مخيم جنين: استهداف المخيمات في شمال الضفة الغربية
سنة النشر: 
اللغة: 
عربي
عدد الصفحات: 
15

عملت إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، على تكثيف ما أصبح يُعرف اصطلاحاً بحرب المخيمات في شمال الضفة الغربية، وحمل مخيم جنين موقعاً مركزياً وسط هذه الحرب التي قامت على القتل وتدمير البنية التحتية والمنازل، وهذا ما نقلته قوات الاحتلال إلى باقي مناطق شمال الضفة الغربية، وخصوصاً المخيمات. وتحاول هذه الورقة رصد واقع المقاومة في المخيم بعد اقتحام تموز/يوليو 2023، واستراتيجيات الاستجابة الإسرائيلية، ومخرجات هذه التفاعلات.

 تفجير "النمر" وما بعده

في حزيران/يونيو 2023، فجّر مقاومون في جنين مركبة النمر "بانثر" الشديدة التحصين، والمصفحة ضد العبوات الناسفة، بعبوة بوزن 40 كيلوغراماً، وقد أثار هذا الحدث صدمة وجدلاً واسعَين في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، بوصف الحدث بـ "غير المألوف"، ويكسر قواعد اللعبة في الضفة الغربية، عبْر توظيف عبوات تشبه تلك المستخدمة في لبنان وغزة، على حد قول مسؤول في "المنطقة الوسطى" في الجيش الإسرائيلي. ولم تشكّل هذه الحادثة إلاّ عتبة ثالثة في تراكمية حالة جنين ومخيمها المشتبكة.[1]

ولم يكن هذا الحدث وليد اللحظة، إنما نتاج حالة تراكمية من الغضب والمقاومة في جنين تركزت في المخيم منذ سنة 2014، إذ بدأت عمليات اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين تصبح أكثر صعوبة، وتشهد اشتباكات مسلحة، منها استشهاد حمزة أبو الهيجا، ويزن جبارين، ومحمود أبو زينة، وذلك في اشتباك مسلح في قلب المخيم، في آذار/مارس 2014، وهذا ما يمكن اعتباره العتبة الأولى في عودة الاشتباك إلى المخيم.[2] 

أمّا العتبة الثانية في مقاومة المخيم، فقد جاءت مع هروب 6 أسرى من سجون الاحتلال، على رأسهم ابن مخيم جنين، زكريا الزبيدي، في حادثة "نفق الحرية"، فجاء تأسيس "كتيبة جنين" في أيلول/سبتمبر 2021، التي أعلنت الجهوزية لحماية الأسرى مع إطلاق عمليات مناوشات مسلحة على حواجز الاحتلال، فيما بات يُعرف بالإرباك.[3] لكن ولادة فكرة الكتيبة جاءت على يد الشاب والأسير المحرَر، جميل العموري، الذي اغتالته وحدة مستعربين في جنين في حزيران/يونيو 2021.[4] وعدا عن تشكيل العموري أنوية قادت إلى ولادة الكتيبة والحالة المقاومة، فقد تحوّل الشاب ابن الـ 24 عاماً إلى أيقونة ملهمة ملأت فراغ غياب الرمز الأيقوني، إذ حمل العموري لقب "مجدد الاشتباك".

وعلى طول الخط الزمني بين سنتَي 2014 و2023، جرت أحداث مركزية أبقت مخيم جنين في قلب المشهد كنقطة الاشتباك الأكثر سخونة مع الاحتلال؛ ففي أيار/مايو 2022، اغتالت قوات الاحتلال المقتحمة لمحيط مخيم جنين الصحافية شيرين أبو عاقلة، في أثناء تغطيتها الصحافية، كما أصيب زميلها الصحافي، علي السمودي، وهو ما دفع في اتجاه ردات فعل دولية وتحقيقات فنّدت محاولات إسرائيل التنصل من الجريمة، ومنها تحقيق بتسيلم.[5]

وبعيداً عن التعريفات الفصائلية، فقد رسم مخيم جنين حالة مختلفة تجلت في تموز/يوليو 2023، عبْر اقتحام كان الأوسع في الضفة الغربية منذ نهاية انتفاضة الأقصى (2000-2005). وقد جاء الاقتحام لكسْر الصورة الجديدة للمقاومة التي قدمتها التجربة في جنين ومخيمها، وهي حالة "التموضع الدفاعي"، والتي تمثلت في إعداد بنية تحتية مقاومة دفاعية - وفق الإمكانات المتاحة - واصطياد الآليات عبر العبوات الناسفة والاشتباكات، وإعداد الكمائن إذا سنحت الفرصة لذلك.

