"دماؤنا ليست أغلى من دماء شعبنا"...هذا ما قاله إسماعيل هنية (أبو العبد)، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، تعليقاً على استشهاد بعض أولاده وأحفاده وأقربائه خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وفي صباح هذا اليوم، في 31 تموز/يوليو 2024، لحق إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية بهؤلاء الشهداء وبعشرات الآلاف غيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني وبناته.
ولد إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ، لعائلة هُجّرَت إلى قطاع غزة عند وقوع النكبة من قرية الجورة التابعة لقضاء عسقلان، ودرس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية في غزة، وشارك بنشاط "الكتلة الإسلامية" ومجلس الطلبة في الجامعة، وتخرّج فيها، في سنة 1987، مع اندلاع الانتفاضة الأولى وتأسيس حركة "حماس"، بدرجة البكالوريوس في الأدب العربي. اعتقلته سلطات الاحتلال لفترات قصيرة، ثم حكمت عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام، ما بين 1989 و 1992، وأبعدته مع العشرات من أعضاء الحركة وقادتها لمدة عام إلى معسكر مرج الزهور في جنوب لبنان.
بعد عودته إلى قطاع غزة، عُيّن إسماعيل هنية عميداً للجامعة الإسلامية، ثم شغل في سنة 1997 منصب مدير مكتب مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في سنة 2004؛ وترأس في سنة 2005، قائمة حركة "حماس" التي شاركت في الانتخابات للمجلس التشريعي في كانون الثاني/يناير 2006 وفازت فيها، وعُيّن في سنة 2007 رئيساً للحكومة الفلسطينية، وترأس منذ ذلك العام تنظيم الحركة في قطاع غزة، وشارك على رأس وفود الحركة في عدد من جولات الحوار الفلسطيني الرامية إلى تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة بين حركتَي "حماس" و "فتح".
انتخب إسماعيل هنية في سنة 2017 رئيساً للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خلفاً لخالد مشعل، وأعيد انتخابه في هذا المنصب، واغتيل خلال زيارة كان يقوم بها إلى طهران. وقد نعت حركة "حماس"، في بيان وجهته "إلى أبناء شعبنا العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران". وأعلنت الفصائل الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة الإضراب العام اليوم حداداً عليه.