، والغربال، والقفة، إلى جانب مجموعة من النحاسيات، وتتوسطه خيمة بدوية تمزج بين الماضي والحاضر، وتعتبر مكاناً لتبادل الحوار الثقافي.
وعلى الرغم من تعرض متحف رفح للتدمير الكامل نتيجة القصف الإسرائيلي الجوي، استطاعت شاهين إنقاذ بعض الأثواب من تحت الركام، والتي أصبحت ترافقها في تنقلاتها من مكان إلى آخر، ما يعكس شغفها العميق بحماية التراث الفلسطيني.[9]
لقد عمل كثيرون من محبي الآثار على جمع القطع الأثرية التي توثق التاريخ الحضاري لمدن قطاع غزة، والتي تعرّضت للضرر أو يعتقد أصحابها أنها تعرضت للسرقة.
كذلك تحتاج آلاف القطع الأثرية في قطاع غزة إلى تقييم وضعها وإحصائها بعد الحرب. وتبقى الأسئلة قائمة بشأن كيفية استدامة إحياء التراث الثقافي في ظل الحروب المتواصلة على قطاع غزة.
[1] مقابلة هاتفية مع فضل العطل، خبير آثار محلي، أيلول/ سبتمبر 2024.
[2] Daniel Roche, "Reports by United Nations and Heritage for Peace reveal many destroyed or damaged cultural heritage sites in Gaza,” The Architect’s Newspaper, 14 December 2023.
[3] Ahmed Al Barsh, "Report on the Impact of the Recent War in 2023 on the Cultural Heritage in Gaza Strip-Palestine,” November 2023.
[4] حمدان طه، "تدمير التراث الثقافي في غزة"، ورقة سياسات، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2024.
مقابلة هاتفية مع د. أحمد الحساينة، نائب رئيس جامعة الإسراء للشؤون الإدارية والمالية، آب/ أغسطس 2024.
[5] مقابلة هاتفية مع جودت الخضري، أيلول/ سبتمبر 2024.
[6] مقابلة هاتفية مع وليد العقاد، آب/ أغسطس 2024.
[7] "تقرير أولي صادر عن منظمة مكتبيون ومؤرشفون من أجل فلسطين: التدمير الإسرائيلي للأرشيفات، المكتبات والمتاحف في غزة"، تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - كانون الثاني/ يناير 2024.
[8] مقابلة وجاهية مع محمد أبو لحية، أيلول/ سبتمبر 2024.
[9] مقابلة هاتفية مع ليلى شاهين، آب/ أغسطس 2024.