وكانت إسرائيل في سنة 2023 قد أطلقت عملية كاسر الأمواج،[6] في إعادة إعمال لاستراتيجيا "جز العشب"، أي القضاء على أنوية الاشتباك حال ولادتها وفي موضعها، لكنها في حالة جنين أطلقت اسم "البيت والحديقة" على عمليتها الواسعة التي جاءت في تموز/يوليو، في إشارة إلى أهمية العملية والإصرار على تدمير "ملعب الإرهابيين".

وحملت هذه العملية مقاربة مختلفة قامت على التدمير الواسع والتهجير الذي طال آلاف الفلسطينيين من أبناء المخيم، والمفارقة أن اسم العملية هو الاسم الأول نفسه لإحدى أوائل المستعمرات الصهيونية عند تأسيسها سنة 1926 على الساحل الفلسطيني، والتي باتت تُعرف باسم "بات يام".[7] 

وتزاوجت الخشية الإسرائيلية من تطوُر حالة جنين مع الخطاب اليميني الشعبوي الحاكم، إذ قال المندوب الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، داني دانون: "شمال السامرة أصبح شبيهاً بجنوب لبنان من حيث نطاق الهجمات ضد المستوطنين وقوات الأمن ونوعيتها، وهذا هو الوقت المناسب لإعطاء قوات الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر للعمل على تطهير أوكار ʾالإرهابʿ." 

ومن هنا، فقد جاء اقتحام تموز/يوليو لجنين كمحاولة لعزل المخيم، وقتْل بنيته المقاومة، لكن إسرائيل واجهت تكتيكات متعددة تمثّلت في الكمائن للقوات الراجلة والاستهداف من الخلف، من جانب مقاوِمين منتشرين في المدينة، كما كشف الاحتلال نفقاً على الأقل في مسجد الأنصار في قلب المخيم، وهو ما يشكّل أيضاً مدخلاً جديداً من مدخلات البنية التحتية المقلقة بالنسبة إلى إسرائيل، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إدخال المسيّرات على خط المواجهة، والتي تنوعت بين الاستطلاعية والهجومية والانقضاضية، منها 6 مسيّرات "ماعوز" استخدمت في الاقتحام.

وفي هذا السياق، شكّلت هذه العملية العسكرية عودة إلى مقاربة "التصميم بواسطة الهدم"، بما يعني "تذليل" المكان بالقوة العسكرية وتحويله إلى ساحة عمليات طيّعة لسياسات الاحتلال. هذه المقاربة التي استخدمها الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، وخصوصاً في مخيم جنين، عادت إلى الواجهة في محاولة لتفكيك المخيم، والتي كانت أداتها التدميرية الرئيسية جرافات D9 العسكرية العملاقة، وعملت هذه الآليات بعد تموز/يوليو 2023، كما في نيسان/أبريل 2002، على محاولة كسْر المخيم كنطاق حصين وملاذ مقاوم.[8] 

ومع انتهاء جولة تموز/يوليو، أشار الصحافي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، إلى أن قوائم الشاباك شملت 300 اسم، اعتُبر 160 منهم نواة صلبة للمسلحين، لم يتم اعتقال أو قتْل إلاّ 3 - 5 منهم، وهو ما دفع الإعلام الإسرائيلي إلى التساؤل بعد المواجهة: "ما الذي دفع جنين إلى هذا الحد؟"

وبعد تموز/يوليو، أُنتج واقع جديد متصل في مخيم جنين ومقاومته، تمثل بثلاث نقاط مركزية:

1- المخيم كرمزية ومركز اشتباك: مع التدمير الواسع لمخيم جنين، واستهداف البنية التحتية والمنازل وتهجير العائلات من أحياء كاملة، أجبر الاحتلال، في اقتحام تموز/ يوليو، نحو 500 عائلة على هجْر منازلها، في مشهد نزوح ليلي قاد إلى غضب فلسطيني شعبي واسع. ويحمل مشهد النزوح هذا حساسية عالية في السياق الفلسطيني، وهو ما قاد إلى حالة دعم وإسناد كبيرَين من جانب محيط المخيم - المدينة والريف - عبْر فتْح البيوت والمراكز العامة لإيواء 3000 نازح، وتدفُّق المساعدات لتلبية الحاجات الآنية للنازحين الذين أُخرجوا ليلاً.[9]

ومع انكفاء الاقتحام، وظهور آثار التخريب الواسعة للبنية التحتية والمنازل، أُطلقت حملات في كل المحافظات لإسناد المخيم ودعمه، ووصلت عشرات الشاحنات إلى جنين محمّلة بالمستلزمات.[10] ولم تكن هذه الحملات مجرد دعم مالي ومعنوي، بل أيضاً كانت انخراطاً وتبنياً لحالة جنين. ويقول منسق حملة "فزعة جبل النار"، بكر عبد الحق: "تعكس الحملة اللُّحمة والوحدة الميدانية بين جنين ونابلس، المتجسدة منذ عامَين، في كل الاقتحامات والاعتداءات، إذ كانت جنين من أوائل المحافظات التي تقف إلى جانب نابلس، واليوم حان دور نابلس لتردّ جزءاً من العرفان، ولإيصال رسالة إلى الاحتلال، الذي أراد أن يستفرد بجنين، فحواها أنها ليست وحدها، بل أيضاً نابلس حاضرة بالمساعدات والدعاء والوقفات إلى جانبها."[11] 

إن خصوصية مخيم جنين تكمن في أن ذاكرة الاجتياح الكبير في نيسان/أبريل 2002 كانت قابلة للاستدعاء في تموز/يوليو، إذ كان مخيم جنين هو المساحة الأكثر صلابة في الاشتباك مع الاحتلال في اجتياح الضفة الغربية سنة 2002، وهي ذكرى يحييها أبناء المخيم مع كل نيسان/أبريل، مستعيدين بفخر ذكريات معركة نيسان/أبريل ورموزها، وهي ذاكرة استُعيدت عند الشارع الفلسطيني بصورة عامة سنة 2023، إذ رُبطت صلابة جيل المقاومين الجديد بصلابة الجيل الذي سبق.[12]

إن خصوصية جنين وما حاولت تقديمه كصورة لمركز اشتباك حصين دفع أَسرى نفق الحرية إلى محاولة الوصول إلى المخيم، ومنهم إيهاب كممجي، الذي وصل إلى المدينة وكان يخطط للانتقال إلى المخيم قبل إعادة اعتقاله، بينما دأب عدد من منفذي العمليات على الالتجاء إلى المخيم كنقطة حصينة، منهم عبد الفتاح خروشة، منفذ عملية حوارة في شباط/فبراير 2023، وماهر تركمان، منفذ عملية الأغوار في أيلول/سبتمبر 2022.

وإن استدعاء هذا الربط جاء في تأسيس غرفة العمليات المشتركة في جنين، والتي ضمت الأذرع العسكرية للجهاد الإسلامي و"فتح" و"حماس" في المخيم، وإعلان مخيم جنين منطقة حصينة لن يتمكن الاحتلال من الوصول إلى أَسرى نفق الحرية في حال وصلوا إليه.[13] 

وإن هذا التراكم في رأس المال الرمزي، وفق ما يصف سعيد أبو معلا،[14] تواصل مع تصاعُد حدة الاشتباك مع الاحتلال وتحوُله نوعياً، وخصوصاً أن الاشتباك جاء بعد نحو عقد من نموذج الامتصاص النيوليبرالي لجنين، وهو ما جعل جنين قاعدة مفتوحة للاشتباك والرمزية.

2- الدومينو: طرحت تجربة تموز/يوليو في جنين مقاربة جديدة ممكنة وقابلة للاستدامة في مواجهة الاحتلال، وهي مقاربة تقوم على بناء تشكيلات مقاومة رشيقة عابرة للفصائل ومنتشرة، ولا تخضع لهرميات مركزية. وبهذا الإطار، فقد قال جيش الاحتلال إن فاروق سلامة على سبيل المثال، وهو قيادي في كتيبة جنين اغتيل سنة 2022، كان قد ساهم بصورة مؤثرة في تأسيس البنية التحتية لعرين الأسود وتطويرها في نابلس، كما اتهمته بالتخطيط وتنفيذ عمليات إطلاق نار في محيط نابلس.[15]

ومنذ سنة 2015، بدا وكأن مخاضاً في الضفة الغربية يكسر العشرية التي تلت الانتفاضة الثانية، تمثّل في حالات الاشتباك الفردي عبْر عمليات الطعن والدهس، والتي سُميت بـ "هبّة السكاكين".

وكانت هبّة السكاكين انفجاراً فردانياً لمخزون الغضب على سياسات الاحتلال في القدس والفعل الاستيطاني الذي أخذ منحى مرعباً بإحراق عائلة دوابشة سنة 2015، وما سبقها من جريمة خطْف وحرْق الفتى محمد أبو خضير المروعة سنة 2014. وتصدّر جيل شاب دون سن الـ 22 المشهد، وشكّل حالة إلهام، وقدّم رسائلَ تكسر السكون الفصائلي، بل أيضاً ترفض الفصائلية بالكامل. ويقول الشهيد بهاء عليان في وصيته: "أوصي الفصائل بعدم تبنِّي استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم."

واستخدم هذا الجيل وسائل فردية ومتاحة؛ كالسكاكين، والدهس بالمركبات، مع بعض حالات الاستخدام المحدودة للسلاح الناري.[16]

لم تكن هبّة السكاكين إلاّ مدخلاً تعبوياً أبقى أثره في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنشأ رموزه التي تبنّاها الشباب بعيداً عن الرموز الفصائلية التقليدية، إلى جانب الشهيد عليان والشهيد مهند الحلبي. وتوالت التراكمات الضاغطة التي أفضت إلى هبّة الكرامة مع "الشيخ جراح" (2021)، والتي قادت إلى تعبئة شعبية جامعة على طول نطاق الديموغرافيا الفلسطينية، والتي تُوجت بالإضراب الكبير في أيار/مايو 2021، وانخرط فيها الفلسطينيون في الداخل والأرض المحتلة سنة 1967 على حد سواء، في مشهد لم يتكرر منذ سنة 1936.

والتحمت هذه المقدمات مع العتبات الثلاث التي أوردتها الورقة سابقاً، مشكّلة قواعد تعبئة صلبة غذّت انتشار المجموعات المقاومة (الكتائب) من مخيم جنين إلى ريفها (جبع، وقباطية، وكفردان، واليامون، والسيلة الحارثية)، ومن منطقة جنين إلى طولكرم (نور شمس، ومخيم طولكرم)، ونابلس (بلاطة)، وطوباس (طوباس والفارعة)، وقلقيلية (قلقيلية)، وصولاً إلى جنوب الضفة الغربية (بيت أمر)، مروراً بوسط الضفة (عقبة جبر). وإن كانت هذه أبرز المجموعات، إلاّ إنها ليست الوحيدة، إذ ظهرت عمليات فردانية قامت بها مجموعات صغيرة ترتبط بفصائلها مباشرة، وخصوصاً تلك التي استهدفت مستوطنين على الشوارع الرابطة في الضفة الغربية.

لكن الملاحَظ أن الكتائب، بصورة عامة، تعمل بأنساق وتكتيكات متشابهة: مجموعات خفيفة التسليح لاهرمية تشتبك بكمائن وتستخدم العبوات الناسفة التي تستهدف الآليات، وبعيداً عن ارتباطها المعلن بالجهاد الإسلامي، فهي عابرة للفصائل، وخصوصاً في المخيمات، كما أنها قادت إلى تحفيز الأذرع المسلحة لـ "فتح" و"حماس" بصورة واضحة، وخصوصاً في المخيمات.

3- المخيم كهوية جمعية: لم يعد المخيم، وفق التعريف الفلسطيني، جغرافيا ساكنة، بل تحوّل إلى هوية جمعية، تذوب فيها الفصائلية لمصلحة اتفاق على المقاومة. وقد حفّز مخيم جنين هذا التحول، مستفيداً من تجربة الإذابة الفصائلية بانتفاضة الأقصى، وقدّم نموذجاً تحول فيه المخيم من حاضنة اجتماعية للمقاومة إلى هوية جمعية متكتلة لديها انحياز جمعي وانخراط كامل في الدفاع عن فكرة المقاومة وسلوكها. وتمتلك الهوية الجمعية هنا، وبالتحام جمعي، فكراً ناظماً متجانساً يهندس الاستجابات الاجتماعية الداعمة للمقاومة، التي قادت خلال الأعوام الفائتة إلى تحوُل المخيم إلى خزّان تعبوي للمقاتلين من جهة، ونطاق فوق جغرافي من جهة أُخرى، وتوسع ليشمل الريف والمدينة أولاً، قبل الانتشار على مستوى الضفة الغربية، وهذا ليس من باب رمزيته فقط، بل أيضاً من باب اعتناقه كفكرة سياسية تقدم بديلاً سياسياً ثورياً، وفق ما ترى قطاعات اجتماعية واسعة.

القراءة الإسرائيلية للمخيم بعد تموز/يوليو 2023 واستراتيجيا إسرائيلية مواجِهة:

1- استهداف الرموز والرمزيات: في تشرين الأول/أكتوبر 2023، اقتلعت آليات الاحتلال مجسم حصان جنين، وهو مجسم صُمم من مخلّفات مركبات إسعاف، ومركبات لأفراد سحقها ودمرها الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، وكان قد نُصب على مدخل المخيم الشمالي الغربي، وقد أحاطت به نصب تذكارية لشهداء من عائلة الزبيدي، أبرزهم الشهيدة الأم سميرة الزبيدي. وصمد الحصان في موقعه، ووجهه إلى حيفا، 20 عاماً، قبل اقتلاعه وسحْبه إلى مكان مجهول، وتدمير الميدان الذي نُصب فيه بالكامل.[17]

ولم يكن تدمير هذا الميدان عبثياً، فقد جاء كجزء من تدمير كل الرموز التي حاولت تخليد ذكرى الأفراد أو الأحداث، إذ دأبت جنين على تسمية ميادينها بأسماء شهداء السنوات الأخيرة، ومن هذه الميادين: دوار الأحمدين (الشهيدَين أحمد نصر وأحمد إسماعيل جرار)، ودوار الشهيد جميل العموري، ودوار الشهيد سميح أبو الوفا، ودوار الشهيد زياد الزرعيني، مع تدمير نصب شهداء في مواقع متعددة، منها تدمير نصب الشهيد الطبيب عبد الله أبو التين عند مدخل مخيم جنين.

بالإضافة إلى ميادين حملت أسماء شهداء من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، ومنها على سبيل المثال: دوار الشهيد ياسر عرفات، ودوار الشهيد يحيى عياش، ودوار الشهيد أبو علي مصطفى، وميدان الشهداء، ودوار الشهيد عمر النايف.

كما حمل تدمير ميدان العودة المعنى نفسه، إذ حمل الميدان خريطة فلسطين، وعليها أسماء القرى التي هُجر منها لاجئو مخيم جنين، كما أظهرت صورة جنود جيش الاحتلال قرب أقواس النصر على مدخل مخيم جنين، في الصورة السفلى، حرصه على كسر الرمزيات الفلسطينية والرسائل التي تحملها أيضاً، إذ وقف في هذا الموقع المقاومون لأخذ صورة جماعية، في الصورة العليا، حملت معنى إطلاق كتيبة جنين، في محاولة لتقديم صورة انتصار على فكرة المخيم. وكانت هذه الصور قبل 30 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين دمر الاحتلال الأقواس التي كُتب عليها "محطة انتظار لحين العودة"، نهائياً.[18]

 

 

2- جعْل النموذج مكلفاً وقتْل الحاضنة: تحاول إسرائيل، منذ عملية تموز/يوليو 2023، أن تجعل من نموذج مخيم جنين مكلفاً على المخيم اجتماعياً واقتصادياً، وبالتالي تحويل النموذج من كونه جاذباً إلى مُنفِر. ودأبت إسرائيل على ذلك عبر مشهد التهجير القصري الذي قدّمته في تموز/يوليو، وما واكبه من تدمير واسع للبنية التحتية والمرافق العامة وعدد من المنازل، ليتوسع هذا النمط ويتعمق بصورة أكثر فتكاً بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، إذ اعتمد الاحتلال على إجراءات إطلاق نار التي سهلت الأمر على جيشه في جنين، وأفضت إلى استشهاد 137 شهيداً بين كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر 2023، بينما بلغ عدد الشهداء، بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و6 حزيران/يونيو 2024، 126 شهيداً بحسب أوتشا، منهم 31 طفلاً، وكان بين الشهداء 54 شهيداً من مخيم جنين، و51 شهيداً من مدينة جنين، بينما توزعت الأعداد الباقية على ريف المحافظة.[19]

أمّا على مستوى دمار البنية التحتية، فقد وصف رئيس بلدية جنين، نضال أبو عبيد، المدينة ومخيمها بالمنطقة المنكوبة، ففي اقتحام المدينة والمخيم في 12 و13 حزيران/يونيو 2024، قامت آليات الاحتلال بتدمير كل ما تم إصلاحه أو ترميمه قبل ذلك (تم إصلاح وترميم الشوارع المدمرة 9 مرات منذ تموز/يوليو 2023)، من شبكات مياه وصرف صحي ومولدات وشبكات كهرباء، إلى جانب الشوارع التي شملت معظم شوارع المخيم الداخلية، وتلك المؤدية إليه والمحيطة به، وشوارع المدينة المركزية.[20]

وفي الإطار ذاته، عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير الاقتصاد غير المنظم، والبسطات، التي تُعد مصدر الدخل للأُسر الأقل حظاً، إلى جانب تدمير شوارع المربع التجاري، وهو المنطقة التي تتركز فيها النشاطات التجارية وسوق المدينة، مع تجريف شارع الناصرة الواصل بين جنين ومعبر الجلمة، وهو المدخل الرئيسي للفلسطينيين من الداخل إلى المدينة. وجاء هذا الاقتحام في ذروة الحركة التجارية التي تسبق عيد الأضحى.[21]

وأدت هذه السياسة، وفق محافظ جنين، كمال أبو الرب، إلى تراجُع الحركة التجارية إلى نحو 35% من معدلاتها الطبيعية، وتغيير 65% من المنشآت في المحافظة شروط تعاقدها مع عامليها، مع حملات تسريح واسعة بسبب تراجُع القدرة الاقتصادية.[22]

إن سياسة الاحتلال على مستوى المخيم تستمر في محاولة تحويله إلى بيئة طاردة، عبر إنشاء حالة من اللاأمان الدائم، وتدمير كل مقومات الحياة من مياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات.

3- الاستنزاف وإنهاك المقاومة: بدأت إسرائيل استخدام الطائرات المسيّرة، الاستطلاعية والهجومية والانتحارية، منذ حزيران/يونيو 2023، واغتالت بها 3 شبان عند المدخل الشمالي للمدينة، بادعاء أنهم يشكلون خلية مسلحة.[23] ومع 7 تشرين الأول/أكتوبر، تَصَاعَد استخدام المسيّرات بصورة كبيرة في جنين لمراقبة أجواء المخيم والمدينة على مدار الساعة، وخصوصاً أن الاحتلال قام بتدمير "الشوادر" التي نصبها أهالي المخيم لتغطية الشوارع وتشويش الرقابة على حركة المقاتلين. ولاحقاً، استخدمت قوات الاحتلال مروحيات من طراز أباتشي للاستهداف والاغتيال للمرة الأولى في حزيران/يونيو 2023، وذلك بعد انقطاع عن استخدامها منذ نهاية الانتفاضة الثانية.[24] كما استُخدم الطيران الحربي في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية.[25]

وتوالت سياسة استخدام أدوات الرقابة والملاحقة الدائمة من الجو، وبصورة متصاعدة، ولم تعد المسيّرات تغادر سماء المدينة والمخيم، كما لم تتوقف الجرافات العسكرية الضخمة D9 عن تدمير البنية التحتية، وملاحقة ما تدّعي أنها أهداف مرصودة لعبوات مزروعة في الشوارع.

ووفق الرصد من مصادر متعددة، فقد تجاوز عدد الاقتحامات الموسعة لمخيم جنين وأطرافه 25 اقتحاماً منذ 7 من تشرين الأول/أكتوبر، مع حصار شديد وملاحقة لمصادر توريد الأسلحة، إذ أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤآف غالانت، في حزيران/يونيو 2024، إلى أن "إيران تسعى لإغراق جنين بالأسلحة والذخيرة.... ونحن نبذل كل الجهود لوقف وإحباط المساعي الإيرانية لإدخال الأسلحة والذخيرة من الشرق في اتجاه جنين."[26] 

مخرجات الاشتباك:

إن المقاربة الإسرائيلية التي أصبحت أكثر حضوراً بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، والمتمثلة في أن ما لا يُحل بالقوة يُحل بمزيد من القوة، وخصوصاً في "غزة الصغرى"، كما يُطلق إسرائيلياً على جنين، هي مقاربة لم تؤدِّ إلى تجفيف المخيم كهوية جمعية، إنما بالعكس، فقد انتقلت عبر "الدومينو" إلى مخيمات الشمال. والملفت هو أن إسرائيل استخدمت المقاربة والاستراتيجيا نفسها للمواجهة في طولكرم ونابلس.

وبعد عام على "البيت والحديقة" كما تُسمّى إسرائيلياً، أو "بأس جنين" كما سمّتها المقاومة في المخيم، انتقلت الاستراتيجيات المقاومة نفسها إلى المخيمات ورُسّخت، كما جاءت عملية التفجير المزدوجة يوم 27 حزيران/يونيو 2024 لتُسقط كل الاستراتيجيا الإسرائيلية ومساراتها، إذ نقلت "القناة 14" عبر مراسلها تفاصيل العملية التي قُتل فيها ضابط وجُرح 16، إذ تم تفجير عبوة ناسفة أولى تجاوزت تمهيد الـ D9 التي تسبق الآليات العسكرية وتؤمن الطريق من العبوات، وهو ما أدى إلى تضرر مركبة "نمر" وإصابة مَن فيها، ومع وصول آلية عسكرية لتخليص الآلية الأولى، تم تفجير عبوة ثانية أدت إلى مقتل قائد فرقة قنص وإصابة آخرين. ووفق الجيش الإسرائيلي، فقد تم وصف العبوات بالضخمة والمزروعة على عُمق متر ونصف المتر، مقارنة بعبوات سابقة كانت تُزرع على عمق عشرات السنتيمترات. واستغرب مراسل القناة، يديديا أبستن، إقدام الجيش الإسرائيلي على الاقتحام بآلياته والمخاطرة أمام العبوات الناسفة لاعتقال "مطلوبين"، مطالباً بقصف كل المبنى الذي يتواجد فيه "المطلوبون" من دون المغامرة بالاقتحام.[27]

من الواضح أن هذه العملية ستشكل عتبة جديدة ومقدمة لاستراتيجيا إسرائيلية مختلفة في التعامل مع جنين، إذ إن الاستنتاجات الإسرائيلية القادمة ستتمحور حول تفسير الفشل في تحقيق الهدف، وهو تقويض حالة المقاومة في مخيم جنين، وبالتالي فشل حرب المخيمات في شمال الضفة الغربية، كما ستذهب إلى محاولة الإجابة عن سؤال مركزي: "كيف استطاعت المقاومة مراكمة قوتها وتطوير أدائها النوعي، والوصول إلى نماذج الكمائن التي تشبه تلك التي في غزة، والتي كانت في جنوب لبنان؟ وهل إسرائيل تواجه ʾمقاومة ظلʿ غير معلنة في جنين؟".

لكن من غير المتوقع أن تقود هذه العتبة إلى مقاربة أكثر هدوءاً ومسار سياسي اقتصادي، إنما بالعكس، فمن المتوقع وجود مقاربة أكثر عنفاً وفتكاً، وهذا ما عبّر عنه مراسل "القناة 14" بصورة أولية في قوله المذكور أعلاه.

خلاصات

عمد الاحتلال إلى استهداف مخيم جنين خلال السنوات الأخيرة، لما يمثله من رأسمال معنوي قابل للتعاظم وتطوير حالة الاشتباك والانتقال عبر الضفة الغربية، فأطلق على المخيم اسم "غزة الصغرى" في إشارة إلى "التهديد" الذي يشكله المخيم لإسرائيل، وفق نخبها.

ومع انتهاء عملية "البيت والحديقة"، كان الإسرائيليون مدركين أن المقاومة ستعود من المخيم، وهذا ما أشار إليه المحلل العسكري الإسرائيلي روني بن يشاي.[28]

ويمكن الإشارة إلى ثلاثة أسباب مركزية وراء قدرة المخيم على الاستمرار في المقاومة؛ أولها، ثقافة المقاومة التي استطاعت التجذر والانتقال من جيل إلى آخر داخل العائلة الواحدة، وعلى مستوى المجتمع المحلي، وتحولت إلى روح تحدٍ متناقلة تتغذى بتصعيد الاحتلال لمعادلة "القوة". أمّا ثاني هذه الأسباب، فهو طبيعة التكوينات المقاومة اللامركزية واللاهرمية، والتي تجعل من استراتيجيا "جز العشب" غير ناجعة معها. والسبب الثالث والأهم، هو هروب إسرائيل من المقاربات السياسية لمصلحة المقاربات الأمنية والعسكرية.

يقول جاكي حوجي في مقال له في صحيفة "معاريف":

"العبوات الناسفة أصبحت فتاكة أكثر فأكثر، ولا أحد يضمن أنها ستبقى داخل مخيمات اللاجئين فقط، ومَن لم يُرِدْ السلطة الفلسطينية، حصل على ʾفتح-لاندʿ بدلاً من ذلك.... إذا كان العدو منذ نحو سنة يكتفي بإطلاق نار كثيف وغير مركّز، فإنه اليوم يعرف كيفية إنتاج عبوات ناسفة مميتة، لقد أصبحوا أكثر خطورة وفتكاً."

أمّا بالنسبة إلى الخطوة التالية، فيشير حوجي إلى أن جيش الاحتلال يفكر في حلول عسكرية تقوم، على سبيل المثال، على إدخال المدرعات إلى أزقة المخيمات، معتبراً أن هذا تعبير عن ضيق أفق كونه لا يقوم على حل "متعدد الأنظمة" وسياسي جزئياً. ويشير أيضاً إلى أن جيش الاحتلال يواجه معضلة مع المدنيين: "كلما قتلناهم، زاد عدد الشبان المنضمين إلى دوائر القتال؛ قتيل واحد.. اثنان آخران قادمان. في مواجهة تحدٍ كهذا، لن تساعد أي ناقلة جنود مدرعة ولا مروحية ولا دبابة."[29] واعتبر حاجي أن إعمال مقاربة القوة أكثر هو حُكْمٌ على مزيد من الإسرائيليين بالقتل.

إذاً، فمن الممكن القول إن إسرائيل أمام ما يمكن وصفه مجازاً بمعضلة أمنية، في ظل كون العقل السياسي مسكوناً بالحلول العسكرية، وهو ما يقود إلى استنتاج أن إسرائيل تدير دائرة مفرغة من أساليب وأدوات مواجهة المقاومة في مخيم جنين، وشمال الضفة الغربية بصورة عامة، ما دامت تقفز عن الأسئلة السياسية المصيرية.

 

[1] "ماذا نعرف عن مدرّعة ʾالنمرʿ الإسرائيلية التي أُعطبت في جنين؟"، "النهار العربي"، 19/6/2023.

[2] إبراهيم سميح ربايعة، "الهبة والاشتباك: نموذج التدجين وسقوطه في جنين"، "شؤون فلسطينية"، العدد 287-288 (ربيع وصيف 2022).

[3] جهاد بركات، "عوامل ولّدت ʾكتيبة جنينʿ... جيل جديد من المقاومين في الضفة"، "العربي الجديد"، 30/9/2024.

[4] سامر خويرة ومحمود السعدي، "هكذا اغتالت القوات الخاصة الإسرائيلية ضابطَي أمن وأسيراً محرراً في جنين"، "العربي الجديد"، 10/6/2021.

