
"واستناداً إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، من اليمين ومن اليسار، دعوا ويدعون إلى الإبادة والتدمير والتهجير، والأهم استناداً إلى الوقائع على الأرض في شمال قطاع غزة الذي سويت معظم مساحته بالأرض، وإلى عسكرة المستشفيات واستهدافها، فإن جيش الاحتلال يعمل على تحويل مناطق واسعة من غزة إلى مناطق منكوبة غير صالحة للحياة البشرية، وهذه ترجمة عملية لـتصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي عضو الكابينت آفي ديختر(رئيس سابق لـ "الشاباك")، التي قال فيها إن "إسرائيل بـترحيل أهالي غزة تعمل على إيقاع نكبة 2023".[1]
وتشير الحقائق على الأرض إلى أن المستشفيات داخل قطاع غزة لا تحظى بأي حصانة، على الرغم من كفالة القانون الدولي لها، إذ تم انتهاك حرمتها، واستباحة دم مَنْ فيها، بصورة ممنهجة، مستشفى تلو آخر، بدعوى أنها تُستخدم كمقار عسكرية لحركة "حماس"، في إطار مزاعم غير مقنعة لا تستند إلى أدلة حقيقية، ولم تتبنَّها وسائل الإعلام العالمية. ويبدو أن مهاجمة المرافق الطبية في القطاع يرمي إلى تحقيق غايات إسرائيلية أُخرى غير معلنة؛ فقد بدأ التحريض الإسرائيلي على مستشفى الشفاء قبل سنوات، وجرى الاعتداء عليه على مدى عدة أيام إلى أن جرى إجلاء الأغلبية الساحقة من المرضى والجرحى والطواقم الطبية يوم الأربعاء في 15/11/2023. ثم جرى استهداف مستشفيات أُخرى، كالمستشفى الأندونيسي ومستشفى الرنتيسي ومستشفى القدس، وفي اليوم 45 على الحرب على غزة أوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن 9 مستشفيات فقط من أصل 35 مستشفى تعمل في قطاع غزة.[2]
كما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، يوم الاثنين في 20/11/2023، مقتل 12 شخصاً على الأقل بضربة إسرائيلية على المستشفى الأندونيسي في مدينة غزة، في وقت وصل 29 طفلاً خديجاً ممن تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء إلى مصر عبر معبر رفح. وتم إجلاء الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، بعدما أمر الجيش الإسرائيلي، الذي اقتحم المستشفى وفتشه بدقة ودمّر بعض أقسامه، بحسب أطباء ومسؤولين كانوا فيه، بإخلائه. وكان أكد مدير المستشفيات في قطاع غزة، الأحد في 19/11/2023، لـوكالة "فرانس برس" إجلاء 31 طفلاً خديجاً من المستشفى، لم يُعرف بعد سبب وصول 29 منهم فقط إلى مصر. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة الصحة العالمية، التي شاركت في إجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى المستشفى الإماراتي في رفح في جنوب القطاع، قولها، الأحد في 19/11/2023، إن ثمة "11 طفلاً في وضع حرج"، وجميعهم يعانون جرّاء التهابات خطرة.[3]
الهدف المعلن والمآرب غير المعلنة
طال القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة أهدافاً مدنية كثيرة شملت المستشفيات، وكان مجمع الشفاء الطبي في صدارة المستشفيات المستهدفة منذ اليوم الأول؛ فما المنطق والغايات من وراء ذلك؟
رسمياً، وعلى لسان سياسيين وناطقين عسكريين، تحاول إسرائيل تبرير هذا الاستهداف لمكان يزدحم بالجرحى والمرضى والمهجرين، وسط حرمان من حيازة الأدوية والمستهلكات والأجهزة الطبية والوقود، بالزعم أن قوات فلسطينية تأخذ من طبقاته السفلى ملاجئ ومقار ومستودعات سلاح، حتى إنها ادّعت أن مجمع الشفاء يحضن القيادة العسكرية للمقاومة الإسلامية "حماس". وكما هي الحال في مجالات وأبعاد وتطورات أُخرى في هذه الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، هناك أهداف غير معلنة وراء هذا الاستهداف الذي يحوّل حياة المرضى والمصابين الغزيين إلى جحيم، وترتبط بـأهداف الحرب (المعلنة وغير المعلنة) التي لم تتحقق في معظمها، الأمر الذي يفسّر التصعيد العسكري على الرغم من الاحتجاجات الواسعة في العالم. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في اليوم الثاني والثلاثين للحرب، فقد تجاوز عدد ضحايا الهجمات العسكرية على غزة الـ 11 ألف نسمة، وتعدى عدد الجرحى الـ 21 ألف مصاب، وقد استهدفت إسرائيل حتى الآن 120 مؤسسة صحية، وأخرجت 18 مستشفى و40 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة، بسبب الاستهداف والحرمان من الوقود.[4]
وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الكارثة الطبية داخل قطاع غزة مهولة، فبالإضافة إلى فقدان المستهلكات والمعدات الطبية، ثمة عشرات الآلاف ممن احتموا في المستشفيات وباحاتها بحثاً عن النجاة من الصواريخ الإسرائيلية، وهناك 120 ألف إنسان داخل قطاع غزة يحتاجون إلى علاجات طبية تنقذ الحياة، وهم اليوم في حالة خطرة، علاوة على 84 ألف معوق داخل المناطق التي تشملها الحرب.[5]
اتهامات وأهداف إسرائيلية معلنة
وبين 34 مستشفى في قطاع غزة كان مستشفى الشفاء أكبرها، وقد أولته الجهات الإسرائيلية اهتماماً وانشغلت به، ولذا تعرض هذا المستشفى، قبل شنّ هذه الحرب وخلالها، لضغوط متصاعدة بلغت حد قصف محيطه، وذلك بعد حملة اتهامات واسعة بأنه مأوى لـ "الإرهابيين". في المقابل تنفي حركة "حماس" والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل المجمع أو تحته، وقالوا أنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة.
واستخدم المسؤولون والناطقون العسكريون والسياسيون الإسرائيليون هذه التهمة مرات متتالية لتبرير تأييدهم إخلاء مستشفى الشفاء، وحتى احتلاله. وعاد الناطق العسكري الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إلى الادعاء أن قصف بوابته مساء 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 جاء نتيجة "صاروخ فلسطيني فاشل".[6]
واللافت أن أدرعي خرج بهذا الادعاء بعد ساعات (ومن دون دليل محسوس) من عملية قصف بوابة مستشفى الشفاء، وبعدما أحدث هذا الفعل أصداء في العالم، وهو ما جرى تماماً بعد الاستهداف الكبير للمستشفى المعمداني في القطاع في 17/10/2023. وجاء هذا التصعيد بعد سلسلة ضغوط ودعوات مباشرة من جانب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الجنرال دانيال هاغاري إلى مستشفيات شمال القطاع، بمن في داخلها وفي محيطها، بالإجلاء والرحيل نحو الجنوب "حفاظاً على سلامتهم". وسبقت هذه الضغوط الإسرائيلية المتتالية الحملة البرية التي انطلقت في 27/10/2023، وتخللتها أيضاً دعوات إسرائيلية إلى جهات عالمية بإرسال مستشفيات عائمة تستقبل مرضى مستشفيات شمال غزة، وذلك في محاولة لكسب الوقت والشروع الفوري في تدمير شمال غزة قبيل المناورة البرية.[7]
عمليات الأرض المحروقة
هذه الضغوط الإسرائيلية على مستشفيات القطاع سبقت الحملة البرية عليه لأنها كانت تهدف إلى تحقيق هدف غير معلن، هو الاستعداد لاتباع سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل من خلال القصف عن بعد، قبيل تقدم القوات البرية ببطء، وبقوة كبيرة، أملاً بأن يقلل هذا حجم الخسائر وعدد الجنود القتلى والجرحى.
إذاً، عسكرياً، يأتي قصف المستشفيات في شمال غزة (المعمداني والأندونيسي والقدس وغيرها) التي تعرضت لتهديدات متكررة، ودعوات إلى الإخلاء منذ عدة أسابيع، وإلى إجلاء السكان بتهجيرهم إلى الجنوب تمهيداً لمواصلة تسوية المناطق السكنية، من أجل إتاحة التقدم البري الآمن، وتيسير مهمة الاستفراد بعناصر المقاومة الفلسطينية بنار عشوائية تدميرية، على الرغم من أن من شأن ذلك تصعيد الاحتجاجات في العالم على استمرار الحرب.