[5] "مقتل شيرين أبو عاقلة"، بتسيلم، 21/7/2022.

[6] "ʾكاسر الأمواجʿ.. اسم العملية الإسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين قُبيل رمضان"، "TRT عربي"، 31/3/2022.

[7] علي حبيب الله، "ʾبيت وحديقةʿ في جنين: عن العمارة والحرب القذرة مجدّداً"، "عرب 48"، 5/7/2023.

[8] إيال وايزمان، "أرض جوفاء: الهندسة المعمارية للاحتلال الإسرائيلي"، ترجمة: باسل وطفة، (بيروت: الشبكة العربية للأبحاث والنشر)، ص 305-308.

[9] "المشهد يعيدنا إلى النكبة: هكذا أجبر الاحتلال مئات العائلات على مغادرة منازلها في مخيّم جنين"، "عرب 48"، 4/7/2023.

[10] "حملات في عدة محافظات لدعم جنين ومخيمها"، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، 6/7/2023.

[11] المصدر نفسه.

[12] فاطمة محمود، "هجوم إسرائيلي يذكر باجتياح عام 2002.. أهالي جنين يروون للجزيرة نت تفاصيل الاشتباك"، "الجزيرة"، 3/7/2023.

[13] "الغرفة العسكرية المشتركة في مخيم جنين: ʾلترفع الأجهزة الأمنية يدها عن المقاومةʿ"، "العربي الجديد"، 12/9/2021.

[14] عبد الباسط خلف، "مخيم جنين: البطل الفردي والأسطورة والفصائل وʾقواعد الاشتباكʿ"، "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 131 (صيف 2022)، ص 171-185.

[15] "جيش الاحتلال: الشهيد فاروق سلامة شارك في قتل جندي من اليمام وله دور في تشكيل العرين"، "قدس"، 3/11/2022.

[16] محمود جرابعة، "انتفاضة السكاكين: الديناميات والآفاق (تجربة)"، مركز الجزيرة للدراسات، (ورقة تحليلية)، 16/11/2015.

[17] بديعة زيدان، "الاحتلال يقتلع ʾحصان جنينʿ… الشاهد على المجزرة وشهدائها"، "العربي الجديد"، 30/10/2023.

[18] حول تدمير الميادين والرموز في جنين ومخيمها انظر:

سامر خويره، "هدم قوس النصر في مخيم جنين: الاحتلال يبحث عن صورة مزيفة للانتصار على المقاومة"، "العربي الجديد"، 2/11/2023.

فاطمة محمود، "تدمير الرموز والبنى التحتية.. أهداف عملياتية ومعنوية لإسرائيل في جنين"، "الجزيرة نت"، 4/11/2023.

"رموز للمخيم دمرها جيش الاحتلال.. ما قصة حصان جنين وأقواس العودة؟ رموز للمخيم دمرها جيش الاحتلال.. ما قصة حصان جنين وأقواس العودة؟"، "التلفزيون العربي"، 30/10/2023.

[19] Data on Casualties. OCHA.

[20] "الاحتلال يواصل عملية تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين في جنين ومخيمها"، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، 13/6/2024.

[21] فاطمة محمود، "ماذا يعني إعلان الاحتلال مخيم جنين منطقة عسكرية مغلقة؟"، "الجزيرة"، 13/6/2024.

[22] المصدر نفسه.

[23] "بين اقتحام واسع وعمليات خاطفة.. نحو 20 نشاطاً عسكرياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين منذ بداية العام"، "الجزيرة"، 3/7/2023.

[24] قيس أبو سمرة، "جنين تحت القصف الجوي لأول مرة منذ 2002"، "الأناضول"، 19/6/2023.

[25] محمد بلاص، "بعد قصف مسجد الأنصار بمخيم جنين.. تهديدات باستخدام القوة الجوية في الضفة"، 25/10/2023.

[26] محمود مجادلة، "غالانت: نعزز ʾالفرق المتأهبةʿ بالمُسيرات والأسلحة المتطورة"، "عرب 48"، 17/6/2024.

[27]صفحة "نافذة على الإعلام الإسرائيلي- ترجمة محمد أبو علان" على موقع فيسبوك.

[28] "تحليلات إسرائيلية: عندما ينتهي العدوان على جنين سيستأنف الفلسطينيون المقاومة"، "عرب 48"، 4/7/2023.

[29] جاكي حاجي، "هناك حرب تتطور في الضفة الغربية وستكون صعبة ومعقدة مثل غزة"، "معاريف"، 5/7/2024 (بالعبرية).

1
عن المؤلف: 

​إبراهيم سميح ربايعة: أكاديمي وباحث في السياسة والاقتصاد السياسي، مدير تحرير "شؤون فلسطينية".