الخوف من مقتل جنود إسرائيليين
وتجلى هذا الأمل الإسرائيلي بتحاشي مقتل وإصابة جنود في العديد من المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية، حيث أنشأ المهندسون قواعد عمليات موقتة محاطة بحواجز رملية، تضغط منها القوات على عمق المدينة في اتجاهات متعددة. ويقول ضباط إسرائيليون أنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق التي تعتمد عليها حركة "حماس" لأنها يمكن أن تكون مفخخة، وبدلاً من ذلك، يقومون بتدميرها.[8]
بالإضافة إلى هذه الغايات العسكرية العملانية، يرتبط استهداف المستشفيات داخل قطاع غزة بهدف غير معلن لهذه الحرب، إذ ثمة رغبة في توجيه ضربات موجعة إلى الفلسطينيين لا إلى المقاومة العسكرية، وذلك من أجل تلبية شهوة الانتقام غير المسبوقة لدى الإسرائيليين ككل، بعدما قامت "حماس" بعملية "طوفان الأقصى". واستبدت شهوة الانتقام لدى الإسرائيليين لدرجة أن 1000 طبيب ينتمون إلى منظمة تدعى "أطباء من أجل الجيش الإسرائيلي" دعوا إلى قصف مستشفيات غزة، وهذا ما ناهضته منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية.[9]
ويتفق مراقبون إسرائيليون أيضاً على كون هذه الضربات استراتيجيا خطرة من ناحية المباغتة وإدارة المعركة داخل مناطق العدو، وقتل وإصابة وأسر عدد كبير من العسكريين والمدنيين. وعلى غرار مراقبين إسرائيليين كثر، يزداد تعدادهم في الأيام الأخيرة ويشككون في قدرة إسرائيل على تحقيق أهداف الحرب والانتصار فيها، تؤكد المحللة السياسية الإسرائيلية سيما كادمون (وهي مجرد مثال) أنه لا انتصار في هذه الحرب التي بدأت تطول. وتعلل ذلك بالقول متسائلة: أي انتصار هذا في حرب بدأتها إسرائيل وفقدت فيها 1400 من جنودها ومواطنيها قبل أن تبدأ؟ وأي انتصار هذا وهناك 241 مخطوفاً إسرائيلياً في غزة؟ معتبرة أن التاريخ سيصف هذا الحدث بالهزيمة الإسرائيلية لا بعدم الانتصار فحسب، في حال فشلت إسرائيل في استعادة المخطوفين، لأنها فشلت في حماية مواطنيها في المرة الأولى، وفشلت في استعادة المخطوفين منهم في المرة الثانية.[10]
البحث عن رمزية تعويضاً عن الفشل العسكري
علاوة على شهوة الانتقام التي ما زالت ملتهبة لدى الإسرائيليين، على الرغم من مرور شهر ونيّف على "طوفان الأقصى"، هناك رغبة إسرائيلية واضحة في التعويض عن عدم إحراز مكاسب عسكرية على الأرض عبر ضرب مؤسسات سلطوية ترمز إلى نظام أو دولة "حماس"، حتى لو كانت مؤسسات مدنية وإنسانية كالمستشفيات. وفي مثل هذا الاستهداف للمستشفى المركزي داخل القطاع، أي مستشفى الشفاء، تبحث إسرائيل أيضاً عن صورة انتصار تساعدها في الزعم أنها فعلاً تحقق أهداف الحرب المعلنة، وهذا ما كشفه بعض المراقبين الإسرائيليين، منهم محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 العبرية ألون بن دافيد الذي يؤيد احتلال مستشفى الشفاء بصفته رمزاً سلطوياً لحركة "حماس". وفي محاولة للتدليل على "المنطق" في مثل هذا الهجوم على الشفاء، قال بن دافيد أنه يمنح إسرائيل صورة انتصار كما فعلت القوات الأميركية الغازية عندما سارعت إلى احتلال القصر الجمهوري في بغداد خلال الحرب على العراق سنة 2003. وقد تحفظ من مقولته هذه زميله الباحث في الشؤون الاستراتيجية عضو الكنيست السابق عوفر شيلح الذي رأى أن استهداف الشفاء وبقية مستشفيات غزة ينبغي له أن يخضع للحسابات والحاجات العسكرية فقط، وأن البحث عن "صورة انتصار" يعني أن إسرائيل ما زالت عالقة في عقلية "الجولات القتالية" السابقة غير مدركة أنها في خضم حرب الآن، منبّهاً من مخاطر استهداف مستشفى الشفاء على صورة إسرائيل ومكانتها في العالم، علاوة على الخلل الأخلاقي الفادح المتمثل في هذه العملية.[11] وهذه الرغبة الكبيرة في الفوز بـ "صورة انتصار" من خلال ضرب وإخلاء الشفاء بعد اعتباره حصناً لـ "حماس" تجلت أيضاً في التركيز الإسرائيلي المفرط على صورة رفع رايات بيضاء من جانب نساء وأطفال نزحوا قبل أيام من شمال القطاع نحو جنوبه في ظل قصف عشوائي، الأمر الذي دفع حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القول إن على إسرائيل التوقف فوراً عن قتل النساء والأطفال الفلسطينيين.[12]
ترميم الهيبة المتشظية
لقد ساهم هذا الاستهداف للأهداف المدنية، وضمنها المستشفيات، في ترميم الهيبة الجريحة وقوة الردع المصابة، ومداواة وعي الإسرائيليين المتشظّي بعدما فقدوا ثقتهم، لا في حكومة نتنياهو فحسب بل أيضاً في قدس الأقداس – الجيش- وفي الدولة، وحتى في أنفسهم، واستُبدل اليقين حيال المستقبل بالشكوك. وهذه وفق الحسابات الإسرائيلية خسارة استراتيجية في غاية الخطورة، ذلك بأن الصهيونية قالت ليهود العالم منذ أكثر من قرن ونصف قرن إن الدولة اليهودية في "أرض الميعاد" ستكون لهم ملجأ والمكان الأكثر أمناً واطمئناناً، وإذا بها تتحول إلى أخطر مكان عليهم في العالم. وما بالك والحديث يدور عن سنة 2023، أي بعد سبعة عقود ونصف عقد من إقامتها وتباهيها بأنها دولة عظمى وجيشها لا يُقهر، وكل هذه الحرب أمام فصيل فلسطيني محاصر، لا أمام دول وجيوش نظامية كما كان في حرب 1973. ولذا، هناك مراقبون إسرائيليون يعتبرون صدمة "طوفان الأقصى" أشد وأخطر من صدمة حرب أكتوبر 1973. وفي الوقت نفسه، فإن هذا القصف العشوائي الذي يستهدف المستشفيات، أي ضرب الجرحى والمرضى والطواقم الطبية، يهدف أيضاً إلى احتلال وعي الفلسطينيين وكل أعداء إسرائيل، على أمل ردعهم عن التحرش بها واستخدام قوة ضدها مستقبلاً، وفي هذا الإطار هي رسالة موجهة مباشرة إلى حزب الله. رسمياً، تعلن إسرائيل أن" حماس" تستخدم أسفل مستشفى الشفاء مقراً عسكرياً، لكن هذا الضغط المتصاعد عليه تحديداً يندرج في إطار مواصلة المسعى لصنع حدث جلل تتجاوز مفاعيله النفسية "طوفان الأقصى" بأضعاف، ويعادل نكبة جديدة داخل القطاع تحفر في وعي الفلسطينيين (والإسرائيليين والعرب والعالم). وهكذا، فإن الهدف الإسرائيلي المعلن من الضغط على المستشفيات وإخلائها، على الرغم من تصاعد الاحتجاج الواسع في العالم ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، هو تحييد المدنيين، لكن من خلفها هناك مآرب عملانية عسكرية وسيكولوجية ترتبط بالرغبة في تحقيق مكاسب على الأرض من دون تكلفة عالية، وتحقيق صورة انتصار تسعفها وتخفّف حرجها وتعزز ثقتها في نفسها في فترة تعجز عن تبيان منجز عسكري حقيقي، والاقتراب من تحقيق أهداف الحرب، على الرغم من دخولها الأسبوع السادس على شنها. وهكذا، تكثف إسرائيل انتصاراتها على مستشفيات ومدنيين، من نساء وأطفال ومرضى غزة، لأنها تفشل في الانتصار على "حماس" والجهاد الإسلامي على الرغم من تحويل القطاع إلى جحيم حقيقي.
[1] https://www.middleeastmonitor.com/20231112-avi-dichter-labels-gazan-displacement-as-nakba-2023
[2] https://www.palestinercs.org/ar/Category/4/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1
[3] نشرت على صفحة تلفزيون فرانس 24 بتاريخ 19/11/2023. الأخبار مستمرة. نقلا عن منظمة الصحة العالمية.
[4] https://www.facebook.com/photo/?fbid=662796092692003
[5] https://opt.who.foundation
[6] https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1723053350
[7] https://www.news1.co.il/Archive/001-D-475421-00.html
[8] https://www.alhurra.com/israel-hamas-war-0
[9] https://fb.watch/oeZMimXwsu/?mibextid=Nif5oz
[10] "يديعوت أحرونوت"، 10/11/2023.
[11] "القناة 13 العبرية"، 10/11/2